مقالات

البطالة و الفراغ أثناء الحرب

 حمير الحوري 

حميرالحوري

 

تتخطى آثار أي حرب وصراع مسلح الآثار التدميرية المشاهدة سوءا أكانت على مستوى الأنفس أو ما يلحق بالمنشآت من تدمير إلى آثار اجتماعية لها خطر مستقبلي عميق في البنية النفسية للمجتمع وما يكتسبه من عادات سلبية قد يصعب التخلص منها على المستوى القريب ,مثل الكسل والخمول والشعور بالملل والتعود على تزجية الوقت فيما لا فائدة فيه ولا منفعة ,والنوم الطويل ومشاهدة التلفاز لساعات طويلة والجلوس أمام الانترنت يومي قد يصل الى 6ساعات, واسؤها أن تنشأ عصابات وجماعات منحرفة نظرا لحالة الفقرالشديد والفراغ الشديد.

 

أبرز أسباب تلك الآثار والنتائج السلبية هو انضمام عدد غير قليل من الأشخاص إلى صفوف العاطلين عن العمل نتيجة توقف المؤسسات والشركات والصانع وتسريحها للموظفين بسبب ظروف الحرب ,أضف إلى ذلك توقف عمل الأجهزة الحكومية ووزاراتها وما يتبعه من توقف الطلبة والمدرسين وسائر موظفي القطاع الحكومي عن العمل , مع تعثر كثير من التجارات والأسواق وهو ما ينتج عنه تقليص عدد العاملين في تلك الأماكن , كما تقوم كثير من المؤسسات التوجيهية في المجتمع بتجميد أنشطتها كمدارس القران والمعاهد التأهيلية وغيرها, ويزيد الأمر سؤ الانطفاء شبه الدائم للتيار الكهربائي وهو ما يعني توقف الأوقات التي تصرف في مشاهدة التلفاز أو تصفح الأنترنت والقراءة ليلا.

 

إذا لدينا أوقات فراغ كبيرة جدا وطويلة وهي ظاهرة عامة في مثل هذه الظروف والتي يعاني منها غالبية أبناء الشعب , تتفاقم النتائج السلبية ونزداد رسوخا في المجتمع إذا ما طال بقاء تلك الأسباب المولدة لها وتتلخص في استمرار الحرب والنزاعات المسلحة لفترات طويلة قد تصل لسنوات.

أتمنى أنما سأكتبه هنا يكون فيه دليل عملي لأولئك الذين يعانون من الآثار السيئة للبطالة و الفراغ, والتي من الممكن تحويلها إلى فرصة ومنحة إذا ماتم إحسان التعامل معها بشكل صحيح.

 

أفكار وبرامج عملية لتجنب الآثار السيئة للبطالة والفراغ أثناء الحرب:

ما سأعرضه هنا من أفكار وبرامج قد لا يكون جديدا في نظر البعض لكن المقصود أن يتذكر الناسي ويتنبه الغافل فالذكرى تنفع المؤمنين, ولعل بعض المؤسسات والجهات المدنية تتنبه لهذه المشكلة وتشرع في بذل الجهود للتخفيف من آثارها, وتتلخص هذه الأفكار والبرامج في التالي:

 

التحق بمشاريع تطوعية وخيرية إن وجدت أوكّون فريقا مع أصدقائك , مثل أن تقوم بتدريس حلقة قران في مسجد الحي, أو تكّون فريق لتنظيف الحي أو أن تلتحق بفريق إسناد طبي في أحد المستشفيات.

 

نم مواهبك وقدراتك, كأن تلتحق بمعهد لغات أو ناد رياضي أو مركز تدريب أو أي شئ يمكن أن يفيدك في تطوير مهاراتك ومواهبك وفي حال لم تجد حاول أن تبتكر برامجية ذاتية لذلك .

فرصة لتقوية الجانب التعبدي, كأن تقوم بقراءة القران وحفظ ما تيسر منه وأن تحاول تعويد نفسك على أداء العبادات في أوقاتها من فروض للصلاة وقيام لليل وصلة للأرحام وإحسان للجوار وزيادة تفقه
في أحكام الدين , وأبواب العبادة واسعة ومتنوعة .

القراءة وتوسيع قاعدة الفهم والثقافة, وهذه نقطة مهمة جدا وقد تكون صعبة في البداية على أولئك الذين لم يتعودوا على صحبة الكتب ,فأوقات الفراغ فرصة لتكوين عادة القراءة ,وهنا ينصح بالقراءة الموجهة و الهادفة لا العشوائية مثل التركيز على القراءة في التخصص أوالمجال الذي تشعر أن لك ميولا كبيرا نحوه, وقد يتعذر البعض بعدم وجود وتوفر الكتب الملائمة وهذه الإشكالية قد حلتها شبكة الأنرنت ,فهناك
الملايين من الكتب المجانية على الشبكة وما عليك سوى تحميل ما تريده منها

 

فرصة للتواصل الأسري الكبير مع الزوجة والأبناء وممارسة الأنشطة المنزلية كتعلم الطبخ وتعليم الأبناء ومراجعة وردهم من القران والأذكار وغيرها من العلوم النافعة

بالنسبة لأصحاب المؤسسات والأعمال فهي فرصة لإعادة ترتيب الخطط والإستعداد للمرحلة المقبلة بعد الحرب والتجهز لها, فإعادة قراءة نمط عملك وخططك في الشركة أو القسم الذي تديره. عامل مهم لنجاحك ونجاح مؤسستك

البرامج والأفكار عديدة للاستفادة من الوقت وكل أعلم بحاله وما يحتاجه من أنشطه وبرامج غير أن الثبات على ممارستها والإستمرار عليها هوالعامل الأهم وستكون نتائج مذهلة وجميلة وستزيل عنا ما نشعر به من ملل وإحباط وستطرد عنا الكثير من الأفكار السلبية من تقلب للمزاج وتعكره وستجعل لحياتنا معنى.

في مثل ظروف الحرب قد يكون من الصعب الإلتزام بمثل هذه البرامج والأفكار نظرا لوجود حالى من الإرتباك والخوف على الحاضر والمستقبل لدى كثير من الناس مع الإنسغال العام بتأمين لقمة العيش والحياة وهذا واقع وصحيح , غير أن الثابت أيضا أن هناك أوقات فراغ كبيرة جدا يتمتع بها عدد غير قليل من الناس تمكنهم من ممارسة الأنشطة النافعة والمفيدة لكن للأسف فإن ضعف الجدية في استثمار الأوقات ظاهرة سلبية قديمة أكد على خطورتها الرسول الكريم بقوله ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. “

وإننا كمجتمع مسلم مطالبون بأن نكون أكثر تحضرا و إدراكا لعامل الوقت وضرورة اصتثماره فيما يعود علينا وعلى بلدنا بالنفع , وكما يقولد.عبدالكريم بكار فإن الإحساس بالزمن يعتبر منتج حضاري وعدم استثماره فيما يفيد يعتبر مؤشر تخلف حضاري ويدل على عدم تنظيم الوقت واستغلاله.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى