مقالات

ما بعد العاصفة..!؟

 

كاتب سياسي واسلامي
كاتب سياسي واسلامي

أحمد الجحيفي

 

 بعيدا عن التأييد أو الرفض لعملية ” عاصفة الحزم ” العسكرية في اليمن لأن ما يحدث هو صراع بين قوى إقليمية ودولية من أجل النفوذ، وإن كانت أطراف الصراع في الأساس داخلية،  لكننا اليوم أمام تحديات وخيارات صعبة في كل الحالات، وأخطر تحدي سيواجهه اليمنيون هو ما بعد العاصفة ” عاصفة الحزم .

 

 يرى كثير من المراقبين أن عاصفة الحزم لن تحسم الصراع، وإنما ستؤدي إلى إضعاف الطرف الآخر مما سيؤدي إلى انحساره وإعادة تموضعه إلى مناطق شمال الشمال وهو ما يعني بدء مرحلة جديدة مراحل الصراع حرب استنزاف طويلة الأمد.

 

ويرى آخرون أن ما يحصل في اليمن يتشابه تماما لما حصل في العراق وبالتالي فمألات ما بعد العاصفة سيكون كما في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية والدول المتحالفة معها اندلاع انقسامات جيوسياسية وصراعات طائفية ومناطقية .

فيما يرى البعض أن مآل اليمن بعد عاصفة الحزم سيكون كمآل لبنان بعد انسحاب القوات السورية منها فكل معطيات الصراع باليمن باستثناء ” الصراع الاثني ” يتشابه مع سيناريو الصراع اللبناني،  وهذا يعني وجود دولة تتحكم بقرارها المليشيات العسكرية الطائفية والحزبية والمناطقية وحكومة هشة تقوم على أساس المحاصصة فقط .

 

ويبقى الخيار الليبي حاضرا بقوة وذلك فالشرعية الدولية التي سمحت للتدخل العسكري الخارجي في ليبيا هي نفسها التي أجازت عمليات ” عاصفة الحزم ” في اليمن وإن اختلفت الأهداف لكن المآل في اليمن لما بعد العاصفة سيكون كليبيا بعد سقوط القذافي وتوقف عمليات الناتو الدولية في حال حققت عاصفة الحزم أهدافها بالقضاء على الحوثي وصالح وهذا يعني أن الأطراف المؤيدة للشرعية ستتصارع فيما بينها حول السلطة والنفوذ،  فالقوى والأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية في اليمن اجتمعت لمواجهة عدو مشترك وهذا لا يعني انها ستظل على هذا الاتفاق بعد زوال او انهيار هذا العدو وسينتج عن هذا الصراع تقسيم على الأرض بدوافع سياسية ومناطقية،  وهو ما يحدث اليوم في ليبيا .

 

وحسب كل هذه المعطيات فما بعد ” العاصفة ” ثلاثة خيارات تنتظر اليمن الخيار العراقي والخيار اللبناني والخيار الليبي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى