مقالات

تقييم كتاب الشيخ الصبري عن الحوار ،،

حول كتاب “مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟” لمؤلفه الشيخ عارف الصبري عضو هيئة علماء اليمن الذي أثار جدلاً واسعاً في اليمن بسبب موقفه من مؤتمر الحوار المزمع عقده مارس القادم في اليمن، وفيما يقدم  الباحث أبرز مفردات الكتاب ورايه عليه.

كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟ قراءة تقييمية ما له وما عليه
أ‌- قواعد حاكمة على كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟
هناك قواعد عامة حاكمة عند قراءة كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟ تتلخص فيما يلي:
1. لا يجب الحكم على كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟ وفق بيانات وأحكام مسبقة قبل قراءته.
2. يحب التثبت مما جاء في محتويات كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟.
3. الموضوعية والتجرد للحق عند قراءة كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟ للتعرف على ما له وما علية.
وعند القراءة للكتاب من قبلي مع مراعاة القواعد السابقة بإذن الله تبين لي ما يأتي بيانه.
ب‌- قراءة في كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟ في ماله وما عليه.

– أولاً: (ما له)
وجدت كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟ قيماً في بابه لم يخالف الكتاب والسنة ( 1)في كثيرٍ من فقراته حيث أنه:

1. تكلم على أنه يجب أن تكون مرجعية الحوار الوطني المزمع انعقاده في اليمن (الكتاب والسنة) (2 ) وهذا امر لا يختلف فيه أحد ولا ادري لماذا يتنصل منه؟!

2. وتكلم عن خطورة الوصاية الأجنبية واثرها على مفردات الحوار الوطني وفي تعيين وتحديد المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار وهذا أمر لا ينازع فيه فشواهده كثيرة.( 3)

3. وتكلم عن تصريحات لنماذج وعينة من أعضاء ممثلة في اللجنة الفنية للحوار الوطني المصنفة على التيارات ذات الاتجاه الليبرالي ولم يتجنَ عليهم فهو نقل ما قالوه وما صرحوا به وتلك التصريحات تخالف الدين والثوابت.( 4)

4. و تكلم عن تضخيم متعمد لمكونات الحوار الوطني ليس لها وزن يذكر في الساحة الوطنية واقصاء متعمد لمكونات هامة في الساحة الوطنية وضامنة لإنجاح مخرجات الحوار الوطني وهم العلماء والمشايخ والعسكريين الذين كانوا من أكبر العوامل في تأييد وانجاح الثوة السلمية الشبابية والذين كان لبعضها اسهامات في انجاح مؤتمرات وطنية سابقة حافظة على اليمن كمؤتمر خمر وغيره.( 5)

5. و تكلم على أن هناك قضايا أدخلت في الحوار الوطني وهي لا تعتبر ظاهرة فضلاً على أن تكون مشكلة وقضية مثل زواج لصغيرات وغيرها.(6)

6. وذكر ستة أمور مقترحة وهي سيادة الشريعة ,وتطبيقها,والحفاظ على وحدة اليمن,ورفض الوصاية الأجنبية,وبسط نفوذ الدولة,والتمثيل الشامل والعادل لأبناء اليمن في الحوار الوطني) وهي تمثل اسس هامة لنجاح الحوار. (7)

7. واذا فرضنا أنه إذا خالف الأخ الصبري الكتاب والسنة وكان في تلك المخالفة تجنى على الأخرين في كتابه فيلجأ للقضاء لمحاسبته.

– ثانياً: (ما عليه)
1. أنه لم يناقش أدلة القائلين بتأييد الحوار الوطني المزمع انعقاده في اليمن وهذا أمر ضروري لكي يستوفي الموضوع حقه من الموضوعية في الطرح.

2. أنه عند ذكر اقصاء مكون العلماء من مؤتمر الحوار الوطني ولم يناقش المستندات التي يدعيها من يؤيد الإقصاء لمكون العلماء .
حيث ان بعضهم يرى أن العلماء تعبر عنهم أحزابهم فلا يحتاج أن يكونوا مكون في مؤتمر الحوار الوطني:
وهذا غير صحيح فكثير من مكون العلماء ليسوا منظمين الى احزاب.
أو القائلين انه سوف يصبح لهم تمثيل رمزي من حصة الرئيس:
وهذا غير صحيح فهم مكون رئيسي من حيث الواقع وقد تغوفل عته قصداً لتمرير مشاريع غربية.

3. أنه بالغ في الوصف في ذكر لوازم عند حديثه عن بعض نصوص المبادرة الخليجية المتعلقة بالتزام المواثيق الدولية حيث قال …بمعنى أن المبادرة الخليجية أخرجت الشعب اليمني من عبودية الله لا الى عبودية نفسه ولكن الى عبودية الغرب) (8 ) وهذا فيه مبالغة بالوصف فلازم القول ليس بلازم عند علماء الاعتقاد ( 9) والشعب اليمني لم يلتزموا بلوازم نصوص المبادرة الخليجية إذا خالفت الشريعة فضلاً على ذلك فإن الشعب اليمني وعلماء اليمن عندما ايدوا المبادرة الخليجية لم يؤيدوها الا لأنها أخرجت اليمن من حالة الاحتقان المسلح. ( 10)

4. أنه عند ذكره نماذج من عينات أعضاء في اللجنة الفنية للحوار الوطني تكلم بشكلٍ رئيسي عن النماذج المنتقدة والتي خالفت الثوابت ولم يتكلم بشكل رئيسي عن نماذج من عينات أعضاء في اللجنة الفنية للحوار الوطني التي لم تخالف الثوابت كالشيخ محمد بن موسى العامري رئيس اتحاد الرشاد اليمني والاستاذ عبد الوهاب الانسي أمين عام حزب الإصلاح والأخ ياسر الرعيني.

5. عند ذكره لإغفال موضوعات تهم ابناء اليمن في مؤتمر الحوار الوطني مثل بسط نفوذ الدولة وسيادة القانون وغيرها ( 11) مع أن هذه أمور لم يتم إغفالها وذكرت في مصفوفة الحوار الوطني.

ج‌- النتيجة
1. عند ملاحظة كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟ من خلال ما له وما عليه يلاحظ أن أن النقاط الجوهرية تصب في تأييد الكتاب وان غالب الملاحظات عليه فنية ما عدا الفقرة الأولى والثالثة فهي نقاط جوهرية.

2. يعتبر كتاب مؤتمر الحوار الوطني عمار ام دمار؟ من وسائل الدفع والاحتساب وصاحبه يحمل هم الدين والوطن مع تمنينا أن صاحبه يلاحظ الملاحظات الجوهرية التي أدلينا بها ما لم يكن هناك توجيه قوي لها أو لبعضها.

* الباحث: جلال عبد القدوس الجلال
رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب الرشاد

الهوامش :

(1). ولقد التزم في كتابه بما جاء في مقدمة الكتاب من النقل الواقعي لكثير من مقدمات الحوار وادبياته ومستنداته .
(2). ( كتاب مؤتمر الحوار عمار أم دمار؟ ص 24-28)تأليف الشيخ / عارف الصبري مركز الكلمة الطيبة للبحوث والدراسات الطبعة الأولى 1433هـ- 2012الجمهورية اليمنية – صنعاء.
(3). (نفس المرجع: ص52).
(4 ). (نفس المرجع ص:41-42).
(5 ). (نفس المرجع ص:51)
( 6). (نفس المرجع ص:40).
( 7). (نفس المرجع ص:59-60).
(8 ). (نفس المرجع ص:31)
(9). ( وللإمام ابن الوزير اليماني كلام قيم حول هذا في كتابه العظيم ايثار الحق على الخلق وراجع القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة الشيخ/ عبد الرحمن بن عثمان الجاسر ص: 121 حيث جاء في الاخير ما نصه:
القاعدة الثامنة والأربعون (لازم القول ليس بقول إلا بعد عرضه وقبوله)
اللوازم عندنا نوعان : لوازم من كلام الله ورسوله فهي حق كلها لأنها حق ولازم الحق حق ، وأما اللازم من كلام غيرهما فلا يخلوا من ثلاث حالات :
إما أن يعرض عليه فيقبله فينسب إليه ويحكم عليه به ، وإما أن يعرض عليه ولا يقبله فلا يجوز نسبته إليه أبدًا ، وإما أن لا يعرض عليه أو عرض عليه فلم يرده ولم يقبله فالأصل عدم نسبة القول إليه لأن الإنسان قد يغفل عن لوازم كلامه وليس كل أحدٍ يعرف ما هي اللوازم من هذا الكلام فلا ينسب إليه ).
(10). (راجع بيان هيئة علماء اليمن على موقع منبر علماء والمؤتمر الصحفي للشيخ الزنداني على موقع الجزيرة ومأرب برس اللذان تحدثا عن المبادرة الخليجية)
(11 ). (نفس المرجع ص 52-53)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى