عربية

العراق :المواطنون يستعدون لمظاهرات حاشدة.. والاجهزة الامنية تقطع الطرقات


الرشاد برس.. عربي
على الرغم من أن الأمور بدت طبيعية في العاصمة العراقية بغداد، قبل يوم على انطلاق مظاهرات حاشدة مقررة توافق عليها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في بغداد ومدن أخرى، فإن هناك توقعات بقطع بعض الطرق والجسور.
وبينما طمأنت وزارة الداخلية المواطنين عبر بيان أصدرته الخميس بأن لا قلق من التظاهر وأن الأجهزة الأمنية دخلت حالة الإنذار القصوى استعدادا لحماية المظاهرات وتأمين سبل حركة المواطنين وأمنهم وحماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، أعلنت لجان شعبية عن تقديمها الدعم اللوجستي للمتظاهرين.
وبحسب المتحدث الرسمي للداخلية العميد خالد المحنا فإن التعليمات الصادرة أكدت أهمية التعامل المسؤول مع المتظاهرين وفق مبادئ حقوق الانسان، والالتزام بالتوجيهات لحماية التظاهر السلمي.
وأشار إلى أن قوات حفظ القانون ستقوم بأداء هذه المسؤولية بالتعاون مع المواطنين حفظا على الصالح العام، لافتا إلى أن الجميع يبدي حرصا على السلم والاستقرار وتجاوز الأخطاء التي حصلت بالمظاهرات التي شهدتها البلاد مطلع الشهر الجاري
ومن المتوقع أن تشهد مدن عدة غدا مظاهرات كبيرة، للمطالبة بالإصلاح وتوفير فرص العمل والقضاء على الفساد، تحت شعار “نازل آخذ حقي”.
الشرطة المجتمعية من جانبها وضعت ملصقات في ساحة التحرير وسط بغداد تحث المتظاهرين على ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والذي يعد على مدى الحب للوطن.
الإعلامي والناشط المدني عماد جاسم الذي يعتزم المشاركة بالمظاهرات غدا، قال للجزيرة نت إنه يتوقع أن تقوم الحكومة بقطع شبكة الإنترنت لمنع التواصل وانتشار المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما رجح قطع الطرق والجسور المحيطة بساحة التحرير، كإجراء احترازي، مؤكدا سلمية المظاهرات وضرورة الحذر.
وطالب جاسم بأن تتحول المظاهرات إلى اعتصام في حال ماطلت الحكومة في تلبية المطالبات، مشيرا إلى أن الحكومة في حالة ذعر وخشية من محاسبة الفاسدين.
سيناريو الرعب
من جهته رجح المحلل الأمني هشام الهاشمي أن تقوم السلطات من الليلة بقطع الطرقات المحيطة بساحات المظاهرات، وهو ما سيؤدي إلى ازدحامات كثيفة في الطرق.
واستبعد الهاشمي في حديثه للجزيرة نت أن يقع ما وصفه بسيناريو الرعب الذي وقع بالمظاهرات السابقة. وحذر من لجوء الأجهزة الأمنية للتعامل بالعنف مع المتظاهرين هذه المرة، مشيرا أن من شأن ذلك أن يغضب الجماهير المتوقع أن يحتشدوا بأعداد كبيرة وهو ما سيؤدي إلى إنهاء النظام الحاكم الذي بدأ ما بعد 2003.
وأضاف أن الاحتجاجات السلمية ستؤدي إلى تغييرات جزئية جذرية تحقق إنجازات يسعى لها العراقيون.
إسعافات أولية
من جهتها أكدت جمعية الهلال الأحمر تحشيد أربعمئة متطوع من فرق الإسعاف الأولي لإسناد المؤسسات الصحية يوم غد، وقد أعدت خطة لتأمين خدمات الإسعاف الأولي والاحتياجات الإغاثية للمواطنين أثناء المظاهرات، ودعم الطواقم الطبية في المستشفيات بالإسعاف الأولي، فضلا عن عدد من سيارات الإسعاف.
وأعلنت الجمعية استعدادها لتجهيز المتطوعين من المواطنين الذين يرغبون بالمساعدة بحقائب إسعاف أولي، كما خصصت رقم الهاتف للاتصال في الحالات الطارئة.
الطبيب والإعلامي أحمد الرديني، وهو من المشاركين بالمظاهرات الأخيرة ويعتزم المشاركة في مظاهرة الغد، قال للجزيرة نت إن الجهات الحكومية تركز الآن على حماية المتظاهرين، ومن جانبها تركز الجهات الشعبية على مشروعية التعبير عن الرأي والحفاظ على سلمية المظاهرات وعدم المساس بالمصالح الخاصة والعامة.
وأوضح الرديني أنه في أي مظاهرات سابقة بساحة التحرير تقوم الجهات الأمنية بإجراءات تفتيشية لدى دخول المتظاهرين للساحة، وهذا الإجراء ضروري على ألا يشمل قطع الطرق الأخرى التي تقيد حركة المواطنين.
السلمية والمرأة
وحث الناشطون عبر مواقع التواصل على سلمية المظاهرات وأهمية مشاركة النساء، والتعامل الحسن مع القوات الأمنية، فضلا عن حمل العلم العراقي واستبعاد أي رايات أخرى.
وتعليقا على ذلك قالت عضو رابطة المرأة انتصار الميالي للجزيرة نت إن “أهمية مشاركة المرأة تكمن في نيلها الحرية والكرامة، ومن أجل مستقبل أفضل لعوائلنا وأطفالنا، لأننا نستحق العيش أحرارا في وطن آمن” مؤكدة سلمية المظاهرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى