مقالات

السيادة الوطنية .. حقيقة أم ادعاء !!

 قلم

أحمد الجحيفي

 

مع بداية الضربات الجوية للتحالف العربي في 26 من مارس والتي استهدفت منشآت وقواعد عسكرية تابعة لجماعة الحوثي والرئيس السابق في صنعاء سارع الحوثيون لاستغلال ما حدث إعلاميا لصالحهم وكسب التأييد الشعبي من أجل تعزيز شرعيتهم على الأرض، غير أن الواقع غدا مخالفا لما يتصورون؛ فغالبية الشعب عبروا عن رضاهم وتأييدهم لهذه الضربات لا سيما في المناطق التي سيطر عليها الحوثيون مؤخرا، وحتى الرافضون للعمليات العسكرية الخارجية في اليمن يرون أن الحوثي هو من السبب الرئيس لهذا التدخل .

 

وفي ظل تواصل العمليات العسكرية في اليمن المسماة ” عاصفة الحزم ” ضد الحوثي وحلفائه من بقايا النظام السابق رفع الحوثي شعار السيادة الوطنية ورفض الوصاية الدولية على اليمن ليجد بذلك مبررا لجرائمة التي يرتكبها في الجنوب وغيرها من المناطق، كما أنه يسعى من وراء ذلك إلى استهداف وتخوين كل المعارضين له على أنهم أعداء للوطن !

 

ولو رجعنا بالتاريخ إلى الوراء قليلا فلن نجد أي من هذه الشعارات الوطنية التي يرفعها ويقاتل من اجلها اليوم ، بل على العكس من ذلك ، فكيف يتحدثون عن السيادة الوطنية وقد جعلوا البلاد تحت وصاية إيران تنفذ مخططاتها واجندتها الصفوية في منطقة الجزيرة العربية ، ويتحدثون الآن عن ضرورة الاصطفاف الوطني وقد أشعلوا الحروب الطائفية في طول البلاد وعرضها .

 

أين كانت السيادة الوطنية عندما شاركت معكم الطائرات الأمريكية في قتل اليمنيين في البيضاء؟ أين كانت السيادة عندما سلمتم الموانئ البحرية لبارجات إيران وفتحتم المطارات لطائراتها التي جلبت معها معدات القتل والتدمير ؟

 

وأين كانت السيادة عندما رفعتم أعلام إيران وحزب الله في صعدة ؟ إذا كانت إيران صادقة في تباكيها على سيادة اليمن فلماذا لا تبكي على سيادة العراق وقد جلبت إليه قوة مشتركة من أكثر من خمسين دولة وعلى رأسها “الشيطان الأكبر ” لتدمير العراق .

 

وخلاصة القول أن شعار السيادة الوطنية التي يتباكى عليها الحوثيون اليوم عبارة عن ادعاء باطل ليجدوا لأنفسهم مخرجا من ضربات التحالف العربي وليعطوا لأنفسهم مبررا للتمادي في جرائمهم في الجنوب وغيرها من المناطق التي أشعلوا فيها الحرب الطائفية القذرة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى