مقالات

وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ !!..

حمير الحوري

حاول المخلوع علي صالح في خطابه الأخير بميدان السبعين أن يبدوا بمظهر الناصح الأمين مستخدماً مهارته في الخطابة معولاً على ما ستحدثه تلك الكلمات الخداعة من تضليل وارضاء ما تبقى من أنصاره ومحبيه في الميدان ..

وقد بدا أكثر تماسكاً وأصلب عودا مبرزا خبرته السياسية وحنكته القيادية في ذلك الخطاب , ولا أقول هذا مدحا للرجل ولست من المعجبين به بل يكفيه وزراً وشؤماً وإدانة ما ارتكبه خلال فترة حكمه بحق جيل من البشر .. لكني أتذكر وأتامل قول الله سبحانه وتعالى ” ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ” ..
وعلى كل حال فقد تكلم عن الجنوب والوحدة وايران والرئيس عبد ربه محتفياً بتسليم السلطة سلميا

(!!) ,, محاولا استعادة ما انتزع منه حتى على مستوى الخطابة والتكلم في الشأن العام والتحدث أمام الكاميرات وفي أوساط الجماهير مستميتا في إشباع حاجته من ( جنون العظمة ) , وما علينا في من ابتلي بما ذكر وابتلانا الله بتسلطه على اليمن ثلاثة عقود الا أمور :
* منها الالتزام بقوله تعالى ” ولا يلتفت منكم أحد ” بمعنى الإعراض واللامبالاة وهذا وقعه على الطغاة من الزعماء شديد ومؤلم , وفيه أيضا التركيز على المهم من الأمور ومتابعة تحقيق أهداف الثورة وما خرجت الشعوب لتحقيقه من ترسيخ وتثبيت دور الامة في رقابة الحكام وخلع المتجبرين والطغاة منهم .
* ومنها أيضا أن الاصل في من ثبت شرهم وعظم فسادهم وعرف حمقهم إساءة الظن وحمل كلامهم على خلاف ظاهرة مثل حمل قول فرعون ” وما أهديكم الا سيبل الرشاد ” على أن الذي يقصده سبيل الغواية والضلال وبالامكان حمل قول علي صالح في دعمه للوحدة على دعمة للانفصال وفي اعتراضه على تدخل ايران في شئون اليمن على تأييده لها وعليه فقس ..

* ومنها أيضا أن نسبة الجهل والفقر في اليمن كثيرة وحالات الفساد واستشرائه على مستوى والافراد والمؤسسات عميقة ولا يزال كبار موظفي الدولة العميقة في أماكنهم يتربصون بالدولة الدوائر مع الوضع السياسي المضطرب للبلاد وإحاطة القوى الدولية باليمن من كل جانب وكلها عوامل ومساعدات تفسر سبب تواجد تلك الحشود والجماهير في ميدان السبعين يوم 27 فبراير …

ومع كل هذا فــ” إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ” خاصة في مواجهة قوى الشر والظلام وفي مصاولة
رموز الفساد وأركان الاستبداد في الارض ومما نطمئن الى مناسبته من آيات القران في التعامل مع مثل ذهه الحالات قول الله ” وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ”

حمير الحوري
h_mm1@hotmail.com

صفحة الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=100003639908507

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى