مقالات

تأخرت وحقها التقديم

 

بسام الشجاع

بسام الشجاع

يمر الربيع العربي بكل فصوله المختلفة في بعض الدول العربية، والمجتمع الدولى يرقب تحركاته عن كثب، وتعامل معه وكأنه أمر مدروس ومخطط له من قبل، وربما وقفت الدول العظمى مؤيدة وداعمة له معتبرةً ذلك مجرد تنفيس للشعوب فقط وبالفعل حدث تفريغ للجهود والطاقات المشحونة والتي من شأنها الانتقام من المفسدين والقضاء  على الاستبداد والظلم وحتى نكون منصفين فلابد من الاعتراف بحصول الشيء البسيط من امور التغيير وفي مقدمتها كسر حاجز الخوف عند الناس والانتصار على آلات القمع والتعذيب، وكذلك إعادة الأمل للأمة بقرب نهاية وزوال المستبدين وتنفس نسيم الحرية من جديد.

 وفي الجانب  الاخر تم اعادت وترميم انظمة القمع الطاغوتية ولكن بلون اخر وكنا نستغرب لماذا لم تقم حتى الان؟  لماذا تأخرت؟  مع ان الاصل فيها ان تكون الأولى   أنها ثورة العراق الحر. الشعب العراقي الذي يأبى الضيم، فهم أصحاب الأنفة وهم من أكثر شعوب الدنيا صلابة وجلادة .

ويصدق فيهم قول الشيخ العلامة الدكتور سفر بن عبد الرحمن  الحوالي : حين قال من رحمة الله بهذه الأمة أن أمريكا نزلت بأرض أشجع العجم الأفغان ونزلة بأرض

اشجع العرب اهل العراق.

ثورة العراق تأخرت عن الربيع العربي لكنها سبقته بمراحل وذلك لما تتميز به من خصائص وأهمها:

  1. لأنها شرعت منذ الوهلة بمعالجة مكمن الداء في الأمة العربية والإسلامية حتى وإن كان الدواء قاسياً ولا يتفق مع المعايير الدولية الزائفة إلا أنه كما يقال أخر الدواء الكي وهذا العلاج له كان بنائه على أصلين الأول شرعي دلنا عليه القران الكريم وهو قوله تعالى في سورة المنافقين (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) إضافة إلى أن الواقع حيث شكل الحضور الطائفي  إيراني ومن العراق ومن حزب الله بلبنان عقبة كأداء أما مشروع التغيير في سوريا، وكذلك هو الحال في اليمن فإن مشروع التوسع الطائفي المدعوم من إيران يشكل عائقاً حقيقياً أمام عجلة التنمية والبناء وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
  2. لأنها الثورة الوحيدة لم تلفت الى اتفاقية سايكس بيكو وفي هذا علقت صحيفة استرالية تدعى “ذي إيج”على الأحداث الأخيرة  بقولها “الآن بعد مرور ثمان وتسعين عاما، بدأت سايكس-بيكو أخيرا في الانهيار، فرغم أن المتأمل في خريطة الشرق الأوسط، يجد، على المستوى النظري، تواجد للعراق وسوريا ولبنان، لكن عمليا، فإن سلسلة من الأحداث المذهلة، حولت تقسيمات سايكس-بيكو إلى خيال”.
  3. ثورة العراق كشفت القناع عن التحالف الإيراني الصليبي الصهيوني فبعد أن كانت كل واحدة منهما تتهم الأخرى بالشيطان الأكبر ففي هذه الثورة صار هؤلاء الشياطين كل واحد يتهم الآخر بأنه السبب ويظهر ربيب إيران (نوري المالكي ) يطلب من الإدارة الأمريكية سرعة التدخل. وبالفعل فالطائرات الأمريكية بدون طيار (الدونز) حاضرة في سماء العراق وربما تقلع من دول عربية سنية وهذا يبين لنا مدى كذب وزيف الشعارات الجوفاء.

 

4-   ورغم أني لا أتفق  مع بعض تصرفات الثوار في العراق ولكن الحقيقة أن المد الرافضي الصفوي الطائفي المدعوم من إيران هو من فتح الويلات على نفسه وذلك بسياسة الإقصاء المتعمد والتهجير القتل والقمع لمن يخالفهم الفكرة.

 

وما يبعث على العجب هو ذلك التغاضي المتعمد وغض الطرف سواء من الدول التي شملتها ثورات الربيع العربي أو الدول التي تزعم بأنها بمنأى عنه، تغاضيهم عن التوسع الطائفي في المنطقة  مع أدراك الجميع للخطورة التي يحملها هذا التوسع.

وما يحدث في العراق ما هو الا نزر يسير وإنعكاس لحالة السكوت عن الظلم والجور الذي تجرعه أبناء العراق في مرأى  ومسمع الجميع دون تحريك ساكن، والسعيد من اتعظ بغيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى