تقارير ومقابلات

منظمة دولية تكشف عن دفع أمريكا تعويضاً سرياً لأسر ضحايا الطائرات بدون طيار في اليمن

 

 

طائرة بدون طيار

الرشاد برس-متابعات

كشفت منظمة دولية عن دفع الولايات المتحدة الأمريكية تعويضاً سرياً لأسر اثنين من القتلى الذين استهدفتهم طائرة بدون طيار عن طريق الخطأ في اليمن.

 

وقالت منظمة ريبريف، إن حكومة الولايات المتحدة دفعت تعويضاً لأسرة قتيلين مبلغ 100 ألف دولار أمريكي، دون الاعتراف بقلتهم عن طريق الخطأ.

 

وأضافت في بيان أرسل إلى “المصدر أونلاين” أن فيصل بن علي جابر، وهو رجل يمني فقد صهره وابن أخيه في غارة طائرة بدون طيار عام 2012، استلم حقيبة تحتوي على رزم من الدولارات الامريكية خلال اجتماع في مقر الأمن القومي اليمني.

 

وبحسب المنظمة، قال مسؤول في الأمن القومي، الذي طلب الاجتماع مع ممثل العائلة، إن الأموال قد جاءت من الولايات المتحدة، وأنه قد كُل�’ِف بتسليمها لهم وأضاف بطلب أن يكون هذا الأمر سريا ولا يجب أن يعرف أحد مصدر التعويض.

 

وذكرت المنظمة أن فيصل بن علي جابر قام بحملة مناهضة واسعة ضد البرنامج السري للطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن – ممثلة بمحامين من منظمة ريبريف. وفي أواخر عام 2013 سافر إلى واشنطن واجتمع مع أعضاء الكونجرس وأعضاء مجلس الأمن القومي، وذكر المسؤول في الأمن القومي لممثل العائلة أن هذه الدفعة جاءت نتيجة الحملة والجهود التي قام بها السيد علي بن جابر في الولايات المتحدة.

 

وأضافت في بيانها “جاء المبلغ وقدره مئة الف دولار أمريكي بعد أن بدأت عائلة السيد بن علي جابر، دونما توقف، بعملية  المطالبة الرسمية بالتعويض، حيث أكدت الحكومة اليمنية  في خطاب ورسمي أن الولايات المتحدة نفذت تلك الغارة بطائرة بدون طيار وتسببت في وفاة أقارب مدنيين “عن طريق الخطأ”. وخلال عملية التعويض الرسمي هذه تلقت الأسرة أيضا مبلغ 11 مليون ريال يمني تعويضاً بالإضافة الى تعويض خاص للأضرار المادية الناتجة عن الضربة”.

 

وأشارت إلى أنه رغم دفع أمريكا لهذا المبلغ لأسر الضحايا، فإنها لم تعترف علناً بأن الضربة التي قُتل فيها وليد بن علي جابر وسالم بن علي جابر كانت خطأ وأن الرجلين كانا مدنيين أبرياء. ولم يتم التحقيق في الوفاة كما لم تعتذر الولايات المتحدة أبدا للأسر.

 

 وبحسب ريبريف في بيانها المرسل إلى “المصدر أونلاين” فإن “وليد بن علي جابر كان شرطيا محليا، بينما كان سالم بن علي جابر مدرسا وإمام مسجد يعظ باستمرار ضد تنظيم القاعدة، وكان يعظ ضد التطرف في مسجد محلي قبل أيام فقط من مقتله. ومنذ وفاة أقاربه أطلق السيد فيصل بن علي جابر إجراءات قانونية ضد الحكومة الألمانية لدورها في تسهيل البرنامج الأمريكي السري لضربات الطائرات بدون طيار”.

 

ونقلت المنظمة عن فيصل بن علي جابر قوله “تلقت أسر الضحايا المال من حكومة الولايات المتحدة كاعتراف بالذنب في قتلها أقاربنا في غارة طائرة بدون طيار”عن طريق الخطأ”. ولكن هذه ليست عدالة. لأن جميع سكان القرية تم إرهابهم في تلك الليلة ولم يعوضوا وأن هناك العديد من الأسر في مناطق أخرى من اليمن فقدوا أقارب أبرياء في غارات أمريكية بدون طيار ولكنهم لم يتلقوا اي تعويض”.

 

وأضاف “إذا كانت الولايات المتحدة تحارب الإرهاب فعلا فإن عليها أن تفهم أن الاعتراف “بخطأها” بالتسبب في مأساة عائلتي وعائلات كثيرة في اليمن ثم الاعتذار ثم التعويض العادل للجميع هو من ضمن أدوات محاربة الإرهاب الفاعلة. أما التعويض السري في غرف داخل الأجهزة الأمنية اليمنية، فإنه وسيلة لاتساع التطرف لأن دماء الأبرياء لا تباع أو تشترى بالأوراق النقدية”.

 

وقالت كوري كريدر، وهي مديرة منظمة ريبريف ومحامية بن علي جابر “إن الرئيس اوباما لا يزال يمانع في الاعتراف بكامل حقيقة برنامج الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن إلا ان هذه التعويضات تكشف يعض هذه الحقيقة، حتى لو استمر البيت الأبيض صامتا. في الواقع ان دفع هذه المدفوعات النقدية دون المساءلة الكاملة لن تهدئ الغضب تجاه سقوط المدنيين على يد الضربات الامريكية، ولن تجلب استمرار هذه الضربات سوى المزيد من زعزعة البلاد. تريد أسر الضحايا تفسيرا لما حدث بحقهم كما تستحقه ذلك، بينما من الضروري ان يعلم الشعب الأمريكي كامل الحقيقة حول ما يجري باسمه”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى