مقالات

أزمة المياه في تعز

بقلم / أ. طارق السلمي
تعيش مدينة تعز هذه الأيام أزمة خانقة في المياه، نتيجة الحصار الحوثي المستمر، وعدم كفاية الآبار لتلبية احتياجات السكان داخل المدينة، إضافة إلى وقوع العديد من الآبار التي كانت تغذي تعز في مناطق سيطرة الحوثيين، لا سيما في الحوبان والحيمة.
ومع استمرار فرض الحصار من قبل المليشيات الحوثية، تضاعفت معاناة المواطنين داخل أحياء المدينة، وأصبح الحصول على قنينة ماء (20 لتراً) حلماً يراود الكثيرين، في حين أصبح الحصول على “الوايت” الكبير أمراً شبه مستحيل، إذ تجاوز سعره راتب الموظف الشهري، ويصعب الحصول عليه إلا بعد الانتظار لأيام.
وبات المشهد العام في تعز هو رؤية قناني الماء المحمولة من قبل الرجال والنساء والأطفال، وهم يبحثون عنها في الحارات والطرقات، فيما أصبح حديث الساعة الأكثر تداولاً بين المواطنين هو “أزمة المياه” وكيفية الحصول عليها، في صورة تجسّد بوضوح معاناة الإنسان اليمني بشكل عام، والتعزي بشكل خاص.
ويستدعي هذا الوضع المأساوي اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة، منها:
1. فتح الآبار المقفلة داخل المدينة لمعالجة شُحّ المياه، وضبط أسعار “الوايتات”. وهنا لا يسعنا إلا أن نشيد بإجراءات السلطة المحلية التي اتُّخذت في هذا الصدد.
2. على المجلس الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية إيلاء هذه المشكلة اهتماماً خاصاً، وذلك بتخصيص ميزانية عاجلة لمعالجة الأزمة، تُصرف في حفر آبار إضافية لتغذية المدينة بالمياه، وصرف مساعدات نقدية للفئات الأشد فقراً، إضافة إلى بناء سدود مائية داخل المدينة.
3. التواصل مع الجهات المانحة الإقليمية والدولية، وتوجيه مساعداتها نحو معالجة هذه الأزمة مؤقتاً، مع ضرورة أن تتبنى السلطة المحلية والحكومة حلولاً جذرية لها، من خلال إنشاء محطة تحلية في المخا لتزويد المدينة والمدن المجاورة بالماء. ويُعد هذا المشروع الاستراتيجي من أهم المشاريع التي ينبغي التركيز عليها وإعطاؤها الأولوية، لما له من أهمية كبيرة، خاصة إذا توافرت الإرادة والإدارة الناجحة، فإنه سيحظى بدعم محلي وإقليمي ودولي.
4. الضغط الحكومي على المليشيات الحوثية بكل الوسائل لفك الحصار عن المدينة، والسماح بإدخال المياه إليها من حوضها المائي في الحوبان.
5. توجيه جهود القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية للمشاركة الفاعلة في حل الأزمة، وجعلها أولوية في برامجها. وهنا نشيد بدور القطاع الخاص، وعلى رأسه مجموعة هائل سعيد أنعم، التي تواصل دعمها لهذا المشروع منذ بداية الحصار، إلى جانب رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية الأخرى وإسهاماتهم الكبيرة في هذا المجال.
6. تكثيف جهود التوعية بضرورة ترشيد استهلاك المياه، والدعاء إلى الله تعالى وصلاة الاستسقاء، مع ضرورة توحيد الجهود لإنهاء الانقلاب الحوثي، حتى ينعم الشعب اليمني بحياة حرة كريمة، كغيره من شعوب العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى