مقالات

جماعة تحمل ثقافة الاحقاد التاريخية

 

ناشط سياسي
ناشط سياسي

 أحمد الجحيفي

إن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون مؤخرا بعد أن سلمت لهم مقاليد الأمور في العاصمة صنعاء لتعكس حقيقة ما يحملون من أفكار وثقافة انتقامية عدائية تقوم على أساس أحقاد تاريخية قد عفى عليها الدهر، فالحروب التي أشعلوها من 2004م، وحتى يومنا هذا يعتبرونها امتدادا لحروب تاريخية مر عليها أكثر من ألف وثلاثمائة سنة وإن كانوا يخفون هذه الحقيقة إلا أن المتابع لخطابهم النخبوي يدرك هذه الحقيقة .

قد يستغرب البعض من وقوع الانتهاكات والجرائم الهمجية من هذه الجماعة في بيئة مجتمعية تقدس القيم والأخلاق والأعراف القبلية مع أنها تحاول إظهار نفسها بالمثالية ! ويفسر المتابعون سبب ذلك إلى ثقافة الثأر والانتقام والأحقاد التاريخية التي تنبثق منها المنظومة الفكرية للجماعة والتي تنعكس على التصرفات الهمجية الانتقامية الخارجة عن القيم والأخلاق الإسلامية والأعراف الحميدة .

يعمل الإعلام التابع لهذه الجماعة على إظهارها بالصورة المثالية أمام الرأي العام وفي المقابل إشعال جذوة الأحقاد التاريخية في عقول ونفوس أتباعها وذلك من خلال أطروحاته الثقافية والفكرية التي تستهدف الأتباع والمتعاطفين مع هذه الجماعة فمظلومية آل البيت ومعركة صفين ووقعة الجمل وقضية التحكيم وكربلاء واستشهاد الحسين رضي الله عنه واستشهاد الإمام زيد وأحجية الإمامة في البطنين والحروب التاريخية بين الإمامية ومخالفيهم في اليمن؛ تعتبر كل هذه الأحداث التاريخية وجبة دسمة تصاغ كثقافة فكرية ومنهجية تغرس في أتباع الجماعة روح الانتقام وكراهية المجتمع وعدم قبول الآخر والتمرد على القيم والأخلاق في سبيل نصرة الجماعة .

ومن خلال هذا العرض السريع والمختصر يجب على عقلاء اليمن أن يدركوا خطورة هذه المرحلة فنحن أما وحوش بشرية تحمل أحقاد تاريخية بثقافة عدائية انتقامية قد تفتك بالمجتمع في أي لحظة إذا وجدت الفرصة السانحة لذلك وقد يتكرر المشهد المأساوي الإجرامي لفرق الموت وجيش المهدي وعصائب الحق العراقية في اليمن وإن رفع الحوثيون شعار التعايش والسلم والشراكة في هذه المرحله فما هو إلا من باب كسب الوقت وتهيئة الوضع للمرحلة القادمة من الصراع الدموي الطائفي لصالحهم لتبدأ عملية الاجتثاث وإحلال المشروع الصفوي الذي بدأ باجتياح المنطقة العربية في العراق والشام وبدت ملامحه في اليمن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى