محلية

النفط يواصل خسائره ويهوى لأدنى مستوى له في خمس سنوات ونصف

 

 141216171900-21665-0

الرشاد برس-صنعاء

واصلت اسعار النفط انخفاضها للشهر الخامس على التوالي لتهوى الى ادنى مستوى لها في خمس سنوات ونصف وتخسر ما يقارب الـ 50 في المائة، بفعل العديد من العوامل ابرزها ارتفاع المعروض وزيادة الانتاج الصخري في الولايات المتحدة وكندا وضعف الطلب العالمي.

وهوى سعر خام مزيج برنت الى 59.75 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ يوليو 2009م في التعاملات الأوروبية المبكرة، فيما انخفض الخام الأمريكي إلى 54.85 دولار مع تباطؤ النشاط الصناعي في الصين.

وشهدت اسعار النفط وللشهر الخامس على التوالي تراجعاً حاداً لتصل إلى أقل مستوى لها في خمسة أعوام لتخسر ما يقارب من 50 بالمائة ولتهبط الى مادون الـ 60 دولار للبرميل في أطول سلسلة من الخسائر المتتالية منذ بدء الأزمة المالية العالمية عام 2008م.

وكانت وكالة الطاقة الدولية خفضت في تقريرها الشهري لشهر نوفمبر توقعاتها حول نمو الطلب العالمي على النفط عام 2015م بواقع 230 ألف برميل يومياً بناءً على توقعات بانخفاض استهلاك الوقود في روسيا وغيرها من الدول المصدرة للنفط.

وتوقعت الوكالة في التقرير استمرار المنحى الهبوطي لأسعار الخام خلال الفترة القادمة، نتيجة للضغوط السلبية، وهو ما يجعل فرص ارتفاع النفط الخام على المدى القريب منخفضة جداً خاصة في ضل تمسك الدول المنتجة بحصصها السوقية .

وأرجعت الوكالة الهبوط الشديد لأسعار النفط، إلى ارتفاع المعروض من خارج الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى أعلى معدل نمو له على الإطلاق وانكماش النمو في الطلب على النفط.

ولفت تقرير الوكالة الى إن انخفاض أسعار النفط بدأ بالفعل يؤدي إلى تقليص إنفاق المنتجين .. مرجحاً أن يؤثر ذلك على الإنتاج في الأجلين المتوسط والطويل أكثر من تأثيره على الإمدادات في الأجل القصير.

وفي نفس السياق خفضت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في تقرير لها توقعاتها للطلب على خاماتها خلال العام المقبل إلى أدنى مستوياته منذ 12 عام بنحو 300 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 28.9 مليون برميل في اليوم.

وكانت المنظمة قد ابقت على سقف الانتاج الحالي عند 30 مليون برميل يومياً خلال الاجتماع الاخير في 27 نوفمبر الماضي رغم الانخفاض الكبير الذي شهدته الاسعار.

وتأتي توقعات (أوبك) في ظل تزايد إنتاج النفط الصخري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والذي دفع مستويات إنتاجها إلى الأعلى منذ ثلاثة عقود، بالإضافة إلى التباطؤ في الاقتصاد العالمي، خاصة في أوروبا والصين الأمر الذي أثر سلباً على طلب النفط الخام.

وفي اخر تعليق على هبوط اسعار النفط، اعتبر الأمين العام لـ (أوبك) عبدالله البدري إن سعر الخام نزل عن ما تمليه العوامل الأساسية في السوق .

واوضح إن قرار المنظمة خلال اجتماعها في نوفمبر الماضي عدم خفض الإنتاج، لم يكن يستهدف أي منتج بعينه، قائلاً ان حديث البعض بان قرار المنظمة كان يستهدف الولايات المتحدة والنفط الصخري وإيران وروسيا “غير صحيح”.

ولفت البدري الى الدور الكبير المحتمل للمضاربة في انهيار اسعار النفط. مؤكداً ان عاملي العرض والطلب لا يبرران هذا الانهيار .

كما شدد البدري على ان منظمة (اوبك) ما زالت تحافظ على سقف الانتاج نفسه منذ عشر سنوات والمحدد بـ 30 مليون برميل يومياً، فيما المنتجين من خارج المنظمة اضافوا حوالي 6 ملايين برميل يومياً الى المعروض.

كما ذكر ان النفط الصخري الذي ارتفعت معدلات انتاجه بقوة في السنوات الاخيرة في الولايات المتحدة وكندا وقدر حجمه بثلاثة مليون برميل يومياً، له تأثير على السوق، على الرغم من كلفة انتاجه عالية وتصل الى 70 دولار للبرميل.

من جانبه قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن (أوبك) لن تتخذ قراراً لتخفيض الانتاج في حال هبوط أسعار النفط إلى مستويات 40 دولار للبرميل، وأنها ستنتظر 3 أشهر على الأقل قبل أن تعقد اجتماعاً طارئاً .

وتوقع المزروعي هبوط أسعار النفط الخام بشكل حاد خلال عام 2015م حتى مستويات 40 دولار للبرميل، وذلك في حال عدم تعاون دول الأوبك فيما بينها لمواجهة مخاطر انخفاض أسعار النفط الخام.

روسيا وعلى لسان وزير الطاقة ألكسندر نوفاك اكد في تصريحات له اليوم ان بلاده ستبقي على انتاجها في عام 2015م عند نفس المستوى ولن تخفض الإنتاج لأنها ستخسر حينئذ حصتها السوقية لصالح دول أخرى.

وتوقع الوزير الروسي أن تستقر اسواق النفط من تلقاء نفسها. مستبعداً تمكن أحد التكهن بالحد الأدني لسعر النفط.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع فيه المحللون ان تتجه الأسعار لمزيد من الهبوط خلال العام المقبل نتيجة لتخمة السوق بالمعروض مع زيادة الإنتاج، خاصة مع تثبيت سقف الإنتاج من قبل منظمة (أوبك) في ضل تباطأ الطلب العالمي .

وأوضح المحللون إن ضعف الأسواق الناشئة وهبوط عملاتها يعزز بدوره الاتجاه النزولي لأسعار النفط .. مشيرين الى هبوط العملة الروسية الروبل الى ادنى مستوى لها، اضافة الى هبوط الروبية الهندية وتراجعت الروبية الإندونيسية لأقل مستوى في 16 عاماً .

وبحسب المحللين فان احتمالية انزلاق أسعار الخام إلى ما دون مستويات الـ 40 دولار للبرميل مازالت كبيرة، الأمر الذي يخشاه منتجو النفط كون ذلك سيشكل ضغوط مالية على اقتصاديتهم .

وحول الاثار السلبية لانهيار اسعار النفط شهدت اسواق الاسهم في دول الخليج وبعض الدول العربية تراجعاً كبيراً ما ينذر بمزيد من المخاوف حيال توسع الاثار السلبية على اقتصادات المنطقة .

وحذر البنك المركزي البريطاني في تقرير له اليوم أن هبوط أسعار النفط قد يغذي التوترات الجيوسياسية ويؤدي إلى تخلف شركات الغاز والنفط الصخري في الولايات المتحدة عن سداد الديون ويزعزع توقعات التضخم في منطقة اليورو.

وبحسب تقرير البنك البريطاني فأن شركات النفط والغاز التي تشكل 13 بالمائة من سوق السندات عالية المخاطر في الولايات المتحدة، قد يؤدي تخلفها عن سداد الديون إلى شح السيولة في تلك السوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى