مقالات

الاستنباطات العلمية بين مؤهلات الأعلام وحماقات الأقزام

ياسر التويتي
ياسر التويتي

 إن الرشد في التأصيل العلمي هوسر نجاح المجتمع المسلم وبغيره تتهاوى مقومات البقاء العقلية والعلمية والعملية ويصبح المجتمع المسلم كالهوام يسعى إلى ما فيه حتف أنفه وهو لا يدري، والمعين الذي لا تتكدر عذوبته ولا يتعكر صفوه هو الكتاب والسنة يحملان في طياتهما البيان الشافي لكل ملمة تنزل بالأمة .

 ومع أن نصوصهما محصورة قليلة ففيها من المعاني ما تفنى البحار قبل أن تنتهي خباياها، فقد أودع الله فيها كل ما تحتاجه النفوس البشرية على اختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال، ولكي تشرق أنوار المعرفة منهما نحتاج إلى كد الأذهان المليئة بالقدرة على الاستنباط والمتضلعة بمؤهلات الفهم السليم، وقد وضع أهل العلم شروطا معلومة لا يجوز لأحد النظر في النص الشرعي كتابا وسنة والتأصيل منهما قبل امتلاك تلك الشروط والتي من أهمها ( التضلع بعلوم اللغة العربية بمعاني ألفاظها وتراكيبها مع بعضها وأساليب الخطاب فيها أي : فقها لمعنى اللفظ، وصرفا، ونحوا، وبلاغة، ومعرفة قواعد الاستدلال والاستنباط في مجالي الاختلاف العائدة إلى الأدلة المعتبرة ودلالات الألفاظ المقررة في علم أصول الفقه، والاطلاع على مواضع الإجماع، ومعرفة مقاصد الشريعة، والاطلاع على طرق الفهم والتنزيل عند من عايش التطبيق العملي ومن تبعهم.

 كل ذلك وغيره مما لم يذكر هو ما يمتلكه الأعلام الذين يوقعون عن الملك العلام في بيان مراده سبحانه وتعالى، ولكنا قد بلينا بأقزام يتطاولون على النصوص الشرعية وهم لا يمتلكون من ذلك شيئا يذكر وظنوا أن مجرد كونهم يقدرون على قراءة الألفاظ يكفيهم لفهم مدلولاتها المعنوية، فهم يتخوضون فيها بغير بصيره، فيحرفون معانيه، ويبدلون مدلولها، فتظهر الشريعة قاصرة عن تلبية احتياجات المجتمع المسلم، فمن سيوقف هؤلاء الأقزام عند حدهم ؟ ويحجر عليهم التطاول بسفاهة عقولهم على النصوص الشرعية من غير أهبة علمية ومقدرة مؤهلة كافية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى