تقارير ومقابلات

الآم وأوجاع ، إلى متى

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني

لسنوات عجاف مضت ، سنوات حرب وفساد وانتهاك وجرائم لم نسمع بها من قبل ، باتت بلادنا حاضنة للعديد من الأوبئة الفتاكة كالملاريا وحمى الضنك “المكرفس” ووباء “الكوليرا” الذي حصد أرواح ما يقارب 2000 شخص خلال العام 2017 ، أضافة إلى أوبئة أخرى كالدفتيريا “الخناق” وانفلونزا الطيور والخنازير والسل وغيرها ، تشهد بلادنا منذ 29/إبريل/2020 انتشارا سريعا لفيروس كورونا المستجد بعد تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة في محافظة حضرموت لمواطن يمني في العقد السادس من العمر، أعلن رسميا عن شفائها في 27/ابريل/2020، عقبه الإعلان في التاسع والعشرين من إبريل تسجيل خمس حالات إصابة هي الأولى في العاصمة المؤقتة عدن والتي باتت تمثل الوضع الكارثي للبلاد.
وبهذا الصدد تقول مديرة عمليات أطباء بلا حدود في بلادنا كارولين سيغين، “إن ما نراه في مركز العلاج الذي نُديره هو مجرد غيض من فيض من حيث عدد الأشخاص الذين يُصابون ويموتون في المدينة “.
وتضيف سيغن “يلجأ الناس إلينا لنُنقذهم بعد فوات الأوان، ونحن نعلم أن آخرين كُثر لا يأتون على الإطلاق ، يموتون ببساطة في المنزل.
وذكر بلاغ مفصل صادر عن مركز الطوارئ الخيري لعلاج الحميات في مستشفى الكوبي في 1/6/2020 أنه: “استقبل خلال يومي 30 و 31 مايو ، 460 حالة مصابة بالحميات وغيرها من الأوبئة ، منها ثلاث وفيات في مدينة عدن.
وذكر البلاغ انه أستقبل 23 حالة اشتباه بفيروس كورونا، إضافة إلى 122 حالة التهابات بالجهاز التنفسي (أحد أبرز الأعراض التي تظهر على المصابين بفيروس كورونا المستجد).
وفي صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها المليشيا الانقلابية الفاشلة ، لا يقل الأمر خطورة، ووفق تقديرات محلية غير رسمية، فإن مدينة صنعاء تحتل المرتبة الثانية بعد عدن في الإصابات والوفيات.
بالإضافة لتصريحات لأهالي وأصدقاء المرضى الذين لقوا نحبهم إثر الوباء في ظل صمت رهيب، بعد إن أطلقت المليشيت الانقلابية وابلا من التهديدات عن وزارة الداخلية تحذر من نشر الأخبار بالاعتقال تحت مبرر نشر الشائعات وترويع المواطنين، إضافة لترويج أخبار عن ابرة الرحمة والتخلص من المرض المصابين بفيروس كورونا المستجد.
وحسب الإحصائية الأخيرة الصادرة عن اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في 2/6/2020 بلغ عدد مصابي فيروس كورونا المستجد 354 حالة في مختلف محافظات الجمهورية بينها 84 حالة وفاء و 14 تعافي.
وأعلنت نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين، عن فقدانها 14 طبيباً وصيدلياً لقو نحبهم بسبب الوباء خلال شهر مايو.
وشكك مراقبون بدقة الأرقام المعلنة، معتبرين ذلك نتيجة طبيعية، لأن معظم المصابين لا يصلون للمرافق الصحية، ولقاء الكثير نحبهم في المنازل ، وبالتالي فنسبة كبيرة جداً من الإصابات والوفيات لا تدخل ضمن الإحصاءات المعلنة من قبل اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، ولا سيما أن سلطة الأمر الواقع في صنعاء تحجم عن الإعلان عن أي إحصائيات في مناطق سيطرتها.
وعلى الرغم من التكتم المتعمد الذي تمارسه ميليشيات الحوثي الإيرانية ، إلا أن الوفيات بسبب فيروس كورونا والتي يتم نعيها في مواقع التواصل الاجتماعي تفوق كل الإحصائيات المعلنة من قبل اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا.
بات النظام الصحي في بلادنا منهاراً، خاصة وأن الحرب حسب خبراء بارزين قد دمّرت وعطلت 50% من المرافق الصحية، هذا وقد أنتج الفساد المستشري في البلاد قبل سنوات الحرب الست نظام صحي هش، مما جعله عاجزا للتصدي للكثير من الأوبئة
الدخل اليومي كمصدر للرزق والحد من معانته في ظل تزايد تفشي ظاهرة البطالة و انقطاع المرتبات خلال سنوات الحرب.
وذكرت الإحصائيات الصادرة عن منظمة حقوق الإنسان والصحة العالمية أن 3.3 مليون يمني يعيشون في مخيمات نتيجة النزوح، حيث تتفشى فيها الكثير من الأوبئة الأمر الذي سيجعل منها بيئة خصبة ومثالية لتفشي فيروس كورونا المستجد.
علاوة على ذلك استمرار اشتعال فتيل الحرب وبقاء الجبهات، إضافة إلى بقاء الأسرى والمعتقلين في السجون سيسهم في تفشيه بصورة كارثية سينتج عنها أزمة إنسانية حادة.
إضافة إلى أن التوقعات تشير إلى أن معظم سكان المناطق الريفية يصعب حصول التزام بالإجراءات الوقائية بينهم.
وجانب كبير متعلق بالثقافة وقلة وعي المجتمع بمخاطر الفيروس وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية وتطبيق إجراء التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي ولاسيما في ظل استهتار السلطات والتكتم الكبير عن تفشي الفيروس الذي بات يقود المئات إلى القبور لحسابات خاصة لكل منهما وضعت ألف علامة استفهام في أذهان مراقبين وناشطين محليين ودوليين.
في ظل هذا الوضع الكارثي التي باتت تشهده بلادنا، لابد أن تقف المليشيا الانقلابية مع نفسها وقفة جادة وتقوم بالإفصاح عن المعلومات الحقيقية عن حجم الوباء وعدد الحالات والتعامل بمسؤولية مع الوباء، و الكف عن المتاجرة بحياة المواطنين من خلال الاستمرار بالحرب وتجاهلها لدعوات إطلاق سراح المعتقلين، ورفع الأسعار إضافة إلى احتكار بعض المواد الغذائية والأدوية الفيتامينات كفيتامين Cاللازم لمواجهات نزلات البرد وتقوية المناعة الأمر الذي يسهم من تجنب مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد لمساعدات المواطنين على مواجهة الوباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى