تقارير ومقابلات

القضية التهامية ،، ميلاد حراك

الرشاد برس ، خالد بريه (خاص)

إن الحديث عن تهامة وقضيتها بدا أكثر وضوحاً بعد الثورة والهبة الشعبية التي شهدها اليمن في ثورة فبرابر التي غيرت ملامح الوضع السياسي في البلاد .
عاشت تهامة لفترات طويلة تعاني التهميش والنسيان مع ما يحمله أبناؤها من سلامٍ وحبٍ لكل أبناء الوطن , وما ذلك إلا لأنها لم ترفع رأسها يوماً لتطالبَ بحقوقها المشروعة , حتى ممثلوها في المجالس النيابية لم يقدموا لها شيئاً يُذكر وما فكروا إلا بأنفسهم ومصالحهم الشخصية ,,

عندما شهدت اليمن ثورة شعبية شبابية زرعت في النفوس الشعور بالعزة والكرامة وأسقطت عامل الخوف الذي كان يسكن القلوب حينها هبَّ أبناء تهامة كغيرهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي قوبلت بالنسيان لسنوات طويلة ,, فظهر من يتبنى القضية التهامية لاسترداد الحقوق المنهوبة لأبناء تهامة وقد تم الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي  في إبراز قضيتهم وإظهارها للعلن .

المتابع لهذه القضية وأنشطتها يشعر أنهم مصممون على المضي قدماً في تحقيق أهدافهم المنشودة بصورة سلمية تحت سقف الوطن الواحد بعيداً عن الشائعات التي تتهمهم بالنزعة الانفصالية والعنصرية والمناطقية فهم ( كما يقولون من أبعد الناس عنها ),,

وقد تمكن الرشاد برس من لقاء قيادات بارزة وشبابية وكان حديثهم منصباً على عودة الحقوق والمظالم لأبناء تهامة التي لا يتحدث عنها أحد ,, وركزوا في حديثهم عن التهميش التي تعيشه تهامة ومحافظة الحديدة من رداءة في البنى التحتية ومشاكل الكهرباء ونهب الأراضي الذي بات يُمارس بشكل يومي ولا مجيب ولا مغيث وإبعادهم عن المناصب الحساسة, وازداد الأمر سوءاً باستبعاد قضيتهم من الحوار الوطني الذي يمثل كل شرائح المجتمع ..وقد حذروا ( في حديثهم للرشاد برس ) من الاستخفاف بهذه المطالب المشروعة والتي إن لم تُأخذ بعين الاعتبار نخشى أن تتحول الأمور إلى وضع لا يرضى عنه أحد ولكن آخر العلاج الكي .

وتزخر محافظة الحديدة هذه الأيام بفعاليات مستمرة لإبراز القضية التهامية فهناك حراك مجتمعي لأبناء زبيد في محاربة المفسدين والحفاظ على تراث المدينة العتيق المهدد بالزوال إضافة إلى الحراك التوعوي الذي يقوم به أبناء زبيد من خلال مواقع التواصل الإجتماعي الذي يتم من خلاله مناقشة القضايا المهمة التي تعيشها المدينة الغراء ومن أبرز المجموعات المهتمة بهذا الشأن مجموعة أحرار زبيد التي يقوم عليها ثلة من الشباب الطامح للتغير .

وتشهد مدينة الحديدة أيضاً وقفات احتجاجية مستمرة للمطالبة بالحقوق وتبني منتديات ثقافية تُعنى بهذه القضية وآخر ما تم استحداثه ما قام به ما يسمى بمجلس أهالي حارة اليمن الأمسيات ( الإثنينية ) كل يوم اثنين في ساحة الحرية والصمود أمام القلعة التاريخية , وفي آخر أمسية يوم الاثنين المنصرم تم استضافة الدكتور جلال فقيرة وزير الزراعة السابق وتكلم بكلمات رائعة عن تهامة وقضيتها ومشاكلها وتجاهل الكثيرين لها .

ورغم ما تشهده هذه القضية من زخم كبير إلا أن هناك بعض الانتقادات منها :
_ عدم اجتماع المكونات التهامية المختلفة في مظلة واحدة لتكون مطالبهم موحدة ليصل صوتهم إلى كل أبناء الوطن .
_ والأهم من ذلك تسلق بعض المفسدين على جدران القضية التهامية بعد أن تلطخت أيديهم بالفساد على مدى سنوات وهؤلاء المفسدون يمثلون خطراً على هذه القضية لما يحملونه من بصمات سوداء وسيرة سيئة ,,

وقد استغل  أبناء تهامة زيارة الحكومة للحديدة يوم أمس في إيصال صوتهم لمن يملكون القرار بحشود جماهيرية أمام القصر الجمهوري لإيصال رسالة مفادها لتعلموا يا حكومة الوفاق أن مدينة تعاني وتشكو التهميش والنسيان وهذا صوتهم إن كانت لكم آذان تسمعون بها .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى