محلية

المقاومة الشعبية على بعد 130 كيلو من العاصمة صنعاء

 349

الرشاد برس-صنعاء

 

بات القتال بين المقاومة الشعبية الموالية للشرعية في شمال اليمن، قريبا من العاصمة صنعاء، وعلى بعد بضع عشرات الكيلومترات منها، فيما تشهد إحدى ضواحيها قتالا عنيفا بين المقاومة، من جهة والمسلحين الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح.

 

 من جهة أخرى، وحققت المقاومة الشعبية، تقدما كبيرا في زمن قياسي في تحركاتها التي تهدف إلى استعادة السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح.

 

 وقالت المقاومة الشعبية في إقليم آزال الذي يضم صنعاء العاصمة والمحافظة ومحافظات عمران وصعدة وذمار، إنها تمكنت، أمس، من تحرير مديرية عتمة، في محافظة ذمار، بشكل كامل، وذلك كأول مديرية يتم تحريرها في هذه المحافظة التي تبعد عن العاصمة صنعاء نحو 130 كيلومترا جنوبا.

 

 وقال المكتب الإعلامي لمقاومة آزال، إن «المقاومة أحكمت سيطرتها على مديرية عتمة والمواقع والنقاط التي كانت ميليشيات الحوثي وصالح تتمركز فيها»، وقد نفذت المقاومة في هذه المحافظات، سلسلة من العمليات والهجمات التي استهدفت ميليشيات الحوثيين وأسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى، وعلى مسافة ليست ببعيدة، وتحديدا في مديرية أرحب، بشمال العاصمة صنعاء، يدور قتال عنيف لليوم الثاني على التوالي بين المقاومة الشعبية وعناصر الميليشيات الحوثية.

 

 وقال شهود عيان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن قتالا عنيفا يجري هناك، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات وقوات المخلوع، وتعد أرحب من أكثر المناطق التي استهدفها الحوثيون طوال العام المنصرم، حيث احتلوها وفجروا منازل قياداتها القبلية والسياسية ومساجدها ومدارسها الدينية.

وقد أثارت التطورات المتسارعة والمتلاحقة في جنوب ووسط اليمن، خلال الأيام الماضية، والتي حققت فيها المقاومة وقوات الجيش الوطني تقدما ملحوظا، هلع وذعر الميليشيات الحوثية وقوات صالح في صنعاء، والتي شرعت في تطبيق إجراءات أمنية معلنة وغير معلنة، أبرزها تكثيف النقاط الأمنية والحواجز ونشر القناصة والمتاريس، إضافة إلى تشديد المراقبة على المعارضين والمناوئين لتواجدهم واعتقال الكثير منهم، في اليومين الماضيين، بمن فيهم نساء، في خطوة أثارت الرأي العام في اليمن.

 

 وقال لـ«الشرق الأوسط» مصدر في مقاومة آزال إن «الذعر في أوساط ميليشيات الحوثي وصالح مسألة طبيعية، وهي نتيجة للإنجازات والمكاسب التي تحققها مقاومة آزال بصورة يومية، وقد ظهر ذلك الذعر والارتباك في بيان وزير داخلية الانقلاب الذي أعلن حالة الطوارئ في العاصمة صنعاء، وانعكس الذعر والخوف في حملة الاعتقالات الهستيرية للنساء والرجال في صنعاء».

 

 وأكد المصدر الخاص لـ«الشرق الأوسط» أن «مقاومة آزال جزء من المقاومة في كافة الأقاليم وتنسق معها وعملياتها ستكون مكملة لإنجازات ونجاحات ومكاسب المقاومة من جنوب الوطن إلى شماله»، وقال المصدر القيادي في المقاومة إنها «لن تدع الانقلابيين يهنأون بلحظة هدوء وستزلزل الأرض من تحت أقدامهم وستشعلها حمما وبراكين، ولديها الكثير من المفاجآت».

في السياق ذاته، قال علي شايف الحريري، المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية، تعليقا على تطورات الأوضاع في صنعاء، إن الانتصارات المتتالية في الجنوب «أربكت ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح في صنعاء وأيقنوا أن سقوطها بات وشيكا بعد أن تشتتت قواهم وأكلت عناصرهم أودية وجبال الضالع وشوارع عدن ورمال أبين ولم يعد منهم إلا من أطلق ساقيه للرياح وكان ذا حظ وسرعة في الفرار»، وأكد الحريري لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي والمخلوع لجأت، طيلة اليومين الماضيين في صنعاء، إلى حفر الخنادق وتشديد الإجراءات الاحترازية على مداخل ومخارج العاصمة صنعاء»، ولم يستبعد متحدث المقاومة الجنوبية أن ينشب صراع وقتال بين تلك القوى، الحوثي وصالح: «من باب تحميل اللوم كلاً للآخر وعدم قراءة المشهد بشكل واضح، والأهم من هذا كله قد تلجأ ميلشيات الحوثي والمخلوع إلى خلع رداء الحوثي وارتداء لباس الشرعية لكي تضمن البقاء والنجاة بعد سقوط صنعاء وهذا أمر وراد وعلى دول التحالف العربي التنبه إليه لكي لا يبقى الخطر قائما».

وفي سياق التطورات الميدانية، باتت المقاومة الشعبية في المناطق الوسطى على مشارف مدينة يريم، ثاني مدن محافظة إب، المركز الرئيسي للمناطق الوسطى.

 

وقالت مصادر خاصة إن المقاومة في إب، أعطت «اللواء 55 حرس جمهوري»، مهلة حتى يتراجع عن الانقلاب عن الشرعية ويعلن تأييدها، قبل أن يصبح هدفا لهجوم بري وجوي، دون أن تفصح المصادر عن مدة المهلة، وبحسب المصادر، سقط لواء الحمزة بالكامل في يد المقاومة وبدعم من قوات التحالف التي كثفت غاراتها عليه، الأيام الماضية.

 

وتشير المصادر إلى سيطرة المقاومة في المنطقة الوسطى على مديريات النادرة والسدة والرضمة والقفر، ويتوقع مراقبون أن تلتحم المقاومة في المنطقة الوسطى بالمقاومة في تعز، غربا، والمقاومة في الضالع جنوبا، وبمقاومة آزال باتجاه محافظة ذمار شمالا، في غضون الأيام القليلة المقبلة.

 

 

وقال نجيب الغرباني، الناشط السياسي المعروف في مدينة إب لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة تنشط في عدة مديريات وتكبد ميليشيات الحوثي وصالح خسائر فادحة، خاصة بعد تقهقر ميليشيات الحوثي وصالح وانهزامهم في المحافظات الجنوبية، حيث باتت محافظة إب ملاذا آمنا للفارين من عناصر الميليشيات من المعارك»، وأضاف الغرباني أن «مقاومة محافظة إب كانت لهم بالمرصاد».

 

 

 وأكد الغرباني أن «المقاومة في مديريات العدين وحزم العدين، رفضت وساطة قام بها المحافظ المعين من قبل الحوثيين، عبد الواحد صلاح، لتسليم الجثث والأسرى مقابل الانسحاب إلا أن التفاوض ما زال مستمرا حتى اللحظة»، في غضون ذلك، دعا الناطق الرسمي للمقاومة الشعبية في محافظة إب، عبد الواحد حيدر ميليشيات الحوثي وصالح إلى مغادرة المحافظة فورا، وعدم التمترس في الأحياء السكنية، خاصة بعد اندحارهم من المحافظات المجاورة، و«ما لم ستخرجهم المقاومة جثثا هامدة»، حسب قوله، وأشاد حيدر بما حققته المقاومة خلال اليومين الماضيين.

…..

الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى