مقالات

( الشرعية والتحالف والمشاريع الضيقة )

مقال

عبد ربه الوحيشي…

بدأ التحالف العربي عملياته بجدية تامة منقطعة النظير حتى أنه أبهر العالم بسرعة عملة ودقة ضرباته ووقوة جهاز مخابراته، وسار على هذا أكثر من سنة.
وحينها كانت جميع الكيانات الداخلية مشتتة ولهذا تسير في فلك التحالف والشرعية.
لكن بدأت الكيانات باستعادة ذاتها واحتواء اطرافها ورسم أهداف خاصة بها وبدأ كل طرف بتنفيذ خطته الخاصة واستغلال غطاء الشرعية ودعم التحالف للوصول الى اهدافه واستراتيجياته.
بدا للتحالف أنه أصبح لعبة بيد الكيانات المتشعبة والشركاء المتشاكسون ، كل طرف يجره اليه يسرق منه ما يسر ويجير عملياته لصالح أهدافه ما استطاع الى ذلك سبيلا دون النظر للهدف الأساسي من المعركة ككل.
شعر التحالف ان الشرعية لم تعد إلى غطاء وهمي يتستر الجميع تحت مسماه فدخل معهم باللعبة محاولا ادارة اللعبة حسب ما يراه لكن للاسف كان هو الهامور الأكبر فالمال والقوة والنفوذ بيده لذا تحول جميع الكيانات الى متصاريعين على التقرب اليه ومتملقين لكسب رضاه ومضحين بالشعب من أجل الفوز بمكانه أفضل دون مراعاة أمر الوطن الذي هم والتحالف قاموا وجاءو لينقذوه.
التحالف ليس لصالحه الاستمرار في اللعبة الخاسرة حتما.
ومسؤولي الشرعية لن يستمرو اكثر في تمثيلهم أدوار الوطنيين بينما هم منغمسين في وحل المناطقية والعنصرية والتحزب والأهداف الخاصة.
لانه وكما نرى يفقد الشعب ثقته بكليهما الشرعية والتحالف ، ولولا جور المليشيات وبطلان مشروعها لكان ما يحدث لصالحها كثيراً.
لذا فالحل ولكي يعود التحالف الى مساره الصحيح وتعود العمليات العسكرية والمدنية والانسانية وغيرها هو التصحيح الجاد في كيان الشرعية من داخلها واستئصال كل ما يمكنه حرف بوصلة مشروع استعادة الوطن وبناء دولة اليمن الاتحادي أو التأثير على ذلك ، وحين نصل الى هذا الكيان الصلب (الشرعية فقط) وتتبلور الروئ والأفكار وتصدق النوايا وتتحد الجهود وتنسق العمليات العسكرية بمهنية على الأرض وبصدق فسيكون التحالف والعالم حليف حقيقي لنا دون أدنى شك (ولن يستطيع غير ذلك) وبالمقابل سينهار تحالف الانقلاب دون مقاومة شرسة كما هو الحال الآن لآن معظم نجاحه بسبب فشلنا.
اما استمرار الجميع في اللعب فليس على التحالف من ملام.
ولن يغير الله ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ودمتم بخير…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى