مقالات

حذارِ.. الخمس قنبلة انشطارية

بقلم/خالد الرويشان

الخُمُس سيقسم البلاد أخماساً فوق انقساماتها!
وسيشطّرُ الشعب أعشاراً فوق انشطاراته!
لذلك يجب إلغاء فكرة الخُمُس!
وأسبابي في ذلك دينية ووطنية واجتماعية
ولا أعرف من هو العبقري الذي اقترح إثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت بينما يتزلزل العالم ويرتج بسبب التمييز العنصري بكل ألوانه في مدن العالم وعواصمه!
واليمن لا تنقصها الفتن وأسبابها!
ولا تنقصها كذلك منغصات التمييز وحماقاته
ولو تم تطبيق الخُمُس في أي بلد في عالمنا اليوم لكان ذلك فتيلاً لقنبلة انشطارية ستودي بذلك البلد ومن فيه!
ورد الخُمُس في آيةٍ واحدة فقط في القرآن الكريم في سياق غنائم الحرب مع غير المسلمين عكس الزكاة مثلا التي وردت في آياتٍ كثيرة باعتبارها ركناً من أركان الإسلام
ولم يتم تطبيق الخُمُس في عصر الخلفاء الراشدين ولا في عهود الخلافة الأموية ولا الخلافة العباسية التي طالت لمدة 600 سنة ولا الخلافة العثمانية التي قاربت 800 سنةولا حتى في عهود الخلافة الفاطمية ذاتها!
والأرجح أن الخُمُس بتفسيرات المذاهب والمصالح والفقهاء والمطامع والتأويلات المتعددة التي اتسعت حتى طالت معظم مافي باطن الأرض وظاهرها لم يتم تنفيذه طوال التاريخ الإسلامي لأن ذلك التأويل الشّرِه كان سيتسبب في فتنة إضافية بين المسلمين الذين كانوا أصلاُ يتقاتلون في معظم عهودهم على السلطة طوال مئات السنين!
وفي النهاية فإن الخُمُسَ ليس ركنا من أركان الإسلام ولا ركناً من أركان الإيمان وورود كلمة الخُمُس في القرآن الكريم جاءت لظرفٍ محدد وهو غنائم الحرب مع غير المسلمين شأن ذلك مثلاً إشكالية الإماء والعبيد في قوله تعالى ” إلاّ على أزواجِهمْ أو ما ملكَتْ أيمانُهُمْ ”
فهل يوجد اليوم مسلمٌ واحد من بين مليارَي مسلم في العالم مايزال يمتلك إماءً لمجرد ذكر ذلك في القرآن الكريم!؟
القرآن الكريم هنا في مسألة الجواري والإماء والعبيد أقرّ واقعاً اجتماعيا مؤقتا كان موجوداً ولم يُشرّعه أو يفرضه بل عمل على إزالته!
وبالمناسبة .. لاتوجد دولة عربية أو إسلامية في العالم كله تطبق الخُمُس!

المواطنة المتساوية واحترام القانون والمعرفة الإنسانية قيمٌ تحكم عالَمنا اليوم
ولن يخرج اليمن من بئر دمائه ومستنقع صراعاته إلا عبر هذا البلسم الذي هو في النهاية ذروة التقدم الإنساني وثمرة كفاحه منذ آلاف السنين!
ولن يصح إلاّ الصحيح!
“وأمّا ما ينفع الناس فيمكثُ في الأرض”
نريدُ يمناً كبيراً واحداً لا أخماساً ولا أسداساً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى