مقالات

الدنيا منيلة

بقلم / محمد شبيبة
……………………..
أبلغ الدروس وأقوى العِبَر
حدثت ف ي أزمة اليمن
من الحروب الست وإلى اللحظة
ولكن لا مُتعظ ولا مُعتَبِر
وكأن القوم بلا عقل أو سمع أو بصر

ولم يتمدد الحوثي إلا تحت جناح هذه الغفلة وبسبب هذا التهارش

وللأسف لازالت حليمة تغرق في عادتها القديمة
محلك سر ، وللخلف در والخطأ يتكرر
نخوض في نفس مستنقع الخلافات
أسرى ممحكاتنا ورهائن مهاتراتنا

الجديد فقط أن التحالف أردناه ينتشلنا من المستنقع
فدخل يسبح معنا ، وكأنه يريد أن يغرق كما غرقنا

حالنا وإياهم يذكرني بحال عجائز وادي مور
يتقابحن وسط الوادي والسيل قادم
حتى أتى وجرفهن وبلا رحمة وهن غرقى في ممحكاتهن

من أول طلقة ضد الحوثي في 2004 م
وإلى اليوم والغباء يبعثر صفوفنا
والخلاف يدمر قوتنا
ويصبان لصالحه ويسهلان مهمته

لم يكن الحوثي ذكياً ، لكننا كنا أغبياء
ولم يكن قوياً إنما كان صفنا يشهد أشد الصراع ولازال!
فمكنته خلافاتنا من قضم اليمن
قرية قرية ، دار دار ، زنقة زنقة
حتى زنق المؤتمر مع الزعيم
والإصلاح مع قحطان
والأحزاب مع المكونات
والسلف مع الإخوان
والفرقة مع الحرس
والقبيلة مع الشيخ
فإذا بنا كالشاه في الليلة المطيرة
( ويستاهل البرد من ضيع دفاه)

حظك ياحوثي حظك
رُزقت بخصوم مثلنا
صرعاتنا لاتنتهي
كصراعات الطبائن والضِرات
والكبير فينا مثل الجاهل
والعاقل منا كعاقل آل مُرَّة ، مربوط في الشجرة
ولا عاد فينا من يستحي على لحيته أو يقول :
( أفا ، الله المستعان)

بمهاتراتنا حسنَّا وجه القبيح
وبصراعنا سترنا فعله المُشين
وأصبحت اليمن منيلة
حتى منشوري هذا
أكتبه وأنا في حي المَنْيَل
وستظل اليمن منيلة ستين نيله
حتى يقودها كبار لايغرقون في خلافات
ولا تُقعدهم مصالح ولاتتحكم فيهم همم هابطة ونفوس صغيرة

وإني أرى ذلك قريباً إن شاء الله
لولاكم لم يقم بدر ولاحسن = ولم يعد لهما نبض ولانفس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى