تقارير ومقابلات

واشنطن تمنح إسرائيل ضوءا أخضرا لضم الضفة الغربية ..

الرشاد برس | تقارير

قال أكاديميون وخبراء فلسطينيون، إن شرعنة الولايات المتحدة الأمريكية، للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، ينهي وجود السلطة الفلسطينية، ويمنح إسرائيل، ضوءا أخضرا لضم أجزاء واسعة من الضفة.
وأجمع الخبراء، في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، على أن القرار المخالف للقانون الدولي، من شأنه “فتح شهية إسرائيل للتوسع الاستيطاني”، داعين إلى اتخاذ موقف عربي موحد، لمواجهة الإعلان الأمريكي.
والإثنين أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي، أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة “مخالفة للقانون الدولي”.
وندد الفلسطينيون بالقرار، ووصفوه بغير القانوني، والمتنافي مع القرارات الدولية.
وتجري فلسطين، مشاورات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لبحث الموضوع.
وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في مؤتمر صحفي الثلاثاء إن بلاده ستطرق أبواب كل المؤسسات الدولية، بدءا من المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان للتصدي للإعلان الأمريكي.
وقال إن القرار الأمريكي، بمثابة “خطر على الأمن والسلم الدوليين”، مضيفا:” الولايات المتحدة بإعلانها أن الاستيطان شرعي، فتحت أبواب للعنف والتطرف والفوضى وإراقة الدماء”.
**لا تمثيل فلسطيني
يقول أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في مدينة جنين (شمال)، إن للإعلان الأمريكي، “تداعيات سياسية واضحة، لا تعترف بأي تمثيل للفلسطينيين، وتنهي عملية التفاوض”.
وأضاف يوسف في حديث خاص لوكالة الأناضول:” ميدانيا، تعطي الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لإسرائيل للتوسع الاستيطاني، والضم وتهجير الفلسطينيين، واستكمال عملية بناء الجدار الفاصل الإسرائيلي”.
وتابع:” واضح أن هناك سباق مع الزمن لحسم قضايا هامة، قبل الإعلان عن الخطة الأمريكية لعملية السلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا بخطة صفقة القرن”.
وقال:” الأحادية الأمريكية والإسرائيلية، لا تريان أن هناك مفاوض فلسطيني حقيقي، وأن التفاوض مع الفلسطينيين غير مجد، ويجب أن تحل القضايا المصيرية بحسمها دون الرجوع للجانب الفلسطيني والعربي”.
ووصف المواقف العربية والدولية تجاه الإعلان بالخجولة، وقال:” يبدو أن العالم يرى بأن الملف التفاوضي حكر على الأمريكان، ويتركون الولايات المتحدة تعمل بالشكل الذي تراه مناسبا، رغم بعض التصريحات غير المرحبة”.
ودعا أستاذ العلوم السياسية إلى ضرورة العمل على خطة فلسطينية بديلة لمواجهة القرار، مشيرا إلى ضرورة البدء بتحرك دبلوماسي وسياسي واسع على مستوى العالم.
ولفت إلى أن الجانب الفلسطيني لم يستعد جيدا لمثل هذا القرار، رغم بعض المشاريع والقرارات الحكومية الخاصة بتعزيز صمود المواطن في المناطق المصنفة “ج”، لكنها لم تخرج لرؤية واضحة ومتفق عليها.
وقال “يوسف”، إن الانقسام الفلسطيني أحد أسباب الضعف في مواجهة القرارات الأمريكية والإسرائيلية.
**ضوء أخضر لضم الضفة
ويرى جهاد حرب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت قرب رام الله، إن الإعلان الأمريكي الجديد، بمثابة ضوء أخضر لضم الضفة الغربية لإسرائيل.
وقال حرب لوكالة الأناضول:” قد تقوم الحكومة الإسرائيلية في أيامها الأخيرة بضم الضفة الغربية، أو أجزاء منها لإسرائيل، لخلق واقع جديد أمام أية حكومة جديدة، مستغلة الإعلان الأمريكي”.
ولفت “حرب”، إلى ضرورة مواجهة الإعلان عبر “استمرار المقاومة الشعبية وتطويرها عبر خلق حالة من عدم الاستقرار للمستوطنين في الضفة الغربية”.
وقال:” تبدأ المقاومة الشعبية، بزراعة الأشجار، وليس انتهاءً بتعكير صفو حياة المستوطنين ومنعهم من السيطرة على أراض جديدة”.
وأضاف:” سياسيا، على السلطة الفلسطينية تقديم شكوى في مختلف المحافل الدولية”.
وطالب حرب بضرورة “تعزيز صمود المواطنين في المناطق المستهدف بالاستيطان ماديا وبشريا”.
واستبعد “حرب” اتخاذ الدول العربية، موقفا ضاغطا وفاعلا للتصدي لإعلان الولايات المتحدة.
وقال:” كل ما سمعناه عربيا، تصريحات لم يتم ترجمة أي أفعال من شأنها التأثير”.
**إنهاء دور السلطة
الخبير السياسي الفلسطيني أحمد رفيق عوض، يرى في الإعلان إنهاءً لدور السلطة الفلسطينية، ومنع إمكانية قيام دولة فلسطينية.
وقال عوض لوكالة الأناضول:” يعد القرار الأمريكي خطيرا للغاية، حيث يقضي بإنهاء أي وجود للسلطة الفلسطينية، بحيث لا يوجد أي داعي لها، وإن مسألة الاستيطان شأن داخلي إسرائيلي”.
وتابع:” على الأرض سنشهد تسارعا في البناء والضم الاستيطاني على حساب المواطن الفلسطيني وأرضه”.
**قطع خيوط القضية الفلسطينية
من جانبه، يرى سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات السياسية بالضفة الغربية (غير حكومي)، أن الولايات المتحدة تعمل على “قطع خيوط القضية الفلسطينية، واحتكارها والتصرف بها وفق مخططاتها المتوافقة مع الرؤية الإسرائيلية”.
وأضاف “بشارات”:” على أرض الواقع لن يتغير شيء، لكن الولايات المتحدة تسعى لكسر الصورة النمطية للاستيطان غير الشرعي لدى الجمهور، ويصبح من غير المبرر مواجهة الاستيطان”.
وأشار إلى أن القرار، يعني فعليا ضم إسرائيل للضفة الغربية، ووأد أي حلم فلسطيني، بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
ويرى بشارات، أن ضعف الموقف الفلسطيني السياسي وعدم امتلاكه أوراق قوة، عقبة أساسية في مواجهة القرار الأمريكي.
ويعتبر المجتمع الدولي، أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، غير شرعي.
لكن إسرائيل، لم تأبه بهذا الموقف، واستولت على نحو 51.6%، من مساحة الضفة الغربية (بما فيها مدينة القدس)، على مدار العقود الماضية لصالح الاستيطان، والقواعد العسكرية.
وأُنشأت السلطة الوطنية الفلسطينية، على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، عام 1994، وفق اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وينص “أوسلو” على إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي فلسطينية (السلطة الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات (تنتهي عام 1999)، للوصول إلى تسوية دائمة بناء على قراري الأمم المتحدة 242 و338.
لكن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق، حيث كثفت الاستيطان في الضفة الغربية، وانتهت الفترة الانتقالية عام 1999، دون التوصل لحل نهائي.
وفي عام 2002، أعادت إسرائيل احتلال جميع المدن الفلسطينية بالضفة الغربية.
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، عام 2014، عقب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وإطلاق سراح قدامى الأسرى الفلسطينيين.
الاناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى