مقالات

الفنان الأسمر

بقلم : محمد شبيبة
 
سَخَّرَ الأخ الأستاذ على الحجوري (جعفر) موهبته الفنية في هجاء الحوثي والتحذير من مليشياته وهذا جهد يُشكر عليه ولايمكن أن ننساه له مهما كان الخلاف معه
 
لكنه في هذه الأيام أثار أموراً وناقش قضايا ليته لم يطرقها أو يتطرق إليها – جلبت عليه معارضة
وبسببها سُلِطت أقلام وغضبت أقوام
 
في بعضها الحق معه وفي بعضها الآخر الحق مع من انتقده
 
إن لجعفر كامل الحق في أن يستفسر ويسأل ويناقش
ويجب علينا أن نسمع ونحاور ونرد ونفند
لكن ليس له الحق في تسفيه مخالفيه
ومهاجمة أشخاصهم بدلاً عن نقد أفكارهم
وليس له الحق أيضاً في عرض اعتراضاته وكأنها مسلمات تستوجب معها السخريه من الآخرين والتسليم المطلق له
 
كما أنه من الإفلاس في حق معارضيه أن يتعرضوا لشخصه ويسخروا من هيئته ويتندروا بشكله ويقللوا من دوره وتأثيره مُعْرِضِين في نفس الوقت عن مناقشة أسئلته والرد عليها
 
إن الإسلام يُعطي مساحةً واسعةً للحوار ويناقش آراء المعترضين بنَفَسٍ هادئ ويسعى لإزالة اللبس في لطفٍ ورحمة
 
ولايصح أن نكون بيئة طاردة لكل من ناقشنا
أو محضن كبت وقمع نرهب كل من سأل أو اعترض أو استفسر
دعوا الناس تسأل وتتساءل أفضل من أن تُسلم بمعتقدات خوفا من سياط الجمهور بينما هي تخفي في داخلها عشرات الشبهات وتتراكض في قلوبها عدد من الإستفسارات
 
لقد حاور النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً جاء يستأذنه فيما تنفر منه الطباع وتأباه الفطرة ويعارضه العقل وينكره النقل
 
( يارسول أريد أن تأذن لي بالزنا …..
لم يغلظ عليه النبي في الرد أو يشنع عليه بسبب هذا الطرح بل حاوره بالمنطق ورد عليه بالحجة وناقشه بالإقناع
فقال له : أترضاه لأمك؟!
قال : لا
قال : أترضاه لأختك لبنتك لخالتك لعمتك؟!
قال : جُعلتُ فداك يارسول الله لا أرضاه أبداً
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم ولا لبناتهم ولا لأخواتهم ولا لعماتهم…..
ثم مسح بيده الشريفة على صدره وقال ( اللهم طهر قلبه وحصن فرجه)…….
 
استمع صلى الله عليه وسلم للأسئلة ورد بمنطق وحجة ونثر عليه الشعور الصادق وانتهى الحوار ورفعت الجلسة
 
نحن في زمن غابت فيه كثير من القدوات وحمل الإسلام بعض نماذج يفتنون الناس عنه بقبح صنيعهم وسوء أخلاقهم وجلافة طباعهم إلا من رحم الله
فلابد أن نتفهم ردة فعل الناس ونمتصها بإشفاق ولانستنكف عن حوارٍ جاد مع كل من له ملاحظات أو استشكالات
 
علما أن الكثير من القضايا في تراثنا هي من صنع البيئات ولا علاقة لها بالإسلام ولا بالسنة وليست من المسلمات بل وتعارض المحكمات ، ويجب أن تُناقش ونُشبعها بحثاً ودراسة بعيداً عن أجواء الإرهاب الفكري وأحكام التضليل والتفسيق
 
إن الأخ علي الحجوري لم يُصِبْ في كل ما طرحه ولم يوفق في كل ماقاله وكذلك ليس كل ما يطرحه يُعد من الخطأ أوالباطل
 
ولكن إثارته لمثل هذه القضايا في مثل هذا التوقيت لاتصب في مصلحة توحدنا أمام المشروع الإمامي الحوثي العنصري
بل وتصرفنا عن الشغل الأكبر بمحاربة المليشيا وتجرنا إلى معارك جانبية لايليق به ولا يليق بنا أن ننشغل بها على حساب المعركة واوجاعنا الكبرى
 
لكن مهاجمته والنيل منه بهذه الصورة استدعاء لحضور الشيطان بيننا وتفريط في أخٍ لنا ، قام بعمل توعوي دخل معظم البيوت وأثر إيجاباً على الكثير من الأفراد والأُسر
 
إنني أطالب الأخ علي أن يطرق مثل هذه القضايا في جلسات حوارية ومع أهل الأختصاص أنفسهم لا على صفحات التواصل التي لا ينضج فيها الحوار عادة
وأنصح نفسي وإياه في حال حصول لبس حول نص أو حُكم أن نسأل ونستفسر قبل أن نحكم بطرد النص أونقوم برفض الحكم وأن نحمل نفسية الباحث عن الحقيقة لا المستمسك بالشبهة والمتشرب لها والمدافع عنها
 
إن الحوار قيمة وعلينا أن نتحاور قبل أن نتهاتر
ولاينبغي أن نقسوا على عليٍ ولا أن يقسو علي علينا
 
وفي الاخير :
أذكركم الله في عليٍ
عليٌ مني وأنا من علي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى