مقالات

الحوثي مشروع عسكري أمريكي إيراني في اليمن ،فمن سيواجهه ومتى سنعي هذه الحقيقة ؟!!

رضوان السماوي
رضوان السماوي

في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر تأكد لأمريكا أن لا حليف استراتيجي معها من أهل السمنة “السنة” حتى حكام الخليج وعلى رأسهم السعودية فقد كان المتهمون في تلك التفجيرات أغلبهم من السعودية ومن اسر ميسورة لم يكن الفقر وظنك العيش هو الدافع لهم ، لكنه شيء آخر إنها بقايا الايدلوجيا التي تبثها الدولة الآل سعودية في مناهجها ومدارسها ومساجدها وجامعاتها ، تلك الايدلوجيا القائمة على أبجديات التكفير والولاء والبراء ، لكل ذلك وغيره رأت الولايات المتحدة أن الحليف الاستراتيجي هو الفكر الآخر المناهض للفكر السلفي والمعادي له والذي يمكن أن تلتقي عنده المصالح ، إنه فكر الأقلية المظلومة المقهورة التي تطالب بحقها السليب مدة ثلاثة عشر قرن وما يزيد عن ذلك ، فكان الزواج الكاثوليكي بين الشيعة في المشرق العربي والاسلامي والنصارى في الغرب الامريكي وهذا باعتراف قيادات سياسية مرموقة في الشيعة كمحمد خاتمي ، الذي تحدث الى برنامج وثائقي عن التعاون الامريكي الإيراني في الحرب على الارهاب عقب الاحداث السبتمبرية وكذا ما تحدث عنه نائب وزير خارجيته في حينها محسن أمين زاده عن أن وفداً عسكرياً ايرانيا وأمريكياً التقيا في جنيف ونيويورك ، وهو ما أكده محمد على أبطحي نائب الرئيس الايراني في حينه في عام 2004م في محاضرة القاها في الامارات بقوله : لولا طهران لما سقطت كابول وبغداد ، وهو ما تأكد في التحالف الايراني الامريكي في اسقاط الدولة العراقية باستخدام ملوك النفط في الخليج .

في هذه الاحداث وفي خضمها ظهر المشروع الحوثي في اليمن متكئاً على الرصيد الشعبي المخزون من حب الرئيس العراقي فادعى مناهضة المشروع الامريكي في المنطقة وناهض الغزو الامريكي للعراق وسير العديد من المظاهرات في العاصمة صنعاء وبث العديد من المحاضرات وشرع في مشروع الصرخة ، وكل ذلك كلمة حق أريد بها باطل ، فالمشروع الامريكي نماء وازدهر في العراق وافغانستان على يد شيعة العراق وافغانستان وايران ولم نسمع له كلمة واحدة في نقدهم وتكفيرهم لموالاتهم اليهود والنصارى فتدمير العراق كان هدف امريكي اسرائيلي وقد شارك الشيعة وعملاء الخليج في تدميره فأين كلام حسين الحوثي في ذلك آتوني بكلمة واحده له في ملازمة تشير الى ذلك .
لقد لعب حسين الحوثي على التناقضات في الشأن السياسي اليمني خادماً بذلك فكرته ومنهجه ، فقد استفاد من انفتاح النظام السياسي على الزيدية بعد انتخابات 1997م والتي أطاح فيها صالح بالإخوان المسلمين وفك تحالفه معهم وحاربهم على كل المستويات بما فيها مدراء المدارس ولا ننسى أن صالح بعد تلك الانتخابات عين اثنين من الزيدية في الحكومة أحمد الشامي في الأوقاف وأحمد عقبات في العدل .

بعد أن نشر الكاتب المعروف الخيواني في 2004م تحقيقه الشهير حول التوريث في اليمن وجد صالح أن بإمكانه أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، أنه بهزيمته للجناح العسكري للحوثيين في صعدة سيسكت الجناح السياسي والصحفي لهم في صنعاء ، وقد كان له ما أراد فقتل حسين الحوثي في مران وأخذ والده والكثير من أفراد اسرته الى صنعاء كرهائن وظلوا قيد الاقامة الجبرية لمدة تزيد على الشهرين ، ثم يبدوا أن شيطان صالح اوحى له أن بإمكانك أن تتخلص من الأطراف المعيقة لمشروع التوريث بضربها ببعضها في صعدة ، فكانت الحروب العبثية التي كان يطلقها بتلفون ويوقفها بتلفون ، فاستفاد الحوثيون من التناقضات الداخلية خصوصاً بعد موت العقيدة القتالية العسكرية لدي قادة وأفراد وضباط الجيش اليمني بعد أن رأوا بأم أعينهم عواقب الحرب التي خاضوها في صيف 1994م وكيف كانت نتائجها كلها مصالح شخصية ومزيد من الاثراء والحصول على المكاسب وكيف أن الجيش اليمني أصبح جيشين كل هذه العوامل أثرت في أندفاع أفراد وضباط الجيش للقتال ، لدرجة أنهم كانوا يبيعون الاسلحة والذخائر للحوثيين .

كما استفاد الحوثي من التناقضات الاقليمية فحصل على الدعم الاعلامي من قنوات ووسائل اعلام شيعية عراقية ولبنانية وأصدرت قم بيانين ترفض فيهما ما يتعرض له المؤمنون في صعدة من الإبادة ، كما استفاد من الخلاف الليبي السعودي خصوصاً بعد الملاسنة الشهيرة بين ولي العهد السعودي الامير عبدالله والزعيم الليبي معمر القذافي فكان الدعم المالي الليبي السخي للحوثيين .

في كل هذه الأجواء كانت أمريكا ترقب اليمن من بعيد فهي تخشى أن تتحول الى وكر للإرهاب خصوصاً مع تحولها التدريجي الى الدولة الفاشلة وتراخي قبضة الدولة المركزية على أطراف اليمن ، وكان كل ما يهم أمريكا هو الحرب على الارهاب وقد تاجر على صالح في هذه المسألة بكل ما أوتي من قوة فأنشاء لهم قوات خاصة بمكافحة الارهاب وأذن للطائرات بدون طيار بقتل اليمنيين وكان أول عملية لها في مأرب بمحاولة استهداف ابوعلي الحارثي ، والتي أثارت الكثير من الجدل بين السلطة والمعارضة .

في كل مواجهات الدولة مع الحوثي كانت أمريكا لا تتردد في التحذير من العنف في مواجهة الحوثيين وتدعوا نظام صالح الى استخدام الحوار ، كما أنها لم تدرج جماعة الحوثي من ضمن الجماعات الارهابية ، بالعكس من تعاملها مع تنظيم القاعدة مثلاً فقد كان تعامل النظام مع امريكا وتعاونه معهم في تلك الحرب على أعلى درجات التنسيق والترتيب وهذا يُعطي مؤشراً أن امريكا لا ترى في هذه المجموعة المسلحة المقاتلة خطراً عليها ، بل لقد أعطتهم حرية التحرك في العالم للتعريف بالقضية الحوثية وما تواجد يحيى الحوثي إلا دليل على ذلك ، بالإضافة الى أن صحيفة الوسط اليمنية نشرت في حينه تقريراً صحفياً كاملاً حول التحرك الحوثي والدعم الاوروبي والامريكي الدبلوماسي والسياسي للقضية الحوثية !!

إن الاتفاق السري الذي أبرمه آل سعود ــ وكلاء الأمريكان في المنطقة العربية والاسلامية وخدامها ــ مع الحوثيين يثير الكثير من علامات الاستفهام ، كما أن المبادرة الخليجية التي أعقبت الثورة الشعبية وما يُسمى بالحوار الوطني الذي أعطى الحوثي فرصة سياسية قل أن يجدها تنظيم مسلح ، فما الذي يجعل فرقاء السياسة في اليمن السلطة والمعارضة تختلف حول الحوثي ويستفيد الحوثي سياسياً وفكرياً وعسكرياً من ذلك الخلاف ، بينما تتفق السلطة والمعارضة على حرب القاعدة مثلاً ، لا شك أن هذا الاختلاف والاتفاق يعطي مؤشر أن هنالك مساحة لمثل هذا الاختلاف والاتفاق اقليمياً ودولياً ، فالحوثي مقبول من امريكا وبالتالي نجد الكل يتقرب اليه فيذهب اليه مندوب أمريكا في اليمن باسم الامم المتحدة جمال بن عمر يحظه على الدخول في الحوار ، كما نجد أن رؤوس الاحزاب السياسية بمن فيهم الاصلاحي الأنسي والمؤتمري الارياني وغيرهم يحجون الى الحوثي لحثه على الدخول في الحوار دون أي شروط مسبقة ، بل في ظل توسع الحوثي وحروبه التي كان يديرها في مختلف مناطق اليمن !! .

قد يقول البعض أنت تزور الحقائق وتقلبها رأساً على عقب ، لقد خاض نظام صالح حرباً مفتوحة مع الحوثيين بأمر أمريكا وأن السعودية دخلت على الخط في تلك الحرب ، وقد هُزموا جميعاً أمام الحوثي ، نقول لماذا اعترفت السعودية بهزيمتها أمام الحوثيين ولم تعترف بهزيمتها أمام القاعدة مثلاً ، ثم اذا كان صالح حارب الحوثيين بأمر أمريكا كما روج لذلك حسين الحوثي نفسه في ملازمة ، فهل يعني ذلك أنها وجهت هادي بوقف الحرب على الحوثيين واستمرارها على القاعدة !! .

لقد حذرنا من المشروع العسكري الامريكي الايراني في افغانستان والعراق وسوريا واليوم ها نحن نحذر من المشروع العسكري الامريكي الايراني في اليمن المتمثل في الحوثيين ، لقد حققوا من الانجازات العسكرية والسياسية في بضع سنين ما عجزت عن تحقيقة الحركة الاسلامية متمثلة في التجمع اليمني للإصلاح في عشرات السنيين ، فضلاً عن الفصائل السياسية والعسكرية الجهادية كالقاعدة وغيرها .

إن المشروع العسكري الامريكي الايراني في اليمن المتمثل في الحوثي على جميع اليمنيين مواجهته ، لكن يبدوا أن علينا أن نمر بالتجارب المرة التي مر بها اخواننا المسلمون من اهل السنة في العراق فقد كانوا حاضنة للمجاهدين في العراق ، ثم بتآمر أمريكي وتواطئ اخواني تم تشكيل صحوات العراق باعتراف طارق الهاشمي نفسه ، تلك الصحوات التي بلغ تعدادها الى ثمانين الف عنصر ، ثم بعد المواجهة المرة مع المجاهدين وتشتيت قوتهم في مناطق السنة ، فما كان من المالكي إلا أن كافئهم بجزاء سنمار فرفض تجنيدهم في الجيش والشرطة العراقية ، كما أصدر بحق الهاشمي مهندس الصحوات ستة أحكام بالإعدام ، ثم بعد القتل والذبح والتهميش الذي عاناه جميع المسلمين في العراق ، عرفوا حقيقة المؤامرة ضدهم وأنه مشروع عسكري أمريكي ايراني لاستئصالهم وقطع شأفتهم ، تذكروا فانتفضوا في العام 2012م وهاهم اليوم يوفرون المحاضن الآمنة للمجاهدين من جديد ليذيقوا المالكي وقواته الصفوية صنوف الهجمات ، ما دفع امريكا لأن تعلن عن عشرة مليون دولار كمكافئة لمن يدل على أمير دولة العراق والشام في العراق ، كما أن المالكي اليوم والامس في واشنطن لطلب الدعم في الحرب على ما يسميه الارهاب ويهندس لمشروع تعاون امريكي ايراني سوري عراقي ضد ما يسميه الارهاب !!
فهل يريد اخواننا من ساسة اليمن أن نصل الى ما وصل اليه اخواننا في العراق وسوريا من الويلات والعذاب على يد الميليشيات الطائفية حتى يتحركوا أو يفسحوا المجال لغيرهم أن يتحركوا !!!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى