مقالات

أهداف أمريكيا من اتهام أمين الرشاد الدكتور عبد الوهاب الحميقاني

 

جلال الجلال

جلال عبدالقدوس الجلال

كنت في مجلس فكري حضره صحفي أمريكي، متخصص في متابعة الإسلام السياسي في اليمن، وتحدث عن الشيخ عبد الوهاب الحميقاني أنه من انه من أذكى السياسيين في اليمن, فتعجبت من حديثه ولا اخفي أني سعدت بحديثه ولكن كانت هناك الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الكلام؟

 

زد على ذلك أن الدكتور الحميقاني أصبح يدخل في قائمة الاستفتاء عن الشخصيات الهامة في اليمن في الآونة الأخيرة.

 

ولكني عند إعلان الإدارة الأمريكية أن الشيخ الحميقاني من داعمي الإرهاب تفاجأت وتساءلت كثيراً عن أسباب هذه المزاعم، مع المعرفة الكاملة أن الرجل بعيداً كل البعد من الفكر المتطرف أو دعمه,بل فكره المعتدل هو الذي سوف يعمل على تقليص الفكر المتطرف التي تحمله أمثال تلك الجماعات.

 

ومن عرف الشيخ الحميقاني من زملائه من كافة التوجهات في مؤتمر الحوار الوطني, يعرف تماماً أن الدكتور الحميقاني من أصحاب الفكر الناضج سياسيا وفكريا, بل الصادق والشفاف ,وحدثني بذلك كثيراً من زملائه ناهيك عن الشخصيات السياسية التي عرفته.

 

أذن فما هي الأسباب التي دعت الإدارة الأمريكية لإصدار مثل هذا الادعاء المفبرك؟

للإجابة عن هذا التساؤل وغيره أقول:

أولاً: الشيخ الوهاب كان ومازال رجلاً حقوقياً وقانونياً متمكناً، يفضح بقدراته تلك التدخل الأمريكي في اليمن ,وكشف كثيراً من جرائم الأمريكان في قتلها للمدنيين في اليمن من خلال ضرب الطيارات بدون طيار عبر المنظمة العالمية لحقوق الإنسان (الكرامة) , حيث بينت تقاريرها وتحقيقاتها ضربها للمدنيين اليمنيين ,وجمعت بيانات ضحايا تلك الضربات بدلائل قوية ,تحطمت في مواجهاتها الإدعات الأمريكية لتتحول بعد ذلك بقدرة قادر إلى تهمة بدعم الإرهاب.

 

ثانياً: يعتبر الدكتور الحميقاني من السياسيين البارزين الذين رفعوا المناداة برفع الوصاية الخارجية عن اليمن, وبشكل قوي وهذا ما جعل عند أصحاب الوصاية من الخارج , ومن يريدون إستمرار الوصاية من الداخل اليمن, علامات وخطوط حمراء حول الدكتور الحميقاني تجلت بعد ذلك في هذا الادعاء الأمريكي المفبرك.

 

ثالثاً: التحالف الأمريكي الإيراني الأخير ,كان له الأثر في إصدار الإدارة الأمريكية مثل هذا الادعاء, حيث يعتبر هو السياسي الأول الذي يقف أمام تطلعات إيران في اليمن , زد موقفه الصامد مع قضية الشعب السوري… فبعد إن حاولت إيران وأياديها في اليمن عبر الدبلوماسية تحجيم دوره والتي فشلت, ورأت في الرجل حنكة سياسية لا تخدم توجهاتهم في اليمن, خلصوا إلى رمي الاتهام عبر هذا الادعاء الأمريكي المفبرك.

 

رابعاً :أمريكا تتعامل مع مصلحتها ولهذا أرادوا تقليص دور الشيخ الحميقاني الحقوقي واستبقوا اتهامه بذلك من اجل تقليص دوره الحقوقي في المستقبل في كشف جرائمهم حول استخدامهم لأسلوب ضرب الطيارات بدون طيار ضد المدنيين.

 

خامساً: اعلم إن مثل هذا الاتهام المفبرك مبني علي نوع من المكايدات السياسية ,بعد أن ظهر دور الشيخ الحميقاني في مؤتمر الحوار والذي كان للشيخ عبد الوهاب الحميقاني اليد في كشف حقيقة ما يريد الغرب وغيرهم من طبخات لقضايا الدولة وقضايا الهوية في اليمن التي تخدم مصالح قوي سياسية ومنظمات حقوقية محسوبة على الغرب.

سادساً: ضرب الإسلام السياسي في اليمن المناهض للتدخل الأمريكي في اليمن ويحسبون أنهم بهذا الاتهام أنهم سيجمدون دور الدكتور الحميقاني في العمل السياسي, الذي لا و لن يخدمهم تواجده في العمل السياسي في الفترة القادمة, بعد أن لاحظوا قوة الطرح القوي والمؤثر في قضايا الشأن اليمني, فهم لا يريدونه أن لا يكون جزءاً من الفترة القادمة بالذات بعد الشعبية المتزايدة في أوساط المجتمع اليمني التي أظهرتها بعض الاستفتاءات الصحفية.

 

سابعاً: أمريكا لا تزال حريصة على إفشال وتشويه الإسلام السياسي في المنطقة وفي اليمن وضرب منظريه حيث يعتبر الدكتور الحميقاني من اكبر منظريه المعتدلين فأردوا تشويه عبر تداعيات هذا الاتهام ..

 

وأخيراً وليس أخراً أمريكا تريد إسكات الحقيقة عبر الاتهامات المفبركة ,ولكن الحقيقة أبت إلا أن تظهر عبر الاتهام الذي هو عبارة عن تلفيقات كاذبة التي لا يعجز عنها احد في فبركتها بدون دليل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى