محلية

لهذه الأسباب أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية الحميقاني والنعيمي ضمن داعمي القاعدة (تقرير تحليلي)

 

الحميقانيالرشاد برس- أمجد خشافة

 

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم أمس الأربعاء عن شخصين قالت "أنهم داعمين لتنظيم القاعدة"، وهما الدكتور عبد الرحمن النعيمي والدكتور عبدالوهاب الحميقاني.

 

هذا التوجه الذي أبدته أمريكا تجاه هذين الرجلين لم يعد خافيا على ما تمارسه أمريكا من سياسة التخبط مع الآخرين كونها أصبحت محشورة في زاوية الخوف من تبعات جرائمها المتفشية في اليمن والوطن العربي بشكل عام عبر طائرات "الدرونز"، وتحولت من راعية لحقوق الإنسان إلى القائمة بتكفين آدمية الإنسان ودفنها في كل زاوية في اليمن.

 

لم تدرج الولايات المتحدة النعمي والحميقاني ضمن الداعمين للقاعدة لأنهم كذلك، فهذه سقطة ارتكبتها أمريكا في حق نفسها، ذلك أنها انكشفت حين سارعت بإصدار هذا الاتهام بعد عقد المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان والذي نظمته منظمة الكرامة في (جنيف)في 6-11-2013م، وهي ردة فعل توحي بتخبط سياستها واستعجالها في اصدار التهم للآخرين.

 

ولأن أمريكا تسعى في سياستها الخارجية على الشك والخوف من المناهضين لعجرفتها في الوطن العربي وفكرها الامبريالي التوسعي، فهي في نفس الوقت تتوجس خيفة من الساعين لكشف الوجة الكالح لجرائمها عبر طيران "الدورنز" في اليمن وغيرها.

 

لذا فقد رصدت منظمة الكرامة والذي يرأسها النعيمي والحميقاني في تقريرها في 17 من شهر اكتوبر الماضي والمعنون بـ "ترخيص القتل:لماذا تنتهك الحرب بالطائرات دون طيار في اليمن القانون الدولي"، رصدت الجرائم التي طالت الأبرياء في مناطق متفرقة في اليمن، وقال التقرير أن هجمات الطائرات بدون طيار(الدرونز) تكاثفت في السنوات الأخيرة، وتمت تقوية البنية التحتية التي تنطلق منها هذه العمليات في اليمن والسعودية وجيبوتي".

 

وأكد التقرير أن عدد العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الأمريكية في اليمن منذ 2002 وإلى غاية 2013 ما بين 134 و234 عملية تشمل القصف بالطائرات و"الدرونز" وإطلاق الصواريخ من بارجات حربية تبحر بخليج عدن، وحسب المصادر خلفت هذه العمليات ما بين 1000 و2000 قتيل، ولم تقدم السلطات اليمنية ولا الأمريكية إلى الآن أي جرد بعدد القتلى.

 

وكانت الكرامة قد زارت في فترة مابين 2012 إلى 2013 العديد من مواقع القصف في جميع أنحاء اليمن، واستطاعت جمع العديد من شهادات الضحايا وعائلاتهم ومحامييهم.

 

وما جعل أمريكا تمتعض من تحركات الكرامة والقائمين عليها –النعيمي والحميقاني-هو إقامة مؤتمر واسع في "جنيف" الأسبوع الماضي والذي تحدث فيه عبد الرحمن النعيمي رئيس المنظمة بلهجة حادة لجرائم أمريكا في اليمن أمام صحافيين ودبلوماسيين غربيين، ووصف الحرب الأمريكية منذ عشر سنوات على ما سمي الإرهاب وصفها بالحرب "القذرة" لأنها تنطوي على انتهاكات صارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

 

ورغم أن الكرامة حسب ما قاله النعيمي تعمل "وفقاً لآليات الأمم المتحدة على فضح هذه الانتهاكات"، إلا أنها هذا العمل في قاموس أمريكا أصبح إرهاباَ حتى ولو كان النقد برجمها بالورود ما دام وهي تفضح جرائمها المشؤومة.

 

عبد الرحمن النعيمي بعد وصوله خبر وزارة الخزانة الأمريكية علق في حسابه على تويتر "إن ضمه والحميقاني للائحة داعمي "الإرهاب" جاء بسبب تقرير لمنظمة الكرامة حول الضربات الأمريكية في اليمن وتكريم المنظمة للصحفي اليمني عبد الإله حيدر شايع".

 

وقال النعيمي إن الأمر الآخر هو تقديم أكثر من ألف حالة قتل خارج نطاق القانون في مصر وما قام به العسكر من "جرائم ضد الإنسانية"، مشيراً إلى أن منظمة الكرامة تُعد تقريراً بذلك.

 

وأكد أن تحذيرات وصلت لهم بعدم التعرض لهذه الملفات، "لكن الواجب يلزمن باحترام التزاماتنا والمضي قدماً في ذلك".

 

وتبقى تهمة الإرهاب مصطلح كعصا تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية لضرب كل ظهر استوى ووقف على الحقيقة وكشف جرائمها. وفي نفيس الوقت تعرف جيدا من الرأس الذي لا زال عصي على تركيعه، وهو ما يجرها إلى إطلاق التهم بشكل عشوائي للآخرين، والدور لا يستثني أحد إذا دُرت خارج فلكها ضمن قاعدة من لم يكن معنا فهو ضدنا.

 

 

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى