مقالات

من هو العميل لأمريكا ؟

كاتب وباحث سياسي
كاتب وباحث سياسي

رضوان السماوي

ايران وشيعتها في المنطقة هذه الأيام تحرص كثيراً على عرض نفسها كجيش حامي لأمريكا من القاعدة ومقاتل عنيد لها في العالم العربي والإسلامي، يحدث هذا في العراق فنجد أن المالكي وكل قنواته الاعلامية والمناصرة له كالعربية وسكاي نيوز تؤكد أنهم يُقدمون أنفسهم كخطوط دفاع أمامية وأدوات بيد الامريكان للحرب على الجماعات الجهادية.

 

 وقد اعلنت امريكا عن تقديمها اسلحة متطورة للمالكي للحرب على الجماعات “الارهابية” ونفس الخطاب نجده يتكرر في سوريا فقد قال وزير الخارجية الروسي”لافروف” انه لابد وان تكون من نتائج مؤتمر جنيف 2 ان تتجه السلطة والمعارضة السورية للحرب على “الارهاب”، وكان قد طالب المؤتمرون في قمة الثمان التي انعقدت في بريطانيا ان تتجه السلطة والمعارضة المعارضة المعتدلة للحرب على الارهاب وقد قال بالأمس وزير الاعلام السوري الزعبي ان من أهم مقررات جنيف يجب ان يكون الحرب على “الارهاب”.

 

وقد أورد سامي كليب في تقرير له على قناة الميادين ان امريكا وروسيا وكل ما سماه المجتمع الدولي توافق بوجوب الحرب على الارهاب ومن اول يوم والنظام السوري يقدم نفسه كمحارب متمرس “للإرهاب”.

 

 كما أن حزب الله في لبنان ما فتئ يقدم نفسه كحامي للتوازن ومحارب قوي وعنيد “للإرهاب” فقد كان له دور في الحرب على جماعة فتح الاسلام كما كان له دور في التحريض والحرب على الشيخ احمد الاسير كما ان حسن نصر الله دخل الى سوريا للحرب على الجماعات الارهابية بعد ان اعلنت امريكا جبهة النصرة جماعة ارهابية، وقال انه على استعداد للقنال بنفسه في سوريا.

 

 يحدث هذا في اليمن فقد أوردت قناة المسيرة أن من تسميهم “انصار الله ” هم الأجدر والاقدر على حرب من يُسمونها “الجماعات التكفيرية”، كما أن جماعة الحوثي تظهر نفسها كبديل قوي وقادر على حرب القاعدة، ويحرصون على وصف الجماعات الجهادية بالتكفيرية كحرص امريكا على وصفهم بالجماعات الارهابية.

 

 بالمقابل لم نسمع أن امريكا اعلنت ايران دولة ارهابية ولم نسمع انها اعلنت اي تنظيم شيعي كجماعة ارهابية وقامت بتجميد امواله أو حبس كوادره في غوانتنامو أو حبس الكوادر الشيعية في مختلف سجون الانظمة بتهمة الارهاب في العالم العربي والاسلامي، كما اننا لم نسمع أن أي تنظيم جهادي اعلن عن استعداده للتحالف المباشر او الغير مباشر في الحرب على ايران وشيعتها في المنطقة.

 

بالطبع قد تستفيد الجماعات الجهادية من أي مواجهة مسلحة كانت او ستكون بين امريكا والنظام الايراني وشيعته في المنطقة، لكن أن يكون هنالك اتفاق مسبق او ترويج اعلامي من تلك التنظيمات بأنها البديل المناسب للحرب على الجماعات الشيعية في المنطقة خدمة لأمريكا واسرائيل ولا توجد اي ادبيات او اصدارات تؤكد مثل هذا الطرح.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى