مقالات

اليمن إلى أين ؟ قوة المنطق أم منطق القوة ! ؟

yp16-07-2012-485890د.محمد بن موسى العامري

بعد أن فشلت اللجنة الوطنية في التوصل مع جماعة الحوثي إلى إيجاد مخرج آمن للمحنة القائمة -رغم نوعية أفرادها وتشكيلتهم السياسية المتعددة -، وبعد الرسائل المتبادلة والمعلنة بين الرئيس هادي وعبدالملك الحوثي وخطاباته وبعد بيان المبعوث الأممي جمال بنعمر أصبح السؤال المثار اليوم داخليآ وخارجيآ شعبويآ ونخبويآ إلى أين يتجه اليمن وماهي معجزة الحل ؟ –التي أشار إليها الأستاذ حسن زيد أحد أعضاء اللجنة– وهل سيسودنا قوة المنطق أم منطق القوة!؟ قوة المنطق تعني باختصار حضور الحكمة اليمانية المعهودة وتجنيب البلاد ويلات الفتنة والحروب وتغليب المصالح الكبرى على المصالح الصغرى بمختلف مفرداتها الشخصية والحزبية والطائفية والفئوية….الخ. وأما منطق القوة فلا أظنه اليوم مجديآ ولاأظن -حسب تقديري-أن يتحقق لقاصده مايهواه ! كما أن آثاره وخيمة وفي ما مضى عبرة لأولي الألباب. ونصيحتي للحوثي وجماعته أن يتجنبوا خطوات الشيطان واستدراجه في هذا المسار مهما زين لهم جدواه ! ومهما تحقق لهم من ثماره ومنافعه -كما يتوقعون -كما في حروب صعدة و دماج وحاشد وعمران ….الخ فالسنن كثيرة ومنها الإمهال والإستدراج والإملاء وماربك بغافل عما يعملون ، كما أن الشعب اليوم الذي كنتم بالأمس تحاولون إقناعه بمظلوميتكم قدتغيرت نظرته ولم يعد قادرآ على تصديق ذلك وقد وصلتم إلى مداخل وأواسط عاصمته ! وقدرأيتم كيف عبر عن ذلك في مسيراته المليونية بصنعاء وغيرها من المحافظات رافضآ مشاريعكم رغم معاناته التي رفعتم شعارها لتوجيهه كما تشتهون ! وأما الدولة فهي في وضع لاتحسد عليها هي وأحزابها الحاكمة واختيارها لمنطق القوة أمر غير محسوب عواقبه وفيه من العنت وتبديد الطاقات ماقد يشل أركانها وهي معنية أكثر من أي وقت مضى بقوة المنطق والبحث عن جميع السبل واستعمال مختلف الحيل المشروعة لتفادي الإنزلاق نحو المجهول ومستنقعات منطق القوة مع إقرارنا بحقها الشرعي والدستوري في أن تظل دولة باسطة سلطانها وهيبتها على ربوع الوطن حتى لا تتخلى عن مسؤلياتها وتترك للناس حرية التنافس على شغور منصب منطق القوة ! وفي هذا مافيه من الفتنة وجهالة المئآل. نسأل الله لليمن وأهلها صلاح الحال واستقامة الأحوال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رئيس الهيئة العليا في اتحاد الرشاد اليمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى