مقالات

الطائفية نائمة ..لعن الله من أيقضها

 قلم

 أحمد الجحيفي

 

لم يشهد اليمن على مر تاريخه حربا طائفية رغم وجود المذهبية وبعض الأقليات من الفرق الباطنية كالبهرة والمكارمة وغيرهم، وقد مثلت اليمن نموذجا فريدا ومتميزا في التعايش في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي يعج بالصراعات المذهبية والطائفية، وظلت اليمن كذلك حتى وجدت الأحقاد الفارسية طريقا إليها لتشعل فيها النيران الطائفية كما اشعلتها في العراق وسورية، فاستغلت الوضع المتأزم سياسيا واقتصاديا في اليمن، واوعزت إلى دعاتها أن يركبوا الموجة ويسيطروا على إمام الأمور تحت دعوى الظلومية ورفض الوصاية الخارجية باسم الثورة، وما إن سقطت صنعاء بأيديهم ، حتى سقط القناع عن وجوههم الطائفية القبيحة.

 

 مورست الطائفية في أبشع صورها من خلال استهداف المراكز والجامعات العلمية وتفجير المساجد، واستهداف الرموز الاجتماعية والسياسية بالقتل والسجن والتعذيب والإهانة والتهجير، والتضييق على الدعاة والعلماء وتدمير المنازل وتفجيرها، وغيرها من الممارسات الطائفية التي لم يعهدها المجتمع اليمني المتعايش على مدى تاريخه العريق .

 

ورغم كل هذه الممارسات الاستفزازية إلا أن اليمن لم تنجر بعد إلى مستنقع الحرب الطائفية القذرة كما هو الحال في العراق وسوريا ويعود ذلك إلى تماسك المجتمع اليمني وإيمانه بالوحدة والتعايش.

 إلا أن الأطراف الخارجية الحاقدة تحاول إشعال الطائفية بتحريك أدواتها في اليمن وذلك بتوسيع دائرة الصراع الى مناطق أخرى في جنوب وشرق البلاد وفتح جبهات حرب جديدة ستدخل البلاد في نفق مظلم من الصراع الطائفي الدامي والذي بدت ملامحه تتشكل في الواقع ، فهل يعي العقلاء من أبناء اليمن خطورة وحجم المؤامرة ، وأن فهموا الدرس مما يحصل في العراق والشام ، ويتداركوا الوضع قبل فوات الأوان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى