مقالات

العمل السياسي للسلفيين ضرورة معاصرة

من أوجه أهمية العمل السياسي للسلفيين في الوقت المعاصر: توسيع الدائرة.

كانت هناك إشكالية مهمة في الدعوة السلفية في اليمن وبعض الدول خلال السنوات الماضية؛ وهي أنها دعوة نخبوية خاصة بطلبة العلم الشرعي والدعاة…

من شروط السلفي (في أذهان الناس، وفي أذهان بعض السلفيين أنفسهم) أن تكون لديه لحية، وثوب، وأن يكون طالب علم شرعي، وأن يتمثل ببعض الصفات المعينة (التي قد تختلف من تيار سلفي لتيار سلفي آخر)…

وكل تلك أمور تضيق على هذا الانتماء العظيم للدعوة السلفية…

السلفية هي الانتماء لمذهب أهل السنة والجماعة…

وهو انتماء لعموم المسلمين: الملتحي وغير الملتحي، لابس الثوب ولابس البنطال، طالب العلم الشرعي ومن لا يهتم بالعلوم الشرعية الدينية، الداعية والطبيب، العالم والسباك، الخطيب والبنشري، المرشدة والممرضة، وبقية المسلمين…

كل المسلمين سلفيون، عدا من انتمى لمذهب عقائدي يخالف مذاهب السلف، كالشيعة والمعتزلة والإباضية، ومن انتمى لمذهب تعبدي مبتدع يخالف مذاهب السلف كبعض الطرق الصوفية المخالفة كالنقشبندية والقادرية والحلولية والقبورية…

ولقد كانت الدعوة السلفية في السعودية ناجحة في استيعاب عموم الناس لأنها أصبحت مذهب الدولة أيام الشيخ محمد بن عبدالوهاب (مجدد الدعوة) وبعض أتباعه، ولذلك تجد بعض العلمانيين هناك يتاجر بالسلفية ويدعي انتماءه لها، لأن الدولة فرضتها كصورة للإسلام…

بينما كانت السلفية خارج السعودية حركة محصورة في أتباعها، وليس لكثير من الناس علاقة بها، سوى الكلام عن السلفيين أنهم وهابيين متطرفين عند بعض الناس، أو أشخاص طيبين منعزلين عند البعض الآخر…

ولذلك فإن تحول الدعوة السلفية في كثير من الدول للعمل السياسي العام هو التحول الإيجابي المفروض في هذا الوقت، لاستيعاب الناس، ولإظهار أن الدعوة السلفية ليست دعوة منغلقة محصورة، وإنما هي دعوة اجتماعية وحركة دينية تسع كل المجتمع المسلم، وتقبل في عضويتها كل شخص مسلم في أي مكان…

ومن هذا المنطلق جاءت فتوى علماء رابطة العالم الإسلامي بضرورة العمل السياسي للسلفيين في المرحلة القادمة…

ومن هذا المنطلق تحرك السلفيون لإنشاء أحزاب تستوعب قطاعات الأمة في كثير من البلاد العربية: الكويت والبحرين ومصر وتونس وليبيا والأردن وغيرها…

ومن هذا المنطلق جاء اتحاد الرشاد اليمني، أرشده الله للخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى