مقالاتمنوعات

لابد للإصلاح من موقف ،،

خالد بريه

إنَّ الفضيحة السياسية التي انبعثت رائحتها من قلب دمشق أثناء زيارة وفد بعثي يمني لسفاح الشام أصابت الكثير من شباب الثورة والعقلاء بصدمةٍ كبرى ,,

لكن الصدمة الأعظم منها أثراً أن الوفد الزائر يرأسهم ” الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك في اليمن محمد الزبيري ”  وهنا تكمن المصيبة والمعضلة .
لا يخفى على أحدٍ ما يفعله بشار الأسد بشعبه من قتلٍ وتدمير وسفكٍ  للدماء وانتهاكٍ للأعراض والمقدسات ,, كما لا يخفى على أحدٍ ما فعله الطغاة  قبله من ظلم واستبداد وديكتاتورية عمياء حكموا بها شعوبهم .. وعند قيام ثورات الربيع العربي ضد هؤلاء الطغاة الذين أحالوا حياة شعوبهم  يباب إلا من الخوف والذل والمهانة قام لها كل الشرفاء وهتفوا بها ليكونوا من أبناء الربيع الذي زلزل كيان المستبدين .
وكما هو معلوم لدى كل منصف أن الحركات الإسلامية في بلدان الربيع العربي وعلى رأسهم ” الإخوان المسلمون ” كانوا طليعة من ثاروا والجميع  يشهد بذلك ولا ينكره إلا مكابر  .

وعليه فإن ثورات الربيع العربي برمتها ” واحدة ” فثائر مصر يشيد بثائر تونس واليمن وسوريا والعراق والعكس ,, فمن المعيب أن نشيد بكل الثورات ونتغنى بها وعند الثورة الكاشفة الفاضحة ثورة سوريا الأبية لا ننبس ببنت شفه ونتوارى خلف جدران الصمت ونلزم الحياد وهذا لعمري طعنة في خاصرة الثورة والثوار .

فما طالعتنا به وسائل الإعلام المختلفة من زيارة وفد يمني بعثي يرأسه محمد الزبيري الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك في اليمن يُعتبر جريمة من المنظور الثوري والأخلاقي , ولا يُرضي كل شريف انتصر وينتصر لدماء الأبرياء وحرياتهم وكرامتهم .

ومن هنا أخاطب حزب التجمع اليمني للإصلاح  أن يتبرأ من هذه الزيارة وأن ينكر عليها بعيداً عن  حسابات السياسة والمصالح المشتركة فهذا الرجل يرأس تكتلاً هم عمود من أعمدته وإن لم يسارع الإصلاح في إنكار وإدانة هذا الحدث البغيض سيكون من المعيب في حقهم أن يسجل التاريخ عليهم ذلك .

على حزب الإصلاح أن ينتصر لدماء الأطفال والنساء والشيوخ التي أراقها هذا النظام القمعي الديكتاتوري فثورة سوريا امتداد لثورات الربيع في مصر وتونس واليمن ولا ينبغي الفصل بينها أبدا .

وأنا أشهد الله وفئام ممن يرفضون الظلم والضيم  بريئون ممن زاروا هذا السفاح وممن هنأه على كفاءته الفذة في قتل خصومه وأبناء شعبه , وبريئون ممن يصنعون الوهم ويروجونه للناس باسم الممانع البطل .

ومن موقعي كشاب يمني يغار على دماء أمته ومشيداً بزوال الطغاة وثورات الربيع العربي التي أنهت منظومة الاستبداد أتقدم بالاعتذار لأبطال سوريا الأحرار من هذه الزيارة المشؤمة التي نبرأ إلى الله منها ومن الزائر والمزور .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى