تقارير ومقابلات

أهم بنود الاتفاق النووي الإيراني ولماذا يريد ترامب الخروج منه؟


الرشاد برس تقارير ومقابلات
لم يخف الرئيس الأمريكي، طوال حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض في العام 2016، غضبه واستياءه لتوقيع بلاده الاتفاق الدولي مع إيران لوقف تخصيب اليورانيوم في العام 2015 والذي وصفه مرارا “بالسيء جدا”
وتعهد ترامب مرارا بالانسحاب منه حال وصوله لمنصب الرئيس. وها هو منذ عدة أشهر يشن حملة شعواء على إيران، متهما إياها برعاية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وتطوير برنامج صواريخ طويلة الأمد قادرة على حمل رؤوس نووية وكيميائية، ويهدد بعدم تجديد التزام واشنطن بالاتفاق ما لم يتوصل إلى اتفاق جديد يملأ ثغرات الاتفاق القديم الممضي في ولاية سلفة باراك أوباما، ويحجم إيران.
موقف مغاير…
موقف الرئيس الأمريكي لا يروق للأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق – روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا – وبخاصة حلفاؤه الأوربيون الذين يرون بأن الخروج منه يعطي إيران ذريعة للتخلي عن تعهداتها واستئناف برنامجها.
الرد الإيراني كان مغاريرا اعتبرت طهران بأنها قدمت تنازلات عديدة وأكثر من اللازم للغرب في هذا الصدد وليس في نيتها الدخول في جولات جديدة من المفاوضات الشاقة مع الولايات المتحدة.
فما هو هذا الاتفاق ولماذا يريد ترامب الانسحاب منه؟
أهم بنود الاتفاق….
زيادة مدة إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنبلة نووية حتى عشر سنوات كحد أقصى بدلا من شهرين.
خفض عدد أجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين خلال عشر سنوات والسماح بتشغيل 5000 جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز بنسبة 3,67 بالمئة خلال فترة 15 عاما.
خفض المخزون الإيراني من اليورانيوم الضعيف التخصيب من 10 آلاف كيلو غرام إلى 300 كيلو غرام على مدى 15 عاما.
عدم بناء أية منشآت نووية جديدة طيلة 15 عاما
تكليف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة منتظمة لجميع المواقع النووية الإيرانية وكل الشبكة النووية بدءا من استخراج اليورانيوم وصولا إلى الأبحاث والتطوير مرورا بتحويل وتخصيب اليورانيوم. وتمكين مفتشي الوكالة من الوصول إلى مناجم اليورانيوم وإلى الأماكن التي تنتج فيها إيران “الكعكعة الصفراء” (مكثف اليورانيوم) طيلة 25 عاما
تمكين مفتشي الوكالة من الوصول لمواقع عسكرية غير نووية بشكل محدود في حال ساورتهم شكوك في إطار البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
مفاعل المياه الثقيلة الذي هو قيد الإنشاء في آراك سيجري عليه تعديلات كي لا يتمكن من إنتاج البلوتونيوم من النوعية العسكرية.
العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الأسلحة ستبقى خلال خمس سنوات لكن يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يمنح بعض الاستثناءات. وتبقى أي تجارة مرتبطة بصواريخ باليستية يمكن شحنها برؤوس نووية محظورة لفترة غير محدد
رفع كل العقوبات الأمريكية والأوروبية ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني، وتستهدف القطاعات المالية والطاقة -خاصة الغاز والنفط والنقل.
أسباب ترامب للانسحاب من الاتفاق
يرى ترامب أن الاتفاق النووي مع إيران “سيء للغاية” وأن المفاوضين الأمريكيين لم يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية في الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة. وفي 13 تشرين الأول/أكتوبر 2017 أثناء خطابه عن “إستراتيجيته تجاه إيران” قال ترامب: “إن العقلية التي كانت وراء هذا الاتفاق هي نفس العقلية المسؤولة عن توقيع الكثير من الاتفاقات التجارية في الأعوام الماضية التي ضحت بمصالح الولايات المتحدة التجارية وغلبت مصالح دول أخرى وأضاعت ملايين فرص العمل على أبناء وطننا” وأضاف: “نحن بحاجة لمفاوضين يدافعون بقوة عن مصالح الولايات المتحدة”
وصرح ترامب أكثر من مرة في لقاءاته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومن قبله المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن هذا الاتفاق وفر أموالا طائلة لإيران فاقت المئة مليار دولار وأن طهران “استخدمتها في تمويل الإرهاب” في إشارة إلى الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الأمريكية والأوروبية منذ عقود.
السبب الثالث، من وجهة نظر ترامب، هو أن الاتفاق لا يتوافر على أية ضمانات لفترة ما بعد انتهاء صلاحية الاتفاق العام 2025. وفي 30 نيسان/أبريل الماضي قال ترامب: “في غضون سبعة أعوام سيصل الاتفاق لنهايته وستتحرر منه إيران ويكون بمقدورها إنتاج أسلحة نووية” وهو أمر لا يمكن قبوله من وجهة نظره
السبب الرابع هو أن الاتفاق لا يحمل بعدا إقليميا ولا ينطوي على أية نقاط تكبح الطموح الإيراني للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ورغم توقيع الاتفاق منذ ثلاث سنوات استمر النظام الإيراني في تغذية الصراعات والإرهاب في الشرق الأوسط حسب الرئيس الأمريكي. وهو سلوك يوضح من وجهة نظره أن إيران لا تحترم روح الاتفاق، فما زالت تطور برنامجها للصواريخ الباليستية الموجهة طويلة الأمد وهو ما يهدد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة كما أن التدخل الإيراني في سوريا لصالح نظام بشار الأسد يعد أمرا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة.
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى