محلية

باحث في شؤون الجماعات المسلحة: التوسع الحوثي جزء من مشروع التشيع السياسي الذي يهدد الأنظمة السياسية في الجزيرة العربية

صورة معبرة من الارشيف
صورة معبرة من الارشيف

 

الرشاد برس-أمجد خشافة

قال باحث يمني في شؤون الجماعات المسلحة إن التوسع الذي تنتهجه جماعة الحوثي في اليمن لا يمكن أن قراءته بعيدا عما يحدث في المنطقة باعتبار أن هناك عدة نماذج في الدول العربية كالنموذج العراقي المتنامي بمخاطره على الجزيرة، ونموذج الاحتراب السوري المتلاحم مع الشعب، والنموذج اللبناني كأول نسخة شيعية مسلحة في العالم العربي، وكذلك الحراك الثوري في البحرين والكويت والذي حاول أن يحرك أطرافا مضادة ليصنع معها صراعا سياسيا طائفيا في الخليج حيث يمتلك الحماية اﻹقليمية من الظهر، لكنه فشل في خلق نواة مضادة تهيئ لحالة صراع مسلح.

 

وفي حديثه لـ”الرشاد برس” تحدث الباحث في شؤون الجماعات المسلحة آدم الجماعي عن مخاطر هذه النماذج في المنطقة حيث قال”عندما نجمع هذه النماذج من النسخ الشيعية نخرج بالنتيجة البدهية بأن التوسع الحوثي هو جزء من مشروع التشيع السياسي الذي يهدد الأنظمة السياسية في الجزيرة العربية، في حين يراه السياسيون في المنطقة أنه توسع مذهبي فكري شأنه كشأن أي ظاهره اجتماعية، وهذه شرخة كبيرة في الذهنية الحاكمة إذ أنها لم تقرأ المشهد العراقي واللبناني قراءة واقعية، ولم تع درس الحراك الثوري في شرق الجزيرة جيدا.

 

وأضاف أن حركة التوسع الحوثي تداعى في شمال اليمن في أبعاد متعددة أولا والمذهبية ثانيا، حيث استطاعت الحركة أن تبني نظاما سياسيا يتعاطى مع الحكومة اليمنية بصيغة رسمية وسيادة سلطة مركزية وهكذا مع المملكة السعودية.

 

ومن هنا نقرأ المشكلة لهذا التوسع بوضوح بأنه يمثل بناء مكون سياسي وعسكري في شمال اليمن يحتفظ بولائه الوطني الذاتي، وينتمي تنظيميا وفكريا لنماذج التشيع السياسي خارج اليمن، وله تمويله الخارجي ودعمه السياسي واﻹقليمي بأي طريقة أو شكل.

 

واعتبر الجماعي أن الإشكالية تكمن في أن التمدد الحوثي يشكل تهديد مباشر لكل فصائل المجتمع الدينية والقبلية والسياسية..حيث تمارس العنف بكل أشكاله ضد من لا يوافق سياستها، أو يقف أمام غطرستها ولو من الوسط الشيعي الزيدي، وهذه القوة والغطرسة قد خولتها أن تكون خصما سياسيا للنظام اليمني واﻷحزاب السياسية المشاركة بالسلطة، وتهدد نجاح التحول السياسي إذا وقف ضد توسعها المسلح.

 

وأما خطر جماعة الحوثي المسلحة على دول الجوار والمنطقة يؤكد أن التهديد يكمن في توفير بيئة جغرافية تصنع منها نسخ شيعية خارج البلد وتمولها وتشجعها وتستقطب ولاءات لتغذيها بكل مقومات الظهور السياسي.

 

 

موقف التيارات السنية تجاة التمدد الحوثي

 

وفيما يتعلق بموقف الجماعات الإسلامية السنية يعتبر آدم الجماعي  أنها مرهونه بجدية التقييم السياسي للوضع القائم بكل أشكاله، ومن جهة أخرى يمكن اكتشاف الخيارات المستقبلية من الواقع المتحرك للحركات اﻹسلامية، والذي يظهر عليه في الخطاب اﻹعلامي مؤشرات القلق والاستنكار للتوسع الحوثي. وإلى اﻵن لم نلمس خيارا سياسيا واضحا لتجريم التوسع الحوثي..يستند إلى الدولة والقانون. ولم نقف أمام مشروع مناهض للتوسع الحوثي بنفس الكيان والقوة.. هناك خيار اضطراري وهو الدفاع عن النفس ليس إلا.

 

واستدرك بقوله لكن بمكونات متفرقة، وهو نفس الحالة المتكررة للقبائل والمناطق والمتساقطة واحدة تلو اﻷخرى، وخيار الاضطرار يختلف بنتائجه عن الخيارات المدروسة بكل وسائل الجاهزية.

 

وعلى الرغم من القوة التي تمتلكها المكونات الإسلامية والقبلية لمواجه التمدد الحوثي غير أنه -حسب توصيف الباحث أدم الجماعي- الخيار المستقبلي غير مدروس عمليا لعامل رئيس وهو أن كل قبيلة أو منطقة أو حركة ترى إلى قدراتها الذاتية فقط، ولم تفكر بتكامل القدرات وتوحيدها مع اﻵخرين، ولعامل آخر أنهم ما زالوا مقتنعين بواجب الدولة في حمايتهم وأنها هي من تملك خيار المواجهة وبسط النفوذ، في حين أن الدولة تعمل على سحب كل الذرائع وإيجاد المبررات لعدم التدخل باعتبارها نزاعات مسلحة وتتحول إلى وسيط للمصالحة والهدنة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى