مقالات

فضل رمضان

بقلم / جميل ناصر

فضل الله تعالى شهر رمضان على باقي أشهر السنة كما فضل البيت الحرام على باقي الأماكن في العالم بأسره، فهو شهر الصوم الذي يعدّ أحد أركان الإسلام الخمس وأحد أعظم العبادات التي من الممكن أن يتقرّب بها الإنسان إلى الله تعالى. كما نزل القرآن الكريم لأوّل مرةٍ في ليلة القدر التي تعتبر أعظم الليالي في شهر رمضان وفي السنة كافةً، فعلّم جبريل عليه السلام أوّل آيات سورة العلق للرسول صلى الله عليه وسلم فيها وهو معتكفٌ في غار حراء، فكانت بداية دعوته صلى الله عليه وسلم للإسلام.

فضل شهر رمضان الكريم….

لشهر رمضان المبارك العديد من الفضائل المختلفة التي تجعل من رمضان فرصةً لا تعوّض لمن يبحث عن مرضاة الله تعالى، فصيام رمضان لرمضان يكفّر ما بينهما في حال اجتناب الكبائر، وهو شهر العتق من النار، ففيه يعتق الله تعالى عباده من النار في كلّ ليلةٍ من لياليه. كما تصفد الشياطين فيه فلا تكون وسوستهم للناس كما هي في غير رمضان، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف هذا الشهر الفضيل: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ : صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ) [صحيح الترمذي]. ليالي شهر رمضان المبارك هي أعظم الليالي في العام بأسره، فيُضاعف فيها الأجر وتتنزل الرحمة على عباد الله المخلصين، لهذا حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على قيام تلك الليالي، والإكثارمن الطاعات فيها وخاصّةً العشر الأواخر من هذا الشهر من أجل تحرّي ليلة القدر المباركة، والتي هي أفضل الليالي وأكثرها بركةً ورحمة، فليلة القدر خير من ألف شهر.
واما العبادات في شهر رمضان من عرف فضل هذا الشهر العظيم وما فيه من الرحمة والمغفرة حرص على استغلال كلّ ثانيةٍ منه في العمل والطاعة، بدلاً من الكسل الذي يعيشه المعظم في نهار وليل رمضان.

كان الصحابة رضي الله عنهم يتنافسون فيما بينهم ويحرصون على الزيادة في أداء مختلف الطاعات في رمضان، فقد شهدوا بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الغزوات في هذا الشهر الفضيل.

لهذا على المسلم أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، فيبدأ بالتوبة والاستغفار، ويتحلى بالصبر والأخلاق الحميدة في هذا الشهر الفضيل، ويزيد من الطاعات والقيام في لياليه، ومن المهم أن يستمر المسلم في العبادة والطاعة فيما بعده أيضاً، فلا يكون رمضان موسماً يُعبد فيه الله تعالى فقط دون غيره، وعليه أيضاً في المقام الأول أن يخلص النية في هذه الأعمال كلّها لله تعالى كي يكون له الأجر العظيم والمغفرة والعتق من النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى