محلية

تقرير طبي يكشف حجم المعاناة في دماج

التقرير الثالث

ضمن استمرار العدوان التتري الذي تصاعدت وتيرته من يوم الأربعاء 31 / 10 / 2013م حتى تاريخ تقريرنا هذا 5/ 11/ 2013م من قبل الميليشيات الحوثية على دماج دخل أبناء المنطقة في معاناة إنسانية وكارثة حقيقية يصعب على الواصف أن يصفها وطالت كل نواحي الحياة وكل الفئات العمرية من مختلفي الجنسين فلم يكتفِ الحوثي بالحصار الخانق ومنع كل مستلزمات الحياة الضرورية كالغذاء والدواء والمشتقات النفطية بل استخدم ترسانة عسكرية نوعية من دبابات وراجمات الصواريخ والكاتيوشا والمدافع الميدانية بكل أنواعها لضرب المنطقة بما فيها من مستشفى ومدارس ومساجد وبيوت ومضخات الماء وخزانات الماء المغذية للمنازل لكي تستكمل المعاناة الإنسانية فيموت الناس عطشا .

وبالنسبة للأدوية فلم يعد هناك أي دواء يذكر لمعالجة مريض أو يستنفع به جريح ينزف وبالنسبة للغذاء فأصبحت الوجبة الأساسية للأسر هي الخبز الأبيض الناشف إن وجد كوجبة واحده فقط مع حبات من التمر في اليوم والليلة مع العلم بان الكثافة السكانية تفوق الخمسة عشر ألف مواطن .

وبدورنا كمسئولين صحيين بمنطقة دماج قمنا بتسجيل وحصر حالات الجرحى والوفيات بحسب الفئات العمرية والجنس .
1) الجرحى .

البيان أطفال ما دون 17عام كبار ما فوق 17 عام النساء الإجمالي العام 200
وفي حالة تستدعي الوقوف عليها هي حالة الأخت / جميلة محمد صولان اليافعي البالغة من العمر 35 عام والمصابة بمرض داء السكري والحامل بجنينها في شهره التاسع فقد أصيبت برأسها ورجلها بشظايا هاون وهي في بيتها أثناء ولادتها وقد ارتفعت نسبة السكر لها ودخلت في حالة غيبوبة وقد أصيبت بجانبها الأخت / صفا احمد حسين هيثم العدني البالغة من العمر 23عاما والمصابة بمرض القلب وكانت الأخت تقوم بدور الداية المشرفة على ولادتها مما تعرضت إلى إصابة في وجهها ورجليها بشظايا .
2) الوفيات .
البيان أطفال ما دون 17 عام كبار ما فوق 17 عام النساء الإجمالي العام 52
3) المفقودين .
البيان عدد المفقودين
38 شخصا
4) تضرر المنشئات العامة والخاصة بسبب القصف عليها بالأسلحة الثقيلة .
البيان مستشفيات عامه وخاصة دور العبادة ( المساجد ) مضخات الماء المدارس المنازل
العدد 160
ونضرا لما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة من استهداف منازل السكان في منطقة دماج استدعى ذلك إلى لجوء النساء والأطفال إلى ملاجئ .
وفيما يقارب 2000 امرأة وطفل لجئوا إلى هذه الملاجئ لتامين أرواحهم من قصف الحوثيين وكثير من الأسر لم تجد مكان لها بهذه الملاجئ مما اضطروا إلى البقاء في منازلهم الهشة . علما بان هذه الملاجئ غير مؤهلة لسكنى الحيوانات فضلا عن البشر وهي عبارة عن مخازن تحت الأرض تستخدم في الأصل لتخزين القمح وما شابه من مواد غذائية ومساحتها ضيقة جدا لا تستوعب نصف العدد المذكور ولا يوجد بها أي تهوية أو دورات مياه وبسبب سوء التصريف الصحي أدى إلى تلوث مياه الشرب بالمنطقة .
وفي يومنا هذا تم إصابة أكثر من 50 طفل بحالة إسهال حاد يشبه ماء الأرز مترافق بطرش وسجلت الحالات في ملجأ واحد فقط من الملاجئ وهذا من العلامات البدائية لمرض الكوليرا ويعتبر نذير شؤم بحصول كارثة في أوساط التجمع السكاني المحصور بالملاجئ بالإضافة إلى انتشار الإمراض الجلدية وأمراض أخرى كثيرة وأضف إلى ذلك بان هناك حالات إجهاضات للحوامل وسط هذا التجمع بسبب الفزع من الضرب الثقيل وسوء التغذية وتحتاج إلى رعاية صحية وحالتهم الصحية بالإجمال سيئة جدا جدا أما بالنسبة للأطفال فيصعب على المرء وصف الحالة فهناك سوء تغذية حاد في أوساطهم وأمراض متفشية متزامن مع انعدام الدواء والغذاء وانتشار القمائم والحشرات في أزقة المنطقة لعدم التمكن من تصريفها . وزاد الوضع سوءا بان المستشفى الحكومي الوحيد بالمنطقة تعرض ويتعرض للقصف المستمر وألان هو خارج نطاق الجاهزية في جميع التخصصات والخدمات الصحية الأولية .
ومن هذا المنطلق نناشد حكومتنا اليمنية وفقها الله ومنظمات المجتمع المدني ووزارة الصحة وكل الحقوقيين والإعلاميين والمعنيين بهذا الشأن للنزول إلى منطقة دماج والاطلاع عن كثب على النواحي الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المواطنين هنالك . وإغاثة سكانها لرفع المعاناة عنهم وفك حصارهم فهم ألان تحت الحصار والحديد والنار في إبادة جماعية لا تبقي ولا تذر ولازال القصف والحصار مستمر على المنطقة حتى ساعة كتابة هذا التقرير الساعة التاسعة مساءا .
حرر في يوم الثلاثاء الموافق 5/11/2013م
د . احمد صالح الوادعي
مدير مستشفى دماج الريفي م / صعده

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى