محلية

لماذا تنعدم فرص نجاح الحوثيين في تشكيل حكومة وطنية؟ “تحليل”

هادي والحوثيين 

الرشاد برس-محمد علي

أكد ناشطون وإعلاميون يمنيون انعدام أي فرص ممكنة أمام تحالف الحوثي – صالح في اليمن لتشكيل حكومة وحدة وطنية،  حسبما أعلنوا مؤخراً، في ظل حالة الانهيار والهزائم المتوالية التي يتكبدونها في شتى المجالات بفعل الضربات العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية لإفشال مشروعهم الانقلابي في البلاد.

 

وكان المتمردون الحوثيون وأحزاب متحالفة معهم أعلنوا، الثلاثاء الماضي، عزمهم تشكيل ما أسموها حكومة “وحدة وطنية” خلال العشرة أيام المقبلة، مجددين رفضهم الاعتراف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومة خالد بحاح، وهددوا بمزيد من القمع والاحتراب، ما يؤكد مجدداً نكوصهم عن أي حوارات أو اتفاقات سابقة، ورفضهم المثول للشرعية الدولية، ممثلة بقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار 2216.  

وكشفت مصادر مقربة من الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي، في حديث لموقع “الإسلام اليوم” عن مساعٍ تبذلها دول غربية، لم تسمها، لدى المملكة العربية السعودية وحكومة هادي في الرياض، لإقناعها بالتخلي عن مطالبها بتنفيذ القرار الأممي 2216.

 

وعلق الكاتب الصحافي والناشط اليمني همدان العليي على قرار الحوثيين بتشكيل حكومة، قائلاً بأن جماعة الحوثي تحاول الخروج من المأزق التي وضعت نفسها فيه بخطوات وإجراءات عبثية لن تكون ذات قيمة أو تأثير علی أرض الواقع إلا أنها ربما قد تزيد من تعقيدات المرحلة وتزيد من كلفة انهيارها ليس إلا.

 

وأضاف العليي لموقع “الإسلام اليوم”: “لو راجعنا كل خطوات وإجراءات الجماعة خلال الأشهر الماضية بداية من ما سمي بالإعلان الدستوري مرورا بتعيين المحافظين والوكلاء لبعض المحافظات في الشمال والجنوب، سنجد بأنها حتى اليوم عجزت في تحقيقها وتنفيذها علی أرض الواقع..”.

 

وخلص إلى أن “ثمة معطيات وعوامل تجعل من نجاح أي حكومة وطنية في هذا الوضع أمرا صعبا، فلن يكون هناك اعتراف داخلي ولا خارجي بها، ولن تستطيع هذه الحكومة تلبية ومتابعة متطلبات المرحلة وستبقى هذه الحكومة مطاردة في الكهوف والمخابئ، تماما كما هو حال الرئيس السابق على عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي ورجالهم”.

 

 من جانبه، سخر الكاتب الصحافي محمد عبده العبسي من قرار الحوثيين، متسائلاً، في منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إذا كانت وظيفة أي حكومة في العالم تتمثل في حفظ السلم الاجتماعي وتقديم الخدمات الأساسية للناس، فما هي فرص نجاح الحوثيين في تشكيل حكومة؟!، مؤكداً بأن فرص نجاحهم صفر.

 

وعلل العبسي ذلك بجملة من الأسباب، في مقدمتها: انعدام الشرعية أولاً، كونهم لم يصلوا للسلطة بانتخابات أو مشروع سياسي، وانعدام التوافق السياسي ثانياً، كون المؤتمر حليفهم لم يشارك، والإصلاح وقادته في السجون غير القانونية، والناصري والاشتراكي يقفان بعيداً، والمجتمع الدولي ومجلس الأمن يعترفان بسلطة هادي وبحاح.

 

وفي ما يتعلق بشرعية الأمر الواقع، أكد الصحافي العبسي بأنه “حتى بمنطق السلاح، فالحوثيون منقوصو ومنزوعو الشرعية. إذ أعلنوا انقلاباً على السلطة دون أن يخضعوا كافة الأراضي اليمنية لسلطتهم، فلا مأرب بقبضتهم، ولا حضرموت، بل حتى تعز وعدن اللتين دمرتا تماماً بسبب حربهم الجنونية لم تخضعا ولم تعودا بأيديهم. بمعنى إنهم فشلوا حتى في فرض سلطة الأمر الواقع بقوة السلاح”.

 

ونفى العبسي، جازماً، وجود أي فرصة ممكنة أمام الحوثيين للتأثير في المجتمع الدولي، أو بعض دوله لإقناعهم، أن هادي غير شرعي، وأن الحوثي يقاوم العدوان، وأنه يمثل الشعب، وأنه يصلح أن يؤدي دور شرطي جديد للغرب وأمريكا في محاربة القاعدة وداعش…. الخ”.

 

مضيفاً بأن “الحوثيين لم يتعاطوا منذ البداية بمنطق السياسة”، وإنما بمنطق الغطرسة والاستكبار، “والدليل عندما أعلنت جميع السفارات إغلاق مقراتها، وكان ذلك إعلاناً مبكراً بالحرب وطريقة دبلوماسية راقية ومهذبة للضغط على الحوثي من اجل التراجع عن الإعلان الدستوري”، حينها تعاطى الحوثيون مع الأمر باستخفاف.

 

وكان عضو المجلس السياسي للمتمردين الحوثيين، حمزة الحوثي، قال خلال مؤتمر صحفي عُقد لهذه المناسبة في العاصمة اليمنية صنعاء، إن “الحكومة المقبلة ستكون حكومة وحدة وطنية، خاصة أن البلد يمر بمرحلة صعبة واستثنائية وفراغ دستوري وسياسي، يتوجب على القوى والمكونات السياسية ملء هذا الفراغ”.

 

 

وبينما ادعى القيادي الحوثي بأن المجال مفتوح أمام كافة القوى للشراكة الوطنية للمشاركة في تشكيل الحكومة، حسب تعبيره، جدد تهديده ووعيده بمزيد من جرائم القمع وانتهاك حقوق الإنسان ضد كل من يرفض مشروعهم الانقلابي وهمجيتهم وعدوانهم.

 

وأقرّ الحوثي بأن هناك مشاورات في مسقط لعرض أفكار تقدم بها المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ تتعلق بوقف عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، مضيفاً بأنه “تم التفاهم حول بعض النقاط التي تقدم بها إسماعيل ولد الشيخ وهناك تعنت من قبل النظام السعودي على النقاط التي تم التفاهم بشأنها، وحصل عقبها فتور في المشاورات”.

 

 

من جانبه، تحدث أمين عام حزب الحق حسن محمد زيد، وهو أحد الوجوه السياسية المحسوبة على الحوثيين عن عدم قبولهم بأي قوى سياسية أيدت عمليات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن.

 

وحضر المؤتمر الصحفي، ممثلون عن أحزاب صغيرة متحالفة مع الحوثيين، أبرزها حزب “الحق”، وحزب “البعث العربي الاشتراكي”، بشقه الموالي لسورية، بينما غاب عن المؤتمر الصحافي، حزب “المؤتمر الشعبي العام”، الذي يترأسه الرئيس السابق علي صالح.

 

في غضون ذلك، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في منشور على صفحته على “الفيس بوك”، إنه يسعى لتحقيق تقارب سياسي بين طرفي الصراع في اليمن، تمهيداً لإنهاء النزاع الذي يعصف بالبلاد، وهو الأمر الذي فُسر على أنه يعدّ تراجعاً عن تصريحات سابقة متفائلة بشأن مقترحات تتمحور لديه حول سبل حل الأزمة بشكل سلمي، كما اعتبرت تصريحات ولد الشيخ انعكاساً لخيبة أمله في إمكانية حدوث اختراق خلال الجولات السياسية التي يقوم بها بين طرفي الصراع في العاصمة العمانية مسقط.

 

وكان وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، توباياس إلوود، دعا دولة إيران التحرك بمسؤولية فيما يتعلق باليمن، مطالبًا أطراف الأزمة اليمنية بالجلوس على طاولة الحوار للاتفاق على وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات للمتضررين، وأضاف الوزير البريطاني، في تصريحات لفضائية سكاي نيوز العربية، أنه لابد من العمل بشكل وثيق مع إيران للتأكد من نواياها في بناء منطقة شرق أوسط مستقرة.

 …

الاسلام اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى