مقالات

هل الحروب الصليبية هي نفسها الحرب على الارهاب؟

كمال بامخرمة

د.كمال بامخرمة
هل ما يطلق عليه في التاريخ الحروب الصليبية هي نفسها التي يطلق عليها اليوم الحرب على الإرهاب؟، يبدو أن الأمر كذلك يدل عليه عدة أمور:

 

1- الحرص على إبقاء مصطلح الإرهاب غامضا ودون تعريف يوضح المقصود منه ليدخلوا فيه ما شاءوا ومن شاءوا.

 

2- وصف العنف الذي يصدر عن مسلمين بأنه إرهاب بينما لو صدر أشد منه من غير مسلم يطلق عليه صفة الجنائية أو وضعت له الأعذار من المرض النفسي أو العقلي أو غير ذلك.

 

3- الخلط بين جماعات العنف وجماعات الدعوة السلمية، والحرص على القول بأن الثانية تفرخ الأولى، رغم أن جماعات العنف تستقطب أنصارها من كل فئات المجتمع ومن كل الدول المحافظة وغير المحافظة، والإسلامية والنصرانية، ومن المؤسسات التعليمية والتربوية، الحكومية وغير الحكومية، وكثير منهم يأت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والكثير خريج السجون وردة فعل على ما نالهم من تعذيب فيها.

 

وهذا يدل على أن المقصود هو حرب الدعوة الإسلامية بكل أطيافها مادام أنها تدعو إلىالالتزام بالإسلام المنزل من الله دون تحريف، وتوضح حقيقة الإسلام وأنه ليس مجرد علاقة شخصية بين العبد وربه في المسجد، بل تبين أنه دين ودولة وحياة كما كان على مدى أربعة عشر قرنا، دينا يحكم الحياة كلها بكل تفاصيلها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية.

 

فكل من يحارب الدعوة الإسلامية برجالها وتياراتها الإسلامية ولو كانت دعوة سلمية لا تمارس العنف فهو يحارب الإسلام نفسه مهما غطى ذلك بأسماء أو شعارات تخفي حقيقة حربه، وهذه هي الحرب الصليبية خاصة إذا استعملت القوة والقتل وكانت استجابة للحكومات التي تندرج ضمن العالم النصراني والتي يطلق عليها الدول الاستعمارية، والمتمثلة بالغرب الصليبي بزعامة امريكا والشرق الأرثوذكسي بزعامة روسيا، فهم يشنون حرباً على القوى الإسلامية الدعوية باسم الحرب على الإرهاب، وبكل سهولة يتم اتهام الأفراد والجماعات بالإرهاب ما داموا مسلمين وإن لم يكونوا ممن يمارس العنف ماداموا لا يقبلون القيم الغربية التي تخالف الإسلام ويعارضون الثقافة الغربية في فصل الدين عن الحياة، فهم إذن إرهابيون وهذه هي الحرب الصليبية التي تهدف لمحاربة الإسلام والسعي لإفشال قيام أي دولة تملك قرارها واستقلالها وتقوم على أسس الحكم في الإسلام .

 

4- الذي أطلق الحرب على الإرهاب “بوش” صرح بعظمة لسانه أن حربه حرب صليبية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى