أرملة لم تتزوج بعد!
كل خبر عنك أضحى لا يسر ..
هتكوا أستار عفافك النقي …سحقوا كل شيءٍ جميلٍ فيك ..
باعوك في سوق النخاسة لحفنة لصوص .. وبقايا إنسانية
تقاسموا ثراكي الطاهر … جشع يتوزع في كل قسماتك الباهتة
نسمات الياسمين …قدراً حولت إلى مخلفات بشر..
تزكم أنوف كل زائر …ومتلهف ليروي ناظريه من العروس
عروس رملت قصراً … قبل أن يرى موعد زفافها النور
مدينتي التي تمتلك كل مقومات النهوض بها إلى مصاف المدن الحديثة
شريط ساحلي …ميناء .. تربة خصبة بمساحات شاسعة ..ثروة مائية وبشرية
كل ذلك لم يجد بدٌ من أن يصطدم مع عقليات شاهت وشاخت واعتادت على طحن تلك المؤهلات..
بقرة حلوب …تلك هي نظرتهم لها …غير أنها لا تنتزع منهم أبسط ما تحتاج إليه ..
تفتقر إلى أدني مشاريع البنى التحتية … الصرف الصحي الذي فاض فوق المنازل ويغرق الشوراع والطرقات .. بسبب شبكة مهترئة ..عفت عليها السنون …قتلها التقادم ..كهرباء لا تكاد تسد رمق تلك المدينة الباسمة عبثاً وبداخلها جرح غائر … شحوب تلك الشفاة المستلقية في حنان البحر ..لم يغفر لها في الحصول على شربة ماء نقية هانئة ..
تنام تلك البريئة …وهي تصارع أفواج البعوض الذي ينخر جسدها الرشيق …
ربط أهلها الآمال على سلطة – محلية ومحافظ – من أبناء جلدتهم غير أنهم ترعرعوا من ثرواتها المتسلقة قسراً إلى أعالي الجبال ..حيث المركزية بكل تفاصيلها …بيد أن تلك الآمال ما لبثت أن تبددت إزاء ذلك ا الخنوع والخذلان منقطع النظير …
ولائهم الوحيد لحزبيات ضيقة لا تتجاوز أنوفهم …
استبشرنا كثيراً عند قيام رئيس الجمهورية بزيارة مكوكية …عائدا من الولايات المتحدة ..وحظينا حينها بالكثير من الوعود التي لم تلبث أن تبخرت …في فضاءنا المشمس بعيد مغادرته لمطارها المتهالك ..
أخيراً …
سيادة الرئيس ..
دولة رئيس الوزراء …
السادة وزراء حكومة الوفاق الوطني ..
تداركوا مابقي من عروستنا بعد أن رملت ..عل بعض الرتوش العاجلة أن توقظ ما سلب من جمال …أدركوها فإنها تحتضر ..أدركوها فإنها تحتضر.