مقالات

دعوة وسياحة

 

أديب وكاتب سياسي
أديب وكاتب سياسي

بسام الشجاع

 لأن لنا رؤية تسابق الزمان ولا تتوقف عند جدار المكان .اتجهنا الى محافظة المحويت الواقعة شمال غرب العاصمة صنعاء على بعد (111 كم)، وترتفع عــن مستوى سطح البحر بـ (2100 متر) وعلى خط طول (43-44) شرقاً وعلى خط عرض (15-16) شمالاً، تحدها من الشرق والجنوب محافظة صنعاء، ومن الشمال محافظة حجة، ومن الغرب محافظة الحديدة وكان لسان حالنا كقول القائل:.

 سَلَكنا الفَيافي وَالقفار عَلى النَجب **** يَحدو بِنا الأَشواق لا حادي الرَكب

 فَنَهوى عَلَيهِ بِالعشية وَالَّذي ****َ يليها مِن اللَيل البَهيم عَلى القَتب

 يَلذ لَنا أَن لا يَلذ لَنا الكَرى **** لَما خالَطَ الأَرواح مِن خالص الحُب

 وهناك في المحويت يختلج الوجدان وتتزاحم الأوصاف وتتشتت الأذهان حينما تمر على مشاهد الروعة والجمال من حولك ،حينها يتعذر اللسان عن وصف الطبيعة الخلابة , لكن ربما ستحفر في ذاكرتك خفايا ذلك الوصف لتجعل منك شاعراً وفناناً تنسج أجمل الكلمات وأعذب الألحان وترسم لوحة فنية نادرة لهذا المشهد لتكون ينبوعاً من العطاء لا ينضب كينابيع مياه المحويت المتدفقة والتي لا تقل سخاءً عن ساكني تلك البيوت المتناثرة كاللآلئ المرجانية على خمائل سندسية خضراء فاتنة الجمال.

 

 ورغم أن محافظة المحويت لم توفى ولو بالشيء اليسير من حقها كمحافظة سياحية ساحرة الجمال وأثرية وتاريخية الا أنها ستظل تلتمس شموخها من جبالها الخضراء القابعة في أحضان الأرض الطبيعية والملامسة للسماء بوقت واحد , من بين المساكن الأثرية والمباني التاريخية طالعتنا لوحة حزب الرشاد اليمني لتزيدنا تأكيداً على عراقة النفوس الأبية عمق الصلة بالهوية, وكل ما سيذكر من ترف وجمال وحسن ودلال، انعكس كرما وجوداً ومحبة ولطفاً على أهل المحويت هناك في المحويت دون غيرها أذا وضعت قدمك على تربتها جاءت السحاب لابسة جلباب الحياء لتلقي لك أجمل تحية لأنك صرت ضيفاً لها وإذا ما سقط الضباب على صفحات فأعلم أنه يمنحك قُبلاً خاصة تهدى لكل من ترفع عن سفاسف الأمور وحلّق بجناحية في باذخ العلياء. هي وحدها دون غيرها تستحق أن تكون سيدة الزمان الفتّانة بجمالها، الأخّاذة بفنّها، كيف لا وهي مهبط العشاق وقبلة الزائرين حنين المغرمين وأغنية الحالمين.

 

 ورغم صغر مساحة المحويت وقلة الخدمات فيها إلا أنها بكل تغنج ودلال استطاعت أن تأسر قلوب الذين يختلسون النظرات الى مفاتنها المفعمة بكل آيات الجمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى