مقالات

الرشاد.. والمحطات الوطنية الفاصلة.!

بقلم/صلاح الدين الأسدي

……………………………………………………………………………

-بعد سنوات من دراسة جدوى الدخول في المعترك السياسي وتحقيقاً للمصالح المعتبرة شرعا والمستحقة قانونا للمواطن اليمني في عموم محافظات الجمهورية قرر عدد كبير من العلماء والسياسيين والإعلاميين والحقوقيين ونخبة متنوعة من المجتمع اليمني تشكيل اتحاد سياسي جديد له فلسفته ورسالته وأهدافه الخاصة المنطلقة من وحي الدين الإسلامي الحنيف والمحافظة لعادات وتقاليد الشعب اليمني العظيم، ومواكبة للرؤى العصرية الحديثة في بناء الدولة والارتقاء بمستوياتها الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية والعلمية.

في ذروة التجاذبات السياسية التي اعقبت ثورات الربيع العربي مر اتحاد الرشاد بمحطات اختبار فاصلة في مسيرته النضالية القصيرة بحساب الزمن والكبيرة بحساب الأثر بدأت تلك المحطات بالجلسات الأولى لمؤتمر الحوار الوطني ونسبة التمثيل التي أجحف بها مقارنة بثقله في الميدان، مع ذلك فقد فاجأ الحزب بدوره البارز والفاعل داخل فرق مؤتمر الحوار الوطني كل اليمنيين والمتابعين لنشاط هذا الكيان الجديد، فلم يجده المراقبون إلا حيث تكمن مصلحة اليمن لا مصلحة الحزب، وحيث مصالح المواطنين لا مصالح الأشخاص.

حينما كان الآخرون يهرولون إلى التنازل عن جزء كبير من هوية اليمن مهادنة ومجاملة لمصالح حزبية ضيقة ويتسابقون إلى مصافحة من تلطخت أياديهم بدماءالأطفال والمدنيين في قرى دماج، كان لاتحاد الرشاد موقفاً واضحاً وحازماً وجلياً مما يحيكه الحوثي والجهات الإقليمية والدولية الداعمة له، انعكست تلك المواقف في خطابات ممثلي الرشاد بمؤتمر الحوار الوطني وترجمتها جماهير الحزب في الميدان من خلال المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي شهدها شارع الستين.

اتفاق السلم والشراكة هو الفخ الآخر والمحطة الثانية التي حاول الحوثي من خلالها فرض مالم يقبل به المتحاورون في مؤتمر الحوار الوطني تحت فوهات البنادق، وكان للرشاد حينها تحفظات على مضمون الاتفاق ووجهة نظر تجاه التحركات العسكرية للمليشيات الحوثية واقتحامها للمؤسسات والوزارت والقطاعات العامة والخاصة، أثبتت متوالية الأحداث صحة تلك التخوفات.

رغم المساحة الرمادية الكبيرة التي لجأت إليها بعض الأحزاب السياسية اختار اتحاد الرشاد أن يكون واضحا في دعمه للشرعية ممثلة بالرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، اختار الدولة والنظام والقانون والمؤسسات المعترف بها في المحافل الدولية، ولم يختار المليشيات التي تؤمن فقط بشريعة الغاب مع علمه المسبق أن أفراده سيدفعون ثمن هذه المواقف الوطنية وهو ماحصل بالفعل من احتلال وتفجير وتدمير لمقرات ومنازل القيادات العليا في الحزب واقتحام لقنواته ومؤسساته الإعلامية.

حتى اللحظة يقبع الكثير من أعضاء الحزب في سجون المليشيات الحوثية بينما يجابه الآخرون المليشيات في جبهات ومتارس الجيش الوطني، يقدم الحزب الشهداء والجرحى ولسان حاله يقول لليمن الحبيب:وهل يغلى عليك دمُ؟!

هذا هو الرشاد بسياسته الواضحة ذات الانتماء الحقيقي إلى هوية وبنية اليمن، لم ولن يكل أو يمل في تحقيق طموحات أبناء الشعب اليمني بالوسائل السلمية والمشروعة وهو يدرك ذلك منذ تأسيسه.

بدد الرشاد بمواقفه الوطنية وانتمائه العروبي والإسلامي، كل التخوفات والتكهنات التي كانت تحاك ضده من القريب والبعيد عبر المنابر الإعلامية المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، وأثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه الرائد الذي لايكذب أهله.

سبع سنوات منذ الانطلاقة المباركة الأولى لهذا الحزب العظيم وماتزال مسيرته زاخرة بالبناء والعطاء والتضحية من أجل وطن يتسع للجميع، تسوده الحرية والأمن والأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى