تقارير ومقابلات

حاشد الرقبة المستعصية أمام مشنقة الحوثي

استعراضات قبلية من حاشد
استعراضات قبلية من حاشد

تقرير -صفوان الحاشدي

لا تزال قبيلة حاشد تمثل كابوسا يؤرق أحلام الحوثيين منذ بداية الحروب بين الدولة آنذاك ومسلحي الحوثي الذين كانت تصفهم بالمتمردين  وخلال الحروب الستة التي شارك فيها المئات من قبائل حاشد خلف قيادات ميدانية قبلية وعسكرية سقط فيها  من قبائل حاشد مايقارب من 180قتيلا أغلبهم من منطقة العصيمات.

وتشكل قبيلة حاشد-التي تتركز أغلب قوتها القبلية بخمس مديريات من محافظة عمران وهي( خمر, وبني صريم, وحوث ,والعشة ,وقفلة عذر)المعروفة بمذهبها السني شوكة صعبة، وقد صفها زعماء الحوثي مفاتيح صنعاء أمام تمدد مشروعهم المزعوم فيما يسمى(مشروع المسيرة القرآنية)من خلال القوة وبسط نفوذ الحركة المسلحة.

السبب في التوغل

بعد سيطرة الحوثيون مطلع 2011على صعدة عموما ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران التي تمثل المركز الرئيس لقبائل بكيل إلا أنها أقرب المناطق لقبيلة حاشد وخلال انشغال أولاد الشيخ الأحمر بحرب الحصبة مع النظام السابق  أستطاع الحوثيون الولوج إلى مديرية “القفلة” المجاورة إلى جهة الغرب لحرف سفيان من خلال مشايخ نافذين في المديرية أبرزهم الشيخ: (م- أ) وهو قيادي بارز في احد الأحزاب السياسية في المنطقة- لغرض إشغال أولاد الشيخ الأحمر عن حرب الحصبة.

وبعد انتهاء حرب الحصبة وتوافق الأطراف السياسية على المبادرة الخليجية بدأت المماحكات السياسية لاسيما في قبيلة حاشد بين أولاد الشيخ الأحمر وقيادات في المؤتمر حين لجأ بعض أولئك القيادات إلى الاستعانة بالحوثيين من خلال الزيارات المتكررة لمحافظة صعدة والتواصل بقيادات حوثية وقول أحدهم (إذا أردتم بلادنا فبيوتنا مفتوحة أهم شيء تخلصونا من هؤلاء الظلمة)-إشارة إلى أولاد الشيخ الأحمر-، مثل ذلك فرصة ذهبية للحوثيين بالسيطرة على فائدة تلك المماحكات.

فترة جس النبض

وقبل حوالي ثلاثة أشهر أستفز الحوثيون قبائل العصيمات من خلال أول هجمة على منزل الشيخ الأحمر بمنطقة دنان بمديرية “العشة” المجاورة لمديرية القفلة وشارك في تلك الهجمة أكثر من 40من مسلحي الحوثي فيما كان حراس المنزل لا يتجاوز الخمسة بأسلحة الحراسة الشخصية قتل منهم 3 وجرح آخر فيما قتل حوالي 15من مسلحي الحوثي،  كما أكدت المصادر حيث كان من بين قتلى الحوثيين اشخاص من قبائل خولان عامر بمحافظة صعدة مما أثار غضب قبائل حاشد عموما وأبناء العصيمات خصوصا وتداعت القبائل من منظور الدفاع عن البلاد واستمرت الحرب لأكثر من 20يوما قتل فيها حوالي 27 من قبائل حاشدو50 جريحا نقلوا إلى مستشفى خمر وشرد العشرات من تلك الأسر بالمنطقة إلى المناطق المجاورة فيما أكدت مصادر أن قتلى الحوثيين تجاوز170قتيلا فيما الجرحى بالمئات كما أكدت مصادر بمستشفى حرض الذي كان ينقل إليه جرحى الحوثيين بعد ذلك توقفت الحرب بنجاح الوساطة الرئاسية بصلح لمدة عام وإخلاء المنطقة من مسلحي الطرفين وإبدالها بمسلحي الوساطة.

علاقة قبائل حاشد بدماج

بعد نجاح الوساطة بين مسلحي الحوثي وقبائل العصيمات تراجع الحوثيون إلى مواقعهم القديمة بقفلة عذر فيما قام القبائل بإقامة مركز بمنطقة ريشان بمديرية العشة -سمي بمركز السنة -وجلب إليها عادة المنطقة فيما تم استقدام عدد من طلاب دار الحديث بدماج ما يقرب 40 طالب يقومون بإلقاء الدروس والمحاضرات في المنطقة والقبائل المجاورة وبعد انهيار هدنة ما سمي بالحل الشامل بمنطقة دماج بين مسلحي الحوثي وطلاب المركز من خلال مقل أثنين من الطلاب وجرح أثنين آخرين ومقتل مزارع من قبيلة وادعة مثل ذلك أيضا غضبا واستهجانا شديدا من قبل قبائل حاشد خاصة الذين لهم صلات أهلية وقرابة بدماج أكدوا وقوفهم إلى جانب الدعاة والطلاب وقاموا بنصب نقطة حجز وتفتيش  بمنطقة حوث التي تعتبر الممر الرئيسي لمواد الوقود والمؤن الغذائية  لمحافظة صعدة مثل ذلك أيضا خناقا ضيقا على الحوثيين الذي أدى إلى انعدام تلك الاحتياجات خاصة مواد الوقود بمحافظة صعدة فيما أحتجز أكثرمن 25من الحوثيين في النقطة وأطلق بعضهم فيما لا يزال البعض محتجزين بمركز السنة بريشان.

اتحاد قبلي موسع

وفي يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي أقيم اجتماع قبلي موسع بمنزل الشيخ :وليد علي ناصر شويط بمديرية بني صريم ضم كلاَ من الشيخ حسين الأحمر والشيخ محمد يحيى قائد ممثلي قبيلة حاشد والشيخ صغير عزيز والشيخ عثمان مجلي عن القبائل المشردة من صعدة وجمع كبير من القبائل أكدوا وقوفهم على جانب المظلوم والانتصار لحقوق المحاصرين بدماج وبعد تناول الغداء كان هناك اجتماع مغلق بين أولئك القيادات الأربعة لم تسرب أخبار ذلك الاجتماع إلا انه ومن مصدر خاص أكدوا أنه وفي حال فشل الوساطة الرئاسية واستمرار الحصار المطبق على منطقة دماج سيكون لهم موقف واضح.

لماذا سلم الخبراء الأجانب لوزارة الداخلية

وفي يوم الجمعة الماضية تم القبض على أثنين من الأجانب حسب ما قالته قبائل حاشد بنقطة التفتيش التابعة للقبائل متنكرين بملابس نسائية على متن سيارة أحد الحوثيين الذي  ينتمي إلى منطقة ضحيان، كشفت ملامحهم من خلال أقدامهم التي لم تغطيها تلك الملابس وبعد أن علمت وزارة الداخلية بالقبض عليهم تواصلت مباشرة بقيادة النقطة وتعهدت لهم بعدم تسليمهم لأي جهة وإنما لإجراء بعض التحقيقات على غرار احتجاز الوزارة لأكثر من خلية على خلفية التجسس وتقديم الدعم الفني والاستراتيجي لجماعة الحوثي المسلحة.

المتوقع حدوثه

ومن خلال استقراء للأحداث وفي حال فشل الوساطة الرئاسية بحل النزاع في دماج واستمرار الحصار ستكون هناك جبهات قتال ضد الحوثيين الأولى في حاشد تشارك فيها معظم القبائل خصوصا بعد إعلان تلك القبائل بتجهيز واستقبال أكثر من ألفي مسلح والثانية بمنطقة كتاف –شرق محافظة صعدة التي لا يزال بها مركز لما سمي بحلف النصرة قبل حوالي عامين فيما ستكون الثالثة بمنطقة حجور –إلى الجنوب الغربي لمحافظة صعدة- أيضا تشارك فيه قبائل حجور التي ينتمي إليها الشيخ يحي الحجوري القائم على دار الحديث بدماج كل ذلك في حال استمرار الحصار وفشل الوساطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى