منوعات

الأدوية والتغذية تؤثران في القولون

 
الرشــــاد بــــرس صحــــــــــــــــــة _وكـــــــــــــــــــــــــــــــــالات
 
«يُطلَق »القولون« على الأمعاء بنوعيها الدقيقة والغليظة، حيث يحفظ ما يتبقى من طعام بعد عملية الهضم، كما يقوم بامتصاص الماء، الأملاح، والفيتامينات في الجسم، كما ينتج أجساماً مضادة لمقاومة البكتيريا الضارة، وأن القولون مرتبط بشكل أساسي بكل ما يتناوله الإنسان سواء أغذية أو مشروبات أو أدوية ومضادات حيوية بكافة أنواعها، ما يؤثر على حركة الأمعاء ويسبب العديد من المشكلات التي تزعج مرضى القولون، والتي تحتاج للانتباه ومراجعة الطبيب المعالج والالتزام بتوجيهاته، كما أن هذا المرض لايرتبط فقط بالكبار ولكنه يمكن أن يصيب الأطفال حديثي الولادة وخاصة الخدج، وهذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة:
 
تقول الدكتورة دينا سمير البلتاجي، أخصائية التغذية العلاجية، إن مريض القولون يجب أن ينتبه للأطعمةالتي يتناولها خلال وجباته اليومية، وأن يعتبر التغذية السليمة أسلوب حيث إنها يمكن أن تؤثر عليه بشكل سلبي مسببة الكثير من المشكلات، وهناك بعض المكونات الغذائية التي تضر مرضى القولون العصبي، ويجب الابتعاد عنها، مثل: منتجات القمح المعالج، كالمعكرونة والفطائر والخبز الأبيض وذلك لارتفاع نسبة الجلوتين في القمح المكرر ما يتسبب في تهيج القولون، والحليب وذلك لاحتوائه على سكر اللاكتوز، ما يزيد الشعور بالانتفاخ، والتوابل حيث إن الإكثار من البهارات بكافة أشكالها يؤدي إلى تهيج القولون وخاصة عند إضافة الفلفل الأسود والأحمر الحار، والبقوليات والمكسرات، والأطعمة المقلية لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة ويحتاج الجهاز الهضمي جهدا كبيرا لحرقها، وتناول البصل والثوم النيء بكثرة، وبعض الخضراوات التي تحتوي نسبة عالية من الألياف كالملفوف والكرنب
 
.أطعمة مفيدة
 
* تفيد د.دينا أنه على الرغم من أن قائمة الأطعمة التي يجب الابتعاد عنها لتجنب مشكلات القولون طويلة، إلا أن هناك العديد من العناصر الغذائية المفيدة، والمشروبات الطبيعية التي يمكن للمريض تناولها بأمان وهي
 
:* الشوفان،
 
حيث يعتبر مصدرا غنيا بالألياف التي يحتاجها القولون للتخلص من الإمساك، كما يعمل على تهدئة القولون ومنع التقلصات
 
.* اللبن الرائب، حيث يحتوي الزبادي أو اللبن الرائب على خمائر بكتيرية نافعة تساعد في القضاء على التهابات القولون وتعمل على تنظيم عمله
 
.* الزنجبيل، الذي يساعد في التخلص من التهابات جدار القولون، ويحمي من سرطان القولون لما يحويه من مضادات أكسدة
 
.* النعناع، حيث يحتوي على زيوت طيارة تساعد على تهدئة حركة القولون وترخي عضلاته
 
.*الخضراوات الورقية الخضراء الغنية بالكلوروفيل الفعالة لتنظيف الأمعاء والعمل على استشفاء الأنسجة التالفة في الجهاز الهضمي
 
.* شرب كميات كافية من السوائل 8-10 أكواب يوميا بين الوجبات أو قبل الوجبة بعشرين دقيقة تعمل على تنظيف القولون وتطهيره.
 
* الشمر، الذي يخفف من الغازات والتقلصات والانتفاخات في القولون.
 
* بذور الكتان، حيث يتناول الشخص ملعقة كبيرة من زيت بذرة الكتان يومياً ليساعد على جعل البراز لينا، كما تساهم في تهدئة الأمعاء.* العسل
 
.نصائح وقائية
 
توصي د.دينا المرضى الذين يشتكون من مشكلات القولون، بتناول غذاء صحي متوازن معتدل السعرات الحرارية، وتقسيم الوجبات الغذائية على مدار اليوم)3 وجبات رئيسيات+2 وجبة خفيفة( حيث إن إهمال وجبة غذائية واحدة يسبب إفراطاً في تناول الطعام في الوجبة التي تليها، ما يسبب سوء الهضم والامتصاص، ابدأ يومك بتناول كوب من الماء الدافئ ممزوج مع ملعقة صغيرة من العسل قبل البدء بتناول وجباتك الرئيسية للمحافظة على صحة جهازك الهضمي وتحسين عملية الأيض، والحد من تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، والابتعاد عن تناول المشروبات الغازية، وعدم الإكثار من تناول المنبهات العصبية كالقهوة والشاي وتناول المشروبات المهدئة عوضا عنها كالشمر والنعناع، وتناول خمس حصص على الأقل من الخضار والفواكه يومياً، والحد من تناول كميات كبيرة من السكريات والدهون المشبعة الضارة، واستخدام الطرق الصحية عند إعداد وتحضير الطعام كاستبدال عملية قلي الطعام بالسلق أو الشوي، والحد من استخدام البهارات والتوابل التي تعمل على زيادة تهيج بطانة القولون، واتباع نظام حياة صحي، بالإقلاع عن التدخين وتناول الكحول، وممارسة التمارين الرياضية 30-45 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع على الأقل.
 
تأثير الأدوية
 
يقول الدكتور نضال حباق أخصائي الأمراض الباطنية، إن الأمعاء الدقيقة والغليظة )القولون( تعد واحدة من أكثر الأماكن شيوعاً للتأثيرات الجانبية للأدوية وتمثل حوالي 20-40% منها، حيث إن بعض الأدوية يؤثر سلباً على عمل القولون، كالآتي:
 
* عقاقير تسبب الإمساك
 
، وهي كثيرة، ومن أهمها بعض الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع الضغط الشرياني، ومجموعة من مضادات الكولين التي تعالج القولنجات المعوية وحبوب الحديد المستعملة لفقر الدم، وأدوية علاج فرط حموضة المعدة المحتوية على الألمنيوم، ولذلك يجب على الذين يتناولون هذه الأدوية الانتباه إلى ضرورة الإكثار من شرب الماء والسوائل المتنوعة، والاهتمام بتناول الأطعمة العالية المحتوى من الألياف النباتية كالخضار والفواكه والحبوب الكاملة غير المقشورة كما يفيدهم المشي، مع مراعاة عدم اللجوء لتناول الأدوية الملينة أو المهيجة لتنشيط حركة القولون إلا تحت إشراف طبي.* يمكن لبعض الأدوية وعبر تأثيرها الموضعي المباشر على الطبقة المبطنة للقولون إحداث الأشكال المتنوعة من الالتهاب وأشهرها التهاب القولون الغشائي الكاذب الذي تحدثه بعض المضادات الحيوية مثل الكليندامايسين.المضادات الحيوية
 
يشير د.نضال إلى أن هناك أنواعاً من الأدوية تسبب الإسهال فأهمها وأكثرها استعمالاً هي المضادات الحيوية، وذلك من خلال عدة آليات أهمها هو القضاء على مستعمرات البكتيريا الصديقة الموجودة في القولون والتي تعمل على تأمين حالة من التوازن البكتيري البيئي داخل الكولونولا تعطي مجالاً مريحاًلنمو وتكاثر أنواع البكتيريا الضارة بالجسم وبالتالي لا تعطيها الفرصة لإفراز سمومها التي ربما تحرض حصول الإسهال وإخراج المخاط والدم أحياناًمع البراز، ويمكن لأي نوع من المضادات الحيوية أن يسبب الإسهال ومع ذلك فإن هناك أنواعا معروفة بأنها تسببه أكثر من غيرها مثل )الأوغمنتين والكليندامايسين( وكذلك مجموعة )السيفالوسبورين، والبنسيللين(، وهناك أدوية تسبب الإسهال بآلية أخرى لا علاقة لها بالبكتيريا الصديقة والتوازن البيئي الموجود في القولون مثل دواء)الكولشيسين( وعقاقير تخفيف حموضة المعدة التي تحتوي على الماغنسيوم، حيث تعمل هذه الأدوية على نشوء اضطرابات في الضغط الحلولي)الأوسموزي( لسائل الفضلات المار من القولون وبالتالي لا تتم بشكل كامل عمليات امتصاص الماء منها فتخرج بهيئة أشبه بالسائلة، كما أنالإفراط ولفترات طويلة في تناول بعض أنواع علاج الإمساك ربما يؤدي إلى تلف في النهايات العصبيةللقولون وبالتالي يسبب الإسهال.علامات تشخيصيةيذكر د.حباق أن تشخيص التأثيرات الجانبية للأدوية على القولون بسيط ومثبت كاعتلال الأمعاء المحدث بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، المؤدي إلى النزف وفقد البروتين ونادراً الانثقاب، وفي حالات أخرى ربما يكون غير معروف تماماً مثل الإمساك الناتج عن استعمال مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، أو حتى ربما تكون خطرة ومهددة للحياة كما في دواء )دوسيتاكسيل( المستعمل في علاج الأورام خاصةً أورام الثدي، وهناك بعض الحالات من الآثار الجانبية لبعض الأدوية على القولون بحاجة لدراسة أعمق لفهمها مثل تهيج القولون المرتبط بتناول الستاتين المستعمل لخفض الكولسترول ومضادات الفيروسات الراجعة، ولذلك يتم التشخيص عادة بتحسن الأعراض لدى إيقاف استعمال الدواء، وحديثاً يتم استخدام التنظير الداخلي عبر الكبسولات بشكلمتزايد للمساعدة في وضع التشخيص الدقيق.القولون عند الأطفاليوضح الدكتور عمرو إسماعيل محمد، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، أن التهاب القولون والأمعاء النخري يعد حالة مرضية خطيرة تؤثر غالباً في الأطفال من ذوي وزن الولادة المنخفض جداً، حيث يصيب هذا المرض هؤلاء الصغار بنسبة من 6 إلى 8%، كما أنه أحد الأسباب الرئيسية لوفيات حديثي الولادة، والسبب الأكثر شيوعاً للحالات الطارئة الطبية والجراحية للأمعاء في المواليد الجدد، ولا يزال هذا المرض يشكل معضلة طبية ليس لها علاج محدد إلى الآن، فضلاً عن أنه وبالرغم من التقدم التكنولوجي، لا يوجد هنالك طريقة لمعرفة الرضع الذين ستتطور حالتهم إلى مراحل خطيرة، وبالتالي، هناك حاجة إلى المزيد من الطرق العلاجية الجديدة والمبتكرة للتعامل مع هذا المرض، حيث يلعب تصوير البطن بمطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة )A-NIRS( حالياً دوراً مهماً في التشخيص والكشف المبكر عن حالات الإصابة بمرض التهاب القولون والأمعاء النخري من خلال قياس نسبة تشبع الدم بالأكسجين الموضعي في أمعاء الأطفال دون تدخل جراحي، بواسطة دعامة جلدية.أعراض وفحوص يذكر د.عمرو أنه من الممكن تشخيص مرض التهاب القولون والأمعاء النخري على أنه تسمم في الدم عند الأطفال نظراً لتشابه الأعراض بينهما، وخاصة عندما تظهر العلامات التحذيرية في البداية، وتشمل هذه الأعراض الانقطاع أو التوقف في التنفس، وتباطؤ معدلات ضربات القلب، الخمول، عدم استقرار درجة الحرارة، وجود الدم المترافق مع البراز، التقيؤ، الإسهال، وعدم القدرة على هضم الطعام، كما يعتبر ألم البطن واحمرار جداره والتهاب الصفاق والتورم الواضح والاضطرابات النزفية وغيرها، من بين العلامات التحذيرية لتطور هذا المرض.يستكمل: لإجراء التشخيص، يقوم الأطباء عادة بسلسلة من الفحوص البدنية والمخبرية والأشعة السينية للبطن، كما يمنع إعطاء الطفل أي غذاء أو سوائل والاستعاضة عن ذلك بالمضادات الحيوية، وإذا حدث تدهور سريع في حالته السريرية لبضع ساعات، مع وجود علامات تخثر الدم داخل الأوعية الدموية، يحتاج الطفل إلى ضخ للدم والبلازما الطازجة المجمدة ومركزات الصفائح الدموية، حيث تم إعطاء هذه العلاجات الداعمة مع الغلوبيولين المناعي، وفي بعض الحالات ربما يحتاج الطفل إلى عملية فتح بطن مع إجراء استئصال جزئي للأمعاء وتشكيل اللفائفي الأعوري.وسائل علاجيةيؤكد د.عمرو أنه بمجرد التأكد تماماً من إصابة الرضيع بمرض التهاب القولون والأمعاء النخري، يجب أن يأمر الأطباء بإعطائه المضادات الحيوية الوريدية وإجراء تخفيف الضغط الأنفي المِعَدي والتغذية الوريدية والإنعاش بالسوائل، وغيرها من الاستراتيجيات العلاجية التي ظهرت حديثاً، كما يطلب الطبيب المعالج التوقف عن تغذية الطفل عن طريق الفم، والجدير بالذكر أن الخداج »الولادة قبل الأوان« هي أكبر العوامل المسببة لخطر الإصابةبمرض التهاب القولون والأمعاء النخري، وأن تجنب الولادة قبل الأوان هو أفضل وسيلة لتجنب الإصابة بهذا المرض، كما أن دور الإرضاع في نشوء وتطور مرض التهاب القولون والأمعاء النخري هو أمر غير مؤكد، لكن من الحكمة استخدام حليب الثدي، عند توفره، وتقديم الرضعات ببطء وحذر، وهذا ما تركز عليه الدراسات المستقبلية من حيث التشخيص المبكر لهذا المرض وتحقيق معدلات عالية للشفاء منه.البكتريا النافعةكشفت مؤخراً الدراسات الطبية أن هناك ألف بليون خلية بكتيريّة نافعة تسمى »البروبيوتيك«، وهى تعيش في أجسامنا تنتج بعض الفيتامينات مثل)ب، ك(، وهى تعيش في حالة من التوازن مع البكتريا الضارة، بل وتساهم في منعها من التكاثر والانتشار، كما أن لها العديد من الفوائد الأخرى مثل دعم الجهاز المناعي، الحد من مسببات الأورام الخبيثة، خفض نسبة الكوليسترول، تحسين عملية الهضم، الحد من أمراض القلب والشرايين، السكري والضغط، كما أنها توقف عمل بعض الإنزيمات الموجودة بالجهاز الهضمي والتي ربما تكون سبباًفي الإصابة بسرطان القولون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى