تقارير ومقابلات

سجون المليشيا ، دهاليز مخيفة ، وخفايا مرعبة

الرشاد برس_تقارير

“محاكم التفتيش”
كانت سجون مرعبة ، مورس فيها أبشع أنواع التعذيب والانتهاك والتنكيل بحق اخواننا المسلمين ، ومن أشد ذلك أنه كان يؤخذ المسجون ويرمى به في قدر من الزيت المغلي ، ما إن يلقى بالسجين حتى يصبح كخبر كان ،
محاكم التفتيش تلك قام بها الغزاة والمستعمرين في بلاد المغرب والاندلس .

لن نذهب بعيدا ، فالمليشيا الانقلابية لديها محاكم تفتيش في بلادنا ، إذ أن سجونها ممتلئة بهم ، كل أولئك المعارضين والمناهضين لها ومشروعها تزج بهم في سجونها ، رجالا كانوا أو نساء ، فالمليشيا لا تأبه بمن يعارضها ، سجون يئن ساكنيها من وطأة ووحشية التعذيب الذي يتلقونه من المليشيا ، نادرا جدا من يحالفه الحظ وينجو من تلك السجون المظلمة ، ليحكي لنا روايات التعذيب التي تعرض لها ، والانتهاكات التي مورست ضدة في السجن .

وفي هذا الصدد أصدرت منظمة سام تقريرًا عن سجن مدينة الصالح الواقع في ضواحي مدينة تعز ، ونقلت شهادات لقصص تنشر لأول مرة عن تعذيب يتعرض له سجناء مناوئون لمليشيا الحوثي الانقلابية .

وقالت منظمة “سام” ومقرها في جنيف إن فريقها بمدينة تعز استمع لـ 27 من ضحايا سجن الصالح والشهود، إضافة إلى 3 وسطاء محايدين ممن سنحت لهم الفرصة لزيارة السجن في إطار البحث والتفاوض للإفراج عن المعتقلين وقابلوا محتجزين.

يتكون سجن الصالح حسب المنظمة من 20 مبنى قسمه الحوثيون لـ خمسة فروع، الأول سجن الأمن القومي، والقسم الثاني السجن الوقائي، والثالث سجن الأمنيين، والرابع سجن العسكريين، والخامس سجن الأمن السياسي، وهي تسميات درج الحوثيون على إطلاقها أمام لجان التفاوض التي تسعى للإفراج عن المعتقلين فيه، لكن هناك أسماء أخرى يتداولها السجانون طائفية وحسب تصنيفات القيادات الحوثية المشرفة على السجن.

وتطرق تقرير “سام” لأساليب التعذيب الجسدية المؤلمة والتعذيب النفسي، وذكر أن المعتقلين المفرج عنهم يصابون بالفزع بمجرد تداول أو ذكر اسم “سجن الصالح” أمامهم، بسبب ما لاقوه من معاملة قاسية، وقالت “سام” لقد أصبح سجن الصالح كابوساً في مدينة تعز التي اختار ابناؤها منذ عقود التعليم ونبذ العنصرية والسلاح قبل أن يحاصرها الحوثيون منذ مطلع 2015.

ووصفت “سام” سجن الصالح بأنه معتقل يسكنه الرعب وشبهت بشاعته بسجن تدمر في سوريا والباستيل في فرنسا.

ورصدت “سام” المعاملة غير الإنسانية التي يواجهها المعتقلون، مثل التجويع والمنع من النظافة والحرمان من التهوية والشمس.

وقالت “سام” إن الحوثيين يعتقلون ضحاياهم لعدة أغراض منها عقاب وإيلام الخصوم ثم التجنيد الإجباري، أو رهائن يفرجون عنهم مقابل مقاتلين محتجزين من عناصرهم، وأخيرًا الابتزاز المالي لأسر المعتقلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى