مقالات

لماذا اغتال الحوثيون عبد الكريم جدبان ومشوا في جنازته


جدبان

الرشلد برس-زيد المتوكل

الشهيد عبد الكريم جدبان زيدي جارودي يتصف بالشخصية الحوارية الهادئة ، وقد انخرط في جماعة أنصار الله "الحوثي" كشخصية زيدية تطالب بحق الحوار الوطني المبني على حفظ حقوق الآخرين بحسن نية، وكان يرى في أيامه الأخيرة أن حصار دماج واستعمال شعارات الموت تسبب مزيداً من الكراهية بين أبناء الشعب وأن حصاراً فاق أربعين يوماً مع منع الدواء والغذاء ومنع بعثات الصليب من اسعاف الجرحى سيكون كارثة كبيرة على أنصار الله فضلا عن كونه كارثة انسانية تضر أهالي دماج الذين نختلف معهم في قضايا منهجية كثيرة، فقرر الشهيد طرح هذه الاطروحات على الجماعة، فطرحها على القيادة العليا للجماعة حتى سبب خللاً بهذه الفكرة حيث أيده مجموعة من كبار انصار الله وعارضه آخرون، فكانت هناك فكرة تصفية هذا الفكر الجديد الذي ابتدعه الشهيد عبد الكريم جدبان لأن النظرات واللهجات بعد الاجتماع كانت مختلفة ، حتى عبر الهاتف لم تكن هي اللهجات المعهودة، ذهب الود والنخوة والصداقة والعهود التي تعاهد عليها أنصار الله جميعا .

 

شعر الجميع بأن هناك أيادي في الجماعة تتجه نحو الشرر، وتوجهت الأبصار نحو تصفية مجموعة منهم يتعذر ذكر أسمائهم.

ليست التصفية من كل الحاضرين ولكنها من شخصيات فاقت مذهب أهل البيت وتجاوزت حدود الشرع والعقل لكونها تدين بالمذهب الاثني عشري الإمامي الذي يختلف معه الشهيد جدبان.

 

يقول الأستاذ المناضل حسن زيد : كان الشهيد عبدالكريم جدبان يعلم بان هناك قراراً بتصفيته مع مجموعة ربما أنه أبلغني أو أبلغته بذلك ولكن الصلاة والجامع عنده أهم من الحياة. انهى كلامه.

 

كانت الكارثة عظيمة فقام بعض العلماء والساسة من أهل البيت بحسن نية وبمبادرة يشكرون عليها وطالبوا بتحقيق فوري في مقتل الشهيد لكن تفاجئ الجميع برد الناطق باسم " أنصار الله " الحوثيين بعدم قبول لجان التحقيق في الاغتيال.

ثم تفاجئنا مرة أخرى بتمييع القضية وإذا بأنصار الله يصدرون بياناً بأن أيادي أمريكية وراء الاغتيال.

 

وللأمانة : أمريكا بريئة من دم الشهيد براءة الذئب من دم يوسف، وكل يمني يعلم ذلك، لذا تراجع أنصار الله وإذا بهم يوجهون أيادي الاغتيال لتنظيم القاعدة ويلبسون الاصلاح الاخواني لباس التكفير وأنه المتهم، ثم تراجعوا وقالوا أيادي خفية قام بها الحجوري وجماعته، فعجباً لهذا التخبط.

 

لم يدرجوا في تخبطهم : " دور الاستخبارات الايرانية بسفارة صنعاء " رغم أننا حلفاء لها حتى هذه اللحظة إلا أننا سنخلع العباية طالما وهي تحمل لباس الاثني عشرية الامامية لتصفية غير المرغوب به في الجماعة.

دعونا من الغضب والحزن ودعونا من الخوف، ولنكن صرحاء لماذا الهروب من التحقيق في اغتيال الصديق الشهيد المناضل عبد الكريم جدبان؟؟!!!!

 

يقول الشيخ طعيمان جعبل طعيمان على صفحته على الفيس بوك ردا على كلام الناطق باسم الحوثيين بعدم قبول لجان التحقيق: لماذا يتهرب الحوثيون من اجراء التحقيقات ولا يريدون كشف الحقيقة من وراء اغتيال جدبان .. وهذا كلامي ليس دفاعاً عن أحد بقدر ما هو لمعرفة الحقيقة بشكل واضح للجميع. وأبرهن من خلاله على استثمار قضية اغتيال جدبان سياسياً واعلامياً وهو الهدف من اغتيال جدبان.

 

ثم قال طعيمان : المستفيد بالدرجة الأولى هو الحوثي، الدولة لم تتدخل في حرب دماج مع السلفيين بل تدعم الحوثيين ولذلك ليس لديهم سبب لإعلان التنصل عن الحوار بحجة الحرب السابعة فالبديل اللجوء للاغتيالات. انتهى كلامه.

 

وقال الأستاذ:عبد الله الأشول: إن الحوثي يريد أن يبرر للسيناريو القادم والذي يريد من خلاله خلط اﻷوراق في المشهد اليمني بإظهار نفسه مستهدفا في صنعاء، ليفتح مسلسل اغتيالات الشخصيات التي يرى أنها تقف أمام مشروع طهران الذي يقوم بتنفيذه، فجدبان على طريقة الزيدية الجارودية وهو رجل مرحلة يجب أن يطوي الحوثي أوراقها ويحرقها لتبدأ مرحلة نشر الفكر الجعفري اﻹثني عشري الذي يختلف جدبان معه كثيرا حسب معرفتنا المباشرة بالرجل، ولذلك سيشكل وجود جدبان وأمثاله عائقا أمام المرحلة الجديدة باعتباره ملما بحقيقة الفكر الزيدي الجارودي وله تحقيق لرسائل المطرفية التي يرى أن ما نسب إليها كان تهمة لتبرير التخلص منها سياسيا، انتهى كلام الأشول في الشهيد جدبان، وما زال في جعبتي الكثير من الحقائق التي تنذر بخطر ما وراء الكواليس، لكني أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى