مقالات

التلويح بالقوة الذي أتقنه الحوثي وحصد ثماره.. ولا يزال!

مصطفى راجح

 

 

مصطفى راجح

أجاد عبد الملك الحوثي التلويح بالقوة وتحقيق المكاسب من خلال هذا التلويح، من دون أن يغامر باستخدامها؛ وهو الأمر الذي كان سيعني خسارة مؤكدة له.

 

فاستخدام القوة في العاصمة سيكون في مواجهة مركز الدولة وجهاً لوجه، وهذه خسارة محسومة سلفاً بغض النظر عن إمكانياته. وهو الآن يستخدم التلويح بتعطيل المدينة والاستيلاء على المؤسسات. وهو يدرك ان خيار التعطيل التام والاستيلاء يعني المواجهة والصدام ليس مع الدولة فقط بل وضمنياً مع سكان العاصمة واليمنيين عموماً في كل المحافظات الذين سيكون قد عطل حياتهم، وقوّض أمنهم وأمن مدينتهم وعاصمتهم ودولتهم.

 

الحوثي أيضاً ثبّت موطأ قدم مسلح في العاصمة وسياج مسلح كامل حولها، ولو كان منعه الرئيس من البداية لما تجرأ في مواجهة الجيش بالقوة لأن خسارته مؤكدة. ليس خسارة مواجهة اختبار القوة على مشارف العاصمة فقط، بل ووضع نفسه في مواجهة اليمن كلها التي يهدد عاصمتها.

 

والآن: يفاوض بأريحية حول الجرعة وكأن القضية مبايعة “مدكِّن”: كم با تنقّص لنا؛ خمسمئة وإلا ألف .. الخ! ويناور حول حصته في الحكومة، وفي الوقت نفسه ضمن تمرير الحشد المسلح من بين رجلي الجرعة والحكومة؛ والمسؤول عن كل هذا التدمير والهزيمة للدولة هو الرئيس عبد ربه منصور هادي.
الحل:

 

– النظر للمجاميع المسلحة حول العاصمة كنقض لكل قواعد وجود الدولة وأمن العاصمة، وكل قواعد الحياة والمواطنة والسياسة والدستور والقوانين ناهيك عن التسوية والمخرجات.

 

– نشر الجيش لحصار هذه المجاميع والحلول محلها في التحكم بمداخل العاصمة؛ ومنع أي توافد لحشود مسلحة جديدة.

 

– سيطرة الجيش على الطرق بين العاصمة والحديدة وعمران ومأرب ومنع أي نقاط خارج إطار الدولة.

 

– قيام قوات الأمن بواجبها في حماية أي مسيرات جماهيرية في العاصمة، ومنع الحوثيبن لقوات الأمن يعتبر بداية لفرض تواجد مسلحيهم بشكل دائم في العاصمة، ابتداءً من قيامهم بمرافقة المسيرات كما حدث اليوم بشكل محدود.

 

– الفصل التام بين قضية الجرعة والحكومة من جهة، وقضية المجاميع المسلحة حول العاصمة؛ فالحالة الاستثنائية التي استدعت الاجتماعات في سلطات الدولة مع كل المكونات وقرار مجلس الأمن كان للحالة الاستثنائية المتعدية على العاصمة مستغلة الجرعة.

 

– ان تقوم الدولة بواجبها في ردع المحاولات الحوثية للاستيلاء على الجوف بالقوة.

 

– إلغاء الجرعة تماماً وتغيير الحكومة بحكومة كفاءات وفق قواعد المبادرة الخليجية. تكون مهمتها الأساسية، مع السلطة الانتقالية عموماً، طرح مشروع الدستور للاستفتاء والإعداد للانتخابات الشاملة لجميع مستويات السلطة؛ وإنهاء السنة الانتقالية الإضافية في موعدها.

 

الحوثي اليوم ينقل مدفع الهاوزر من صعدة الى مشارف العاصمة دون ان يعترضه عابر سبيل وكأنه ينقل دفعة رمان من صعدة لبيعها في العاصمة!

 

والرئيس يرسل له عبدالقادر هلال ليترجاه القبول باستبدال حكومة المحاصصة بحكومة محاصصة أخرى.. والقبول بالتخفيض السنوي التشجيعي لدكان الدولة اليمنية لصاحبها عبد ربه لبيع الجرع والمحافظات بمقدار خمسمئة ريال!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى