مقالات

الغلو إلى أين

عبد الوهاب الحميقاني

د/عبد الوهاب الحمقاني

محمد بن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنهما
العابد الزاهد الناسك الذي كان يلقب بمحمد السجاد لعبادته وفضله 
لما كانت وقعة الجمل لم يلبس الدرع ولم يرد قتالا بل كان ينهى الناس عن القتال ويذكرهم بالله وبالقرءآن 
وكان علي رضي الله عنه يقول إياكم وصاحب البرنس يعني السجاد يحذر أصحابه من أذيته بشيء
إلا أن عصام بن مقشعر البصري 
أحد المغالين في علي رضي الله عنه
كان رده على السجاد وهو يذكره القرءآن وينهاه عن القتال
القتل له بطعنة رمح شكها في صدره 
بل وافتخر بذلك وامتدح ضحيته وامتدح قتله الأعمى له قائلا :

و أشعث قوام بآيات ربه
قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
يذكرني حاميم والرمح شاجرة
فهلا تلا حاميم قبل التقدم 
شككت له بالرمح جيب قميصه
فخر صريعا لليدين وللفم 
على غير شيء أن ليس تابعا 
عليا ومن لا يتبع الحق يندم

وهكذا الغلو عندما يتحكم بصاحبه يولد له ظمأ للدماء ويقوده للقتل الأعمى لا لشيء
ولا يرعوي صاحبه عن سفك الدماء لأمر سمعه من محب ولا يرتدع عنها لفضيلة يراها في خصم

و كلما تجدد فينا الغلو
يتجدد فينا السجاد و بن المقشعر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى