تقارير ومقابلات

المليشيا في صنعاء تقضي على المظاهر الرمضانية وتسعى لطمس روحانيتها

الرشاد برس متابعات

تسعى المليشيا الانقلابية بكل قوتها لفرض فكرها الطائفي وطقوسها الدينية على ابناء الشعب اليمني, بالغلبة والقوة.ويعيش المجتمع اليمني بمختلف مذاهبه واطيافه ومكوناته الاجتماعية في انسجام تام منذ مئات السنين, الى أن جاءت المليشيا الانقلابية محاولةفرض معتقداتها بالقوة على عامة الناس معززة بذور الشقاق والانقسامات بين أبنائه.وبدأت مساعي المليشيا الانقلابية في تمزيقها للنسيج الاجتماعي اليمني, منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء في 21سبتمبر 2014م, وانقلابها على الشرعية وبدعم ايراني.وتسعى المليشيا الانقلابية لطمس هوية المجتمع اليمني وتغيير معتقداته,وغرس افكار دخيلة عليه, خصوصاً في شهر رمضان المبارك ومنع ما اعتاد عليه من طقوس وممارسات مستخدمة القوة وترهيب المواطنين

.منع صلاة التروايح.

فخلال العام الأول من سيطرتها على العاصمة صنعاء أغلقت مليشيا الانقلاب العديد من المساجد ودور القران بتهمة أن القائمين عليها “مؤيدين للتحالف”, فاستولت على الكثير من المساجد وفرضت قائمين عليها من اتباعها.ويحل رمضان هذه السنة ونزعة المليشيا الطائفية على اشدها وأصدرت أوامرها بمنع صلاة التروايح في المساجد عبر مكبرات الصوت, في العاصمة صنعاء, خصوصاً بعد تخلصها من حليفها الرئيس السابق صالح, مما اتاح لها الفرصة لتعميم القرار.

وأكد سكان محليون في العاصمة صنعاء “أن المليشيا في رمضان هذه السنة فرضت خيارها بالقوة في منع صلاة التراويح في المساجد عبر مكبرات الصوت على كامل احياء العاصمة, معتبرين هذه الخطوة محاولة جديدة للمليشيا لفرض أجندتها وأفكارها الطائفية على المواطنين بالقوة.

رفض ونفور

وحاولت المليشيا الانقلابية استخدام القوة لفرض معتقداتها وأفكارها الطائفية على المواطنين في مناطق سيطرتها وسط رفض ونفور من المواطنين.وأكد “م. ع” أحد سكان العاصمة صنعاء أن أفكار المليشيا ومحاضراتها الطائفية التي تريد فرضها وتسويقها على المواطنين لاقت رفضاً تاماً من قبل المواطنين ونفورا من الحضور والتجمع لسماع هذه المحاضرات.
ولفت إلى أن هذا النفور مؤشر كبير يؤكد على رفض المواطنين لفكر المليشيا ومحاولتها الفاشلة في إقناع المجتمع من تغيير أفكاره وتغيير معتقداته.وهددت المليشيا الانقلابية أئمة المساجد والقائمين عليها بالسجن والاختطاف في حال خالفوا قرارهم وفتحوا مكبرات الصوت, أو القاء الدروس الدينية الرمضانية.

ملاحقة ومتابعة…

وقال أحد سكان العاصمة صنعاء : إن المواطنين في العاصمة صنعاء يخشون من الخروج لصلاة التروايح في الجامع بسبب رصدهم ومتابعتهم من قبل المليشيا الانقلابية, حيث تعتبر كل من يؤدي صلاة التروايح في الجامع مخالف لفكرها يجب مراقبته.وأضاف” أن العديد من المواطنين خلال السنوات الماضية اختطفتهم المليشيا الانقلابية بعد خروجهم من صلاة التروايح , وزجت بهم في سجونها ولم يخرجوا حتى الان.بدون روحانيتهأكد المواطن “ج.ش” أن رمضان هذا العام لم يبقى له أي روحانية او مظاهر رمضان المعروفة دائماً, فغلاء الأسعار وانعدام الرواتب واستمرار الحرب, جعل المواطنين يعيشون أوضاع مأساوية صعبة, مشيراالى أن رمضان كان يأتي والناس مبتهجة والشوارع مليئة ومكتظة بالمارة والحركة استقبالا وابتهاجا بهذا الشهر الفضيل.ويضيف” كما أن أصوات المآذن في صلاة التروايح كانت تضفي للجو الرمضاني روحانيته ونكهته الخاصة, أما الآن فالنادر ما تجد المساجد مكتظة بالمصلين, وصلاة التروايح تقام في بعض المساجد بدون مكبرات الصوت, بسبب قرار المليشيا الاخير.وتابع ” أغلب المواطنين يحبذون الصلاة في منازلهم بدلا من المساجد خصوصاً في صلاة التروايح خوفاً من الملاحقة والاختطاف من قبل المليشيا

.إنهاء مظاهر الروحانية.

مواطن آخر يرى أن المليشيا الانقلابية قضت على كل الجوانب الروحانية الرمضانية المتبقية, المتمثلة في صلاة التروايح عبر مكبرات الصوت, بعد ان منعت من اقامتها نهائياً في بعض المساجد.وحل رمضان هذا العام في ظل انقطاع الرواتب لأكثر من 18شهر عن الموظفين في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيا, وسط ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية, واستيلاء المليشيا على المساعدات الانسانية, وتوزيعها حصرا على اتباعها وبيع اغلبها في السوق السوداء, مما يضيف اعباء جديدة على المواطنين

.واعتبر مراقبون ان استمرار الوضع في العاصمة صنعاء بهذا الشكل وتحكم المليشيا بأقوات المواطنين, ينبئ عن كارثة انسانية, ستنعكس سلبا على حياة المواطنين, داعيين المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الضغط لإيقاف عبث وانتهاكات المليشيا بحق المواطنين, وتلاعبها بأقواتهم ومعيشتهم….

هشام التميمي

سبتمبر نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى