مقالات

قراءة في الحراك السياسي الإقليمي والدولي الأخير بشأن اليمن

 

 

كاتب ومحلل سياسي
كاتب ومحلل سياسي

رضوان السماوي

شهدت اليمن العديد من المواقف والأحداث عقب هروب أو تهريب الرئيس هادي أهمها قيام بعض دول الخليج إعادة فتح سفاراتها في مدينة عدن، في الوقت الذي تخلفت عمان عن مثل هذه الخطوة.

 كثير من السفارات لم تعلن عن خطوة مماثلة منها الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، في الوقت الذي تردد فيه الحديث عن نقل الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين اليمنيين خارج العاصمة صنعاء التي اعتبرها الرئيس هادي عاصمة محتلة في الوقت الراهن، هنالك من يرى أن هذا الموقف من السعودية وقطر والامارات بإعادة فتح السفارات في عدن وامتناع عمان عن هذه الخطوة تعطي إشارة الى مشروع متجانس تديره تلك الدول باستثناء عمان وأن تلك الخطوة قد يهدف الى التمهيد لانفصال الجنوب .

 

الموقف الأمريكي والبريطاني من استئناف العمل الدبلوماسي من عدن يشير الى عدة احتمالات منها أن أمريكا لا تشارك المملكة السعودية الرؤية في الاستعجال بنقل السفارات مما قد يُعطي مؤشر أن ذلك يُعطي إشارة الى القبول الدول بانفصال الجنوب، في المقابل هناك من يرى أن هذه الخطوة تُعطي مؤشر الى التناغم بين المشروع الحوثي والأمريكي وأن اجتياح الحوثي للجنوب مرحب به أمريكياً ولو بعد حين لتأمين بقاء الجنوب تحت سلطة اليمن الواحد .

 

على جانب آخر أصدر الرئيس هادي قراراً بتعيين قائد جديد للقوات الخاصة في عدن والى الآن لم يتم تنفيذه بسبب اعتراض القائد المقال على قرار اقالته ويُقال أنه متمترس هو والجنود التابعين له داخل المعسكر، هذه الخطوة من هادي والرفض من قائد القوات الخاصة في عدن تُعطي مؤشر على مقدار الجهد الذي يحتاج اليه الرئيس هادي في خلق ولاءات له داخل قوات الأمن والجيش، فاذا كان قرار يتعلق بوحدة أمنية لا تبعد ربما بضعة أمتار عن مركز اقامة هادي فكيف ببقية وحدات الجيش والأمن في الكثير من المحافظات الجنوبية فضلاً عن الشمالية .

 

وزير الدفاع اليمني ورئيس اللجنة الأمنية العليا التي شكلها الحوثي تمكن من الوصول الى مسقط رأسه في محافظة لحج، وقد أعتبر الكثير من المراقبين أن هذه الخطوة تعد صفعة جديدة توجه الى جماعة الحوثي .

 

اعلنت المملكة السعودية بالامس استعدادها استقبال الحوار اليمني في العاصمة الرياض، اعلن حزب الاصلاح عن تثمينه لهذه الخطوة من المملكة وأنها تعبر عن حرص السعودية في الوقت الذي رفضت فيه جماعة الحوثي نقل الحوار الى الرياض، فيما بقية القوى السياسية لم تعبر عن موقفها من القبول السعودي بنقل الحوار وفقاً للطلب المقدم من الرئيس هادي، في تقديري أن هذه الخطوة تأتي للمزيد من العزل السياسي للحوثي ومحاولة لتصحيح الخطاء من قبل المملكة السعودية في الموقف من الرئيس السابق صالح وفك ارتباطه بالحوثي .

 

كل هذه المواقف تشير الى تعقيد الأزمة اليمنية فالحوثي مصر على موقفه وبن عمر جرى تجاوزه من قبل المملكة السعودية خصوصاً أنه أعلن وفي مؤتمر صحفي أنه هو المخول بتحديد مكان جديد للحوار، وهذا ما يُفسر حالة التجاذب الاعلامي بين بن عمر وهادي ووصول الاول الى عدن اليوم، أضف الى ذلك أن جماعة القاعدة هاجمت اليوم مدينة المحفد في أبين، وهذا يُعطي مؤشر أن هذا التنظيم ينتظر الاحتراب اليمني خصوصاً في الجنوب ليُظهر نفسه على أنه المخلص لمناطق وسط وجنوب اليمن من سيطرة الحوثي، في كل هذه المفاعيل والتجاذبات يتفاعل المشهد اليمني

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى