تقارير ومقابلات

الميلشيا تصادر فرحة الناس وأسرهم بالعيد…


الرشاد برس تقارير ومقابلات
وضع بائس ومعاناة كبيرة ودائمة يعيشها المواطنون في مناطق سيطرة ميلشيا الحوثي الانقلابية منذ بدء اجتياحها للمدن والمحافظات، وفي العيد تتضاعف المعاناة أكثر، حيث لا ملامح لفرح العيد، إلا ما تيسر على وجوه الصغار في محيط منازلهم بدلا من الحدائق العامة والمنتزهات.
في حضور الميلشيا تبدل العيد وفرحه الدائم – إلى جحيم وكبت وتقييد – الذي كان هو آخر ما يملكه الناس وأطفالهم وأسرهم في العام مرتين، باعتبار ذلك جزء من تقاليد وعادات مناسباتية اعتادوا عليها.
الميلشيا الحوثية الانقلابية، لم تترك حتى فرح المناسبات السنوية للناس، إذ عمدت لسرقة ومصادرة فرحهم، بجعل العيد بلا نزهة وحدائق وفسحة، حيث ضاعفت من ضغطها الرقابي المتطرف، بل ذهبت لمنع وحرمان الناس وأسرهم من استحقاق نزه العيد في الحدائق العامة والمنتزهات التي اعتادوا عليها.
مصادر متعددة في إدارات الحدائق والمنتزهات العامة تحدثت عن تراجع عدد الحدائق والمتنزهات منذ 4 أعوام من 55 إلى 20 حديقة عامة ومفتوحة بفعل الإهمال المتعمد من قبل مليشيا الحوثي وابتزازها ومضايقتها للمستثمرين في مجال الملاهي.
المضايقات المستمرة والوحشية الحوثية، اجبرت الناس وأسرهم على التزام المنازل وقضاء الأعياد فيها، تسبب ذلك بتراجع أعدد زوار الحدائق والمتنزهات العامة بأمانة العاصمة إلى نسبة 70% عن الأعوام التي سبقت لاقتحام مليشيا الحوثي لصنعاء ومدن يمنية أخرى بقوة السلاح.
وتؤكد المصادر أن أكثر من 55 حديقة مفتوحة وعامة في العاصمة صنعاء كانت، تفتح أبوابها في مثل هذه الأيام لاستقبال ما يزيد على مليونين ونصف المليون زائر من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء ومدن أخرى محاذية للعاصمة قبل اندلاع حروب مليشيا الحوثي.
خلق هذا الضغط والوحشية الحوثية وضعا بائسا في أوساط المواطنين، إذ وسع وضاعف من حالة تدهور الوضع النفسي والمعنوي، وزاد من حالة الاكتئاب والمرض النفسي.
حدائق ومتنفسات صنعاء لم تعد هذا العيد قادرةً على رسم بسمة غائبة حتى على الأطفال، تلك هي الجمل التي يرددها المواطنون، بسبب ما خلفته ميلشيا الحوثي الانقلابية في المنتزهات والحدائق وتحويلها إلى ثكنات قتالية، والتي كانت في السابق متنفسا لهم ولعوائلهم، فيما لم تعد اليوم قادرة على التخفيف ولو قليلاً من معاناتهم، جراء الأوضاع المعيشية الصعبة.
الحدائق والمتنزهات التي شُيدت في عدد من مديريات الأمانة، بدلا من أن تتحول إلى متنفسات للترويح عن النفس وتغيير الجو والهروب من الالتزامات والضغوط المعيشية القاسية التي خلفتها حرب المليشيا العبثية، تحولت اليوم إلى تعكير صفو اليمنيين.
وتوضح المصادر أن الأوضاع التي آلت إليه اليوم مثل هذه الأماكن لا تسرّ أحداً، بل وتبعث على الأسى والحزن العميق، حيث باتت معظم حدائق ومتنفسات العاصمة مواقع لعناصر ميلشيا الحوثي الانقلابية المدججة بالسلاح.
ابتزاز المستثمرين في مجال الترفيه….
تعرض مستثمرون بالمجال الترفيهي ومُلّاك حدائق بصنعاء لحملات اعتداءات وابتزازات واسعة من قبل ميلشيا الحوثي الانقلابية، تحت مبررات وأسباب عدة، على رأسها عدم إيفائهم بدفع إتاوات وجبايات غير قانونية للميليشيا، بالإضافة إلى تكرار عمليات الاستهدافات والنهب والسلب التي نفذتها وتنفذها الميليشيا بحق مالكي الحدائق والمستثمرين.
ووصل إجمالي عدد العاملين بجميع حدائق ومتنزهات العاصمة صنعاء في عام 2013 إلى أكثر من 3 آلاف موظف، ما بين مشرف ومهندس وفني وعامل وحارس وبستاني، فيما تراجع أعدادهم اليوم إلى قرابة 830 موظف، نتيجة الأوضاع المأساوية التي شهدتها البلاد جراء انقلاب مليشيا الحوثي.
ويرجع سبب تعطيل هذه الحدائق والمنتزهات العامة الحكومية والخاصة إلى نهب الميليشيا لمعظم صناديق أمانة العاصمة الإيرادية، كصناديق البلديات والبيئة والنظافة والتحسين وغيرها.
وتعمد الميلشيا لسياسات التطفيش في حقّ مالكي الحدائق والمتنزهات، حيث دفع العشرات من الشباب والأطفال المرتادين للحدائق العامة بصنعاء حياتهم ثمناً لذلك في منتصف العام الماضي، شهدت حديقة السبعين حادثاً أليماً يُضاف إلى مآسي اليمنيين المتعاقبة نتيجة حروب المليشيا الحوثية.
في حين أكد مستثمرون في حدائق ومتنزهات بصنعاء انهم يتعرضون لعمليات ابتزاز ونهب واسعة من قبل مجاميع تابعة للميليشيا تجبرهم بشكل متواصل على دفع مبالغ شهرية للحوثيين.
وخلال الفترات الماضية أطلق مستثمرون محليون بصنعاء نداءات ومناشدات لإنقاذهم وحمايتهم من جور وبطش الميليشيا التي سعت وتسعى بشكل مستمر لاستهدافهم ضمن مخططها الرامي للقضاء على ما تبقى من الاستثمارات داخل البلاد، لكن من دون جدوى.
سبتمبرنت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى