مقالات

ابتليت بهم الامة….

بقلم/ فيصل الحفاشي
هناك قوم -ابتليت الأمة بهم حديثاً- لديهم مشكلة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام نفسه، وليست مع كتب الحديث التي تنقل كلامه!!
فيصرحون برفضهم لكلام رسول الله عليه الصلاة والسلام ولو سمعوه من فمه الشريف مباشرةً بلا واسطة !! لأن لهم عقولاً مثل عقله!! ورأياً مثله رأيه!! وإلا فأين الرأي والرأي الآخر؟! وأين حرية التعبير؟!!
يعني تخيلوا لو كانوا في عصره سيقولون له:
لن نقبل منك يا رسول الله أي كلمة! أو توجيه لمعركة! أو فصل لخصومة! أو تعليم لجاهل! أو فتيا لمستفتٍ! …إلخ
إلا ما صرح به القرآن! ما عدا ذلك ف{سمعنا وعصينا} !!
يا ترى كيف كان سيتعامل معهم المسلمون حينها؟!
وهم يرونهم يقولون ما يتحاشى المنافقون الخلَّص من جريانهم على ألسنتهم !!
وذلك لأن الصحابة عرب، وببساطه يعروفون معنى قول الله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}
تأمل كلمتي {يحكموك} {قضيت} كيف جعل الضمائز عائدة إلى النبي عليه الصلاة والسلام نفسه، أي: حكمه هو وقضائه هو، ومضمونه وحيٌ بلا ريب من ربه ..
ثم تأمل كيف ختم الآية {ويسلموا تسليماً} إشارة إلى انقيادهم الكامل التام لحكم رسول الله عليه الصلاة والسلام، بدون أي تحسس أو تحرج أو امتعاض ..
ويعرقون معنى قول الله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، تأمل كيف أن الله لم يكتف بقوله {إذا قضى الله} بل أردفه بقوله: {ورسولُه} بالرفع، يعني أن لرسول الله عليه الصلاة والسلام قضاءً أيضاً، والمؤمنون لا يتخيرون فيه بل يسمعون ويطيعون، كسمعهم وطاعتهم لكلام الله تعالى نفسه؛ لأن الكل من الله إما بلفظه وإما بمعناه ..
وكم وكم غيرها من النصوص القرآنية الدالة على وجوب الانقياد التام والكامل لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام .. لكن {ومن يضلل الله فما له من هاد} ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى