تقارير ومقابلات

منشقون حوثيون يفضحون المليشيا ،ماذا قالوا

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني

لا يمكن للباطل أن يستمر ، ولا يمكن للطغيان أن يثبت ، ولا يمكن للشر أن يستشري ، هذا محال ، هكذا تعلمنا ، وهكذا هي حكمة الله تعالى ، وكما يقال :
دولة الباطل ساعة ، ودولة الحق إلى قيام الساعة .
إن محاولة إخفاء الجرائم والانتهاكات التي تمارسها المليشيا الانقلابية ضد المواطنين منذ أكثر من خمس سنوات ومنذ اللحظة التي اشعلت فيها حربها على الشرعية والجمهورية كمن يحاول حفظ الماء في قطعة قماش ، ضرب من الخيال ، فإن لم يكشف تلك الانتهاكات من يعارضها ، سيكشف خبثها من دخلوا فيها ثم خرجوا منها ورموا عباءتها .
يمثل القادة المنشقون عن المليشيات الحوثية، بمثابة الصندوق الاسود لما يملكونه من معلومات شديدة الأهمية حول جرائم وانتهاكات المليشيا الانقلابية.
أحد هؤلاء القادة عو عمر دخن المنشق عن المليشيات ، كان يشغل منصب مدير مكتب أراضي والعقارات في بعض مديريات
زبيد والجراحي وحيس والتحيتا بمحافظة الحديدة.
“دخن” كشف عن مسلسل النهب المنظم الذي تمارسه المليشيات في المحافظة لمصادرة هذه الأراضي ، واستعرض الاعتداءات التي مارستها المليشيات الحوثية ضده، وحالة العنصرية والامتهان التي طالته من قبل مسلحي المليشيات بناء على دوافع مناطقية وطائفية.
وبحسب القيادي المنشق، فإنّ المليشيات الحوثية تفرض على الموظفين بمناطق سيطرتها، العمل خارج أبجديات القانون وتتخذهم سخرة لخدمة أهدافها وأطماعها، كما تُكرِّس اهتمامها للسيطرة على الأراضي والأملاك العامة والخاصة من خلال مشرفيها ونافذيها الذين يتملكون الكثير من الأراضي.
فقبل أيام، سطا قيادي حوثي على 1500 معاد (المعاد 100 لبنة) من الأراضي في منطقة الجراحي الواقعة شمال مديرية حيس، وحاول منع مشرفي المليشيات من السطو على أراض أخرى شاسعة في زبيد والجراحي، وهو ما أثار حفيظة المليشيات التي لجأت إلى إقالته من منصبه.
وكثيرًا ما يُقدِم المنشقون عن الحوثي على فضح الجرائم التي ترتكبها المليشيات، فعند استقالة أي منهم فسرعان ما يخرج كاشفًا ما يعرفه من ممارسات المليشيات، لا سيّما فيما يتعلق بالفساد المستشري داخل هذا المعسكر الإرهابي.
من بين هذه الخزائن البشرية وزير السياحة في حكومة الحوثيين ناصر باقزقوز الذي قدّم استقالته ثم شنّ انتقادات لاذعة ضد زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، واتهمه بتحويل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى “إقطاعية خاصة يتم العبث بها”.
باقزقوز قال مخاطبًا زعيم المليشيات: “يا عبدالملك.. أنتم أول من رفع شعار لا للتوريث وكان موجهًا ضد علي عبدالله صالح، واليوم أصحابك يورثون الوظيفة العامة.. ستحصدون الريح إذا لم تستطيعوا تتبع منابع الفساد ومعاقبة أصحابه حتى لو كانوا ممن يحيطون أنفسهم بقدسية ويمنون على الناس ليل نهار بأنهم يقدمون التضحيات”.
ولأنَّ باقزقوز كان مطلعًا على بواطن الأمور في صفوف المليشيات الحوثية، فقد كشف “الوزير المستقيل” أنَّ القياديين الحوثيين، وزير مالية المليشيات السابق ومحافظ البنك المركزي في صنعاء حاليًّا رشيد أبولحوم، ونائب وزير مالية الحوثيين سابقًا ورئيس اللجنة الاقتصادية هاشم المؤيد متهمان بالفساد.
بحسب باقزقوز، فإنّ “أبولحوم” نقل شقيقه من عسكري في الأمن المركزي بمحافظة إب إلى مدير في مصلحة الجمارك، وشقيقًا آخر له من طالب إلى مدير المتابعة في مصلحة الجمارك وهو من مواليد 1999، وأحضر ابن عمه من الشارع ليضعه على رأس المعهد المالي، وقام بترقية مدير مكتبه من حرفي إلى مدير لمكتب الوكيل المساعد وعندما عين وزيرًا للمالية أخذه معه مديرًا لمكتبه، وعندما تمّ تعيينه محافظًا للبنك أخذه معه.
ما كشفه وزير السياحة المستقيل يمثّل جزءًا بسيطًا من الفساد المستشري في معسكر الحوثي، والذي مكَّن المليشيات من تكوين ثروات مالية طائلة على صعيد واسع، فعلى مدار سنوات الحرب العبيثة القائمة منذ صيف 2014، استطاعت المليشيات تحقيق الكثير من الأموال جرّاء ممارسات الفساد المهولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى