تقارير ومقابلات

عام على ستوكهولم ، هل تم تنفيذ الإتفاق على الأرض ؟

الرشاد برس …. تقرير / آواب اليمني

ما إن تم التوقيع على اتفاق ستوكهولم في 13 من ديسمبر 2018 بين الحكومة والمليشيات الحوثية، حتى استبشر المواطنون ، واعتبروا هذا الاتفاق إنجازا كبيرا ، سيعمل على تحويل المعادلة السياسية ، وستتغير الأوضاع من سيئ إلى أفضل ، وبالذات فيما يتعلق بموضوع الحديدة التي عانت هي الوحيدة أشد أنواع البلاء الحوثي الفتاك.
وكما هو الحال في أي أمر يحدث ، انقسم المواطنون الى رأيين حول اتفاق ستوكهولم ، الرأي الأول يرى أن الاتفاق سيمثل بارقة أمل للخروج بالأزمة التي يمرون بها إلى بر الأمان ، والرأي الآخر هو الرأي المعرض إذ كان يرى أن الاتفاق ليس إلا معادلة لخلط الأوراق وتشتيت المشهد السياسي والعسكري، فهو لم يختلف عن سابقه سوى بمكان إنعقاده ، وإلا النتائج هي هي في كل مرة تدخل الحكومة في حوار مع المليشيا الحوثية ، فلقد اعتقد أصحاب الرأي الثاني أن الاتفاق يعتبر انتصارا سياسيا المليشيا الحوثية ، على عكس ما كان موجود على أرض الواقع ، إذ كانت القوات المشتركة في الحديدة قاب قوسين أو أدنى من تحرير المحافظة.
الآن وبعد مرور عام من التوقيع على اتفاق ستوكهولم لم تشهد الأوضاع في الحديدة سوى مزيداً من الفشل والتردي في كل شيء، فالاتفاق لم ينفذ منه سوى بند واحد وغير مؤثر يرتبط بنشر نقاط مراقبة مشتركة، وعملت المليشيات على إعاقة عملها، وهو ما يفرز العديد من التساؤلات حول المسؤول عن هذا الفشل ؟
كثيرة هي الاطراف التي كان يتعين على عاتقها مسؤولية إنجاح الاتفاق أرضا وواقعا ، خصوصا وأن الاتفاق جاء في وقت كانت فيه القوات المشتركة قد اقتربت من تحرير الساحل الغربي من المليشيات الحوثية، على رأس تلك الجهات الأمم المتحدة والتي لم تحرك ساكناً أمام انتهاكات الحوثي اليومية.
مارتن جريفيث ، المبعوث الأممي إلى بلادنا ، هو الآخر والجهة الثانية المسؤولة عن إنجاح الاتفاق ، لكنه ظل يبحث عن مبررات واهية وسخيفة عن تلك الانتهاكات دون أن يتحرك لفرض عقوبات رادعة وصارمة ضد المليشيا الحوثية في عشرات الجلسات التي نظمها مجلس الأمن من أجل الاستماع إلى احاطته.
المجتمع الدولي ، الطرف الثالث التي كان يتعين على كاهله تنفيذ وانحاح الاتفاق ، المجتمع الدولي الممثل داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، فعلى مدار العام الماضي لم تبدأ دول العالم بتوجيه الانتقادات للمليشيات الحوثية على انتهاكاتها المرعبة التي تمارسها ضد المدنيين ، إذ لم نسمع ذلك سوى قبل شهرين تقريباً، وذلك على إثر الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، ولم يكن هذا التحرك سعياً من تلك الدول لإنهاء الأزمة في بلادنا ، وإنما بسبب التوترات بين طهران وواشنطن .
الحكومة الشرعية ، كان لها نصيبها في تقاعسها عن تنفيذ اتفاق ستوكهولم ، إذ لم تتحرك سياسياً بالشكل المطلوب من أجل توجيه دفة الاهتمام الدولي نحو قضية الساحل الغربي، بعد أن وجهت جهودها لإفشال تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي كان يسعى لافتعال إنقلاب ، بعد أن أثبتت المليشيات الحوثية بأنها غير جادة للتعاطي إيجاباً مع الحلول العسكرية.
مراقبون يرون أنه لا يمكن تحميل جريفيث بمفرده مسوؤلية فشل تنفيذ اتفاق ستوكهولموإن كان له نصيب كبير في إعاقة للتنفيذ إلا أنه يظل مجرد أداة يجري تحريكها وفقاً للحالة المزاجية للمجتمع الدولي، الذي يتفرغ لمواجهة إيران اقتصادياً من دون أن ينتقل الأمر إلى مواجهة مماثلة على مستوى أذرعه والتي يأتي على رأسها المليشيات الحوثية.
موقع الأمم المتحدة، نشر أول أمس الجمعة، حوارا، مع المبعوث الأممي إلى بلادنا، مارتن جريفيث، أشاد فيه بما سماه التحول نحو السلام في بلادنا، بعد عام على اتفاق ستوكهولم، متجاهلا خروقات مليشيا الحوثي اليومية للهدنة الأممية.
وقال إن الطريق إلى السلام يتطلب التخلي عن آمال النصر العسكري ومتابعة “النصر الكبير” الذي يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات.
وأضاف أن: ” الوضع الإنساني لا يشعرني بالشّك حيال احتمالات السلام، بل يفعل العكس”، مؤكدا أنه يجب أن نحصل على السلام، لأن العواقب المدمرة على العائلات، لا يجب أن تستمر.
فيما قال موقع إذاعة مونت كارلو الدولية، في تقرير، إن الحديدة لا تزال بعيدة عن السلام.
وأوضح أنه: “مرّ عام على اتفاق الهدنة بين قوات الشرعية ومليشيا الحوثي في محافظة الحديدة، لكن المنطقة الحيوية التي تشكّل شريان حياة لمئات ملايين السكان، لا تزال تبدو بعيدة عن السلام.
وأضاف التقرير: “على مدى الأشهر الـ12 الماضية، أخمدت الاشتباكات المتقطّعة والغارات الجوية وبطء تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السويد في 13 ديسمبر 2018، آمال سكان المحافظة الغربية الساحلية”.
ولفت إلى أن: “البند الوحيد الذي تم تنفيذه هو نشر نقاط مراقبة مشتركة بعد نحو عشرة أشهر من ولادة الاتفاق، وتابع : “شهدت الحديدة خرقا مستمرا للهدنة منذ توقيع الاتفاق الذي أحيا آمالا بسلام قريب في بلد قتل فيه الآلاف منذ بداية الحرب التي تسبّبت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى