مقالات

النصيحة في السر

بقلم /محمد شبيبة*
من منا جرَّب النصيحة في السر لشخص وقع في خطأ؟
لماذا ما إن يفرك أحدنا عينيه من النوم إلا ويهب إلى صفحته ليكتب منشور الشرشحة!!
لماذا نعين الشيطان على إخواننا؟!
هذا الأسلوب يزيد في شرود الناس لا في قربهم.
أين الحرص، والشفقة، والستر؟!
أين اليد الحانية، والعبارة الرقيقة، والهدية المعبرة،
ماهذا؟! هل أنت داعية أو مخاصم؟!
هل هي دعوة بحلم وحكمة على هدي وأخلاق النبوة
أم مباراة وجمهور وتشجيع وتمريرات وضربات ترجيح؟!
جرّب أكتب له رسالة على الخاص: أخي الحبيب ماذا تقصد بكلامك، لعلني فهمتك خطأ؟
ثم اسمع منه وحاوره وتلطف معه بأسلوب المشفق، ثم انظر الأثر والثمرة.
أتح له فرصة للتراجع، لاتخلق عنده العناد ولا تحشره في زاوية ضيقة بهكذا أسلوب.
هل تعلم أن الأصل النصيحة في السر وتكرارها أيضا، وأنك لا تلجأ للعلن إلا بعد الإصرار، وبشرط استمراره في باطله، ومصلحة علانية نصحك.
لقد أثرت فينا أخلاق الفيس بوك وتويتر للأسف، ونسينا أساليب الدعوة والإقناع، وطرق النصح، ولغة الحب، وخُلق الستر!!
علينا أن ننتبه من مداخل الشيطان، وشهوة تصفيق الجمهور،
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
اللهم اغفر لنا وتجاوز عنا.
*وزير الأوقاف والإرشاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى